الملك سلمان ينفذ “انقلاب القصر” ويصب الزيت على صراعات الامراء

انقلابياً, بدأ الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيزعهده امس – الجمعة, خلفاً لاخيه الراحل الملك عبدالله.

ففي الساعات الاولى لتوليه العرش السعودي عمد الملك سلمان الى ابعاد خالد التويجري عن رئاسة الديوان الملكي, بعدما كان اقرب المقربين للملك الراحل ونجله الامير متعب الذي تشير الترتيبات الجديدة الى انه صائر الى الغياب او التغييب عن مراكز الصدارة التي ستعاد في الغالب الى “الجناح السديري” بعدما كان الملك الراحل قد نجح في تحجيمه وتقليص نفوذه.

الملك سلمان كان قد استعد فيما يبدو لخطواته الانقلابية اثناء فترة نزاع اخيه الملك عبدالله التي استغرقت اسبوعاً في المستشفى, فقام بتعيين الامير محمد  بن نايف, ولياً لولي العهد, وتعيين نجله وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي, الامر الذي يفتح الباب واسعاً امام انتقال الصراع الى ساحة احفاد الملك عبد العزيز الذين يكثر عددهم وتتعدد محاورهم وتتضارب مصالحهم.

الايام السعودية القادمة لا تبشر بالخير في عهد حاكم ضعيف مثل الملك سلمان, وولي عهد بلا وزن مثل الامير مقرن, ذلك لان الازمات السعودية المعروفة حتى في عهد الملك الراحل لم تعد تشكل الهم الاكبر والاخطر, بل تقدمتها وطغت عليها ازمات خاصة ومن نوع جديد تتمثل في تفاقم الخلافات وتصاعد حدة الانقسامات داخل اروقة الحكم وبين الاجنحة المتصارعة من احفاد عبد العزيز.

ولا شك ان غياب ملك قوي ومتمكن من ضبط التوازنات مثل عبدالله, ووجود ملك ضعيف ومريض وشديد النسيان مثل سلمان سوف يكون له ما بعده من مخاطر وانتكاسات ومفاجآت لا تحمد عواقبها, ولا نتمنى لهذا البلد الشقيق حدوثها.

ولكن مع تولي سلمان منصب الملك، ومحمد بن نايف ولاية العهد الثانية، يعود نفوذ السديريين إلى الواجهة. خصوصا وان سلمان الملك، رغم ضعفه واعتلال صحته, يبقى قادراً على فرض تسويات جديدة، علماً أن الصراع الحقيقي هو بين أحفاد حصة السديرية من جهة، وأبناء الملك عبدالله من جهة ثانية.. فمتعب هو رئيس للحرس الوطني، وهو الجهاز العسكري الداخلي الأقوى الذي أسسه الملك الراحل قبل نحو أربعين عاماً، وظلّ على رأس قيادته إلى أن سلّم القيادة لمتعب، وتركي يعمل في حاكمية الرياض، وعبد العزيز يعمل نائبا لوزير الخارجية. وهناك خالد في مجلس الحكم ومشعل حاكم نجران.

وكان الاتفاق على تعيين مقرن ولياً للعهد بمثابة محاولة لشراء الوقت إلى حين تعديل نظام الحكم بما ينظم وصول الأصلح بين أحفاد عبد العزيز من أبنائه الملوك إلى سدة الحكم. لكن وجود نايف بن عبد العزيز في وزارة الداخلية لفترة طويلة، ومن بعده ابنه محمد الذي كان نائباً له (تولى الوزارة بعدما عُيّن والده ولياً للعهد)، جعل منه رقماً صعباً يستحيل تجاوزه، فوزارة الداخلية السعودية هي الجهاز الأمني الأكبر في المملكة، والاكثر نفوذا .

مركزا القوة في السعودية الآن هما متعب بن عبدالله ومحمد بن نايف، الأول يستند الى الحرس الوطني وأشقائه، والثاني يستند الى وزارة الداخلية وأولاد عمومته السديريين، وقد بات أقرب الى الحكم من متعب الذي جرت زحزحته بعد قرار الملك سلمان الأخير، وهو ما يبقي الصراع بينهما مفتوحا على احتمالات كثيرة

وكان العاهل السعودي قد اصدر اوامر ملكية تقضي بتعيين الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.

ووفقا للاوامر التي أعلنها التلفزيون السعودي يعين الامير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء.

وتضمنت الاوامر الملكية تعيين الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع اضافة الى عمله في حين نصت على استمرار جميع أعضاء مجلس الوزراء في مناصبهم.

كما تم إعفاء خالد التويجري رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين من منصبه وتعيين محمد بن سلمان رئيسا للديوان الملكي ومستشارا خاصا لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير إضافة إلى عمله.

كما أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز امرا ملكيا يقضي باعفاء خالد بن عبدالعزيز التويجري رئيس الحرس الملكي من منصبه وتكليف الفريق اول حمد بن محمد العوهلي بالقيام بعمل رئيس الحرس الملكي.

من جانب اخر اعرب رؤوفين ريفلين، رئيس الدولة العبريةعن أسفه لوفاة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، معتبراً أنه كان “مثالاً يحتذى به لزعامة أصيلة ومتزنة ومسؤولة لها أصول دينية عميقة”.

وأضاف ريفلين في تصريحات نشرتها وسائل إعلام عبرية، يوم امس الجمعة ، ان “العاهل السعودي الراحل بصفته خادم الحرمين الشريفين كان عنصراً معتدلاً احترم حساسية مكانة القدس وقدسيتها وعمل على دفع رؤيا إقليمية مزدهرة”.

ورأى رئيس دولة الاحتلال، أن ما وصفها بالسياسة “الذكية” للعاهل السعودي الراحل ساهمت كثيراً في استقرار منطقة الشرق الأوسط.

وفي السياق ذاته، بعث الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيريز بتعازيه الحارة إلى مواطني السعودية.

وقال بيريز: “الملك عبد الله كان رجلاً ذا خبرة وذكاء ممّا مكنه من الوقوف بشجاعة وجراءة أمام التحديات”، كما أشار إلى خطة السلام التي طرحها في حينه العاهل السعودي الراحل قائلاً “إنها أهم إنجاز له رغم أنه لم يتم قبولها على مختلف جوانبها”

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى