جموع اردنية غفيرة تشارك في جنازة حسين مجلي وشخصيات عربية مرموقة تعزي بوفاته

في اليوم الثاني عشر من الشهر الجاري فجع الصف القومي في الاردن وباقي ارجاء الوطن العربي برحيل القطب القومي الكبير المحامي حسين مجلي الذي افنى العمر كله في التبشير بالوحدة العربية والنضال من اجل تحقيقها.

في هذا اليوم الحزين غاب فجأة وعلى حين غرة المحامي مجلي، وزير العدل، ونقيب المحامين، وعضو مجلس النواب السابق الذي شارك في معظم المنتديات والهيئات والمؤسسات القومية في طول الوطن العربي وعرضه، سعياً لاستنهاض الامة العربية، وتثبيت اقدامها على دروب الوحدة والحرية والتحرير والعدل الاجتماعي.
وفيما توالت برقيات وهواتف التعزية بالفقيد الكبير من كل حدب عربي وصوب، فقد شاركت في تشييع جثمانه في مسقط رأسه بمحافظة جرش، حشود غفيرة ضمت كل الوان الطيف السياسي والنقابي والاجتماعي الاردني، يتقدمها رئيس الوزراء عبدالله النسور، والرئيسان السابقان طاهر المصري ومعروف البخيت، وكبار المحامين ورجالات المحافظة.
كما اكتظت الصحف والمواقع الالكترونية الاردنية باعلانات النعي وادبيات التعزية والرثاء، في حين تقاطرت الوفود المعزية بالفقيد زرافات ووحداناً على بيت العزاء في مزرعته ببلدة الكتة، وعلى مقري نقابة المحامين والمنتدى العربي في عمان.
وقد تلقت اسرة الفقيد، ونقابة المحامين، والمنتدى العربي فيضاً من رسائل وبرقيات التعزية من مصر وسوريا ولبنان وفلسطين، تضمنت الاشادة بهذا الراحل العزيز، والثناء على مواقفه واخلاقه، والحزن والاسى على رحيله في هذا الوقت الذي تشتد حاجة الامة العربية الى امثاله.
وكان في طليعة المعزين بالفقيد هاتفياً، اللواء محمد ناصيف، مستشار الرئيس بشار الاسد، والرفيق عبدالله الاحمر، الامين العام المساعد للقيادة القومية لحزب البعث السوري، والرفيق سامي عطاري، عضو القيادة القومية، والدكتور محمد سلمان، وزير الاعلام السوري السابق، والقائد احمد جبريل، امين عام الجبهة الشعبية- القيادة العامة، والرفيق ماهر الطاهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، والدكتور بهجت سليمان، السفير السوري السابق في عمان، والاكاديمي المصري الدكتور محمد عبد الشفيع عيسى، المستشار بجامعة الدول العربية، والاستاذ هاني القطامي، السفير الاردني السابق المقيم حالياً في كندا.
اما برقيات العزاء بالراحل ”ابو شجاع” فقد تصدرتها برقية رفيقه وصديق عمره المناضل الفلسطيني الرابض في جبال النار، بسام الشكعة الذي قال في برقيته : تعجز الكلمات عن التعبير في حدث جلل كوفاة الصديق الوفي والمناضل العروبي الكبير المغفور له الاستاذ حسين مجلي، خاصة في مثل هذه الظروف المتردية والمحبطة التي تعيشها الامة والتي ناضل وضحى من اجل تغييرها الفقيد العزيز.
لم يكن ابو شجاع مجرد صديق ورفيق درب ومفكر واستاذ، ومناضل وقائد في حركات التحرر الشعبية العربية القومية فحسب، بل كان واحداً من الذين عاشوا عروبتهم في كل حركاتهم وسكناتهم ايضاً.
رحم الله المناضل الجسور ابو شجاع واسكنه فسيح جناته.
– ومن القاهرة بعث المحامي سامح عاشور، نقيب المحامين المصريين ورئيس اتحاد المحامين العرب برقية نعى فيها الراحل الكبير باسم نقابة المحامين المصريين وجموع المحامين العرب ووصفه بأنه فقيد الامة واتحاد المحامين العرب واحد اعلامها الخفاقة ورمزاً من رموز العمل القومي بها.
وقال : ”كان الراحل باسلاً في دفاعه عن حقوق الامة العربية وركناً من اركان العزيمة الوحدوية للمحامين في الاردن والامة العربية كافة”.
ومن القاهرة ايضاً بعث المحامي عبد العظيم المغربي، الامين العام لاتحاد المحامين العرب ببرقية جاء فيها : لقد تلقت الامانة العامة لاتحاد المحامين العرب بكل الحزن والألم نبأ وفاة الاستاذ النقيب/ حسين مجلي نقيب محامي الاردن الاسبق، وانها اذ تنعاه للمحامين العرب والامة العربية جمعاء، لتؤكد انه كان مناضلاً قومياً شريفاً عاش حياته المجيدة مدافعاً عن قضايا امته مجاهداً في سبيل استقلالها ووحدتها وتقدمها.
ان امثال حسين مجلي رجال تفتقدهم وتحتاجهم الامة العربية في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة من تاريخها، ولكن الامانة العامة تثق ان رفاق وتلاميذ المرحوم حسين مجلي سيواصلون طريقه من أجل تحقيق اهدافه التي مات في سبيلها.
– ومن بيروت بعث الوزير اللبناني السابق بشارة مرهج برقية عزاء الى ذوي الفقيد قال فيها : اتقدم منكم بأحر التعازي، واصدق المواساة لوفاة فقيدكم المأسوف عليه المرحوم الوزير حسين مجلي، قربه الله تعالى من رحابه، وشمله برحمته الواسعة، وسكب على نفوسكم بلسم العزاء، للفقيد الرحمة ولكم الصبر والسلوان.
ومن بيروت ايضاً بعث المناضل والمفكر القومي اللبناني معن بشور برقية قال فيها : ” لقد هزنا من الاعماق الرحيل المفاجئ لهذه القامة القومية والوحدوية الشامخة، خصوصاً اننا حين التقيناه في بيروت قبل اشهر كان ممتلئاً حيوية وتدفقاً فكرياً وسياسياً ونضاليا”.
ان النوبة التي اسكتت القلب الكبير لن تكون قادرة على اطفاء الروح العربية المتوهجة التي كان ابو شجاع اكثر مشاعلها تألقا.
– وقالت برقية وردت من الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي في بيروت ان الراحل الاستاذ حسين مجلي الرواشدة هو احد اركان التيار القومي العربي في الاردن وعلى مستوى الوطن الكبير وامضى سنوات عمره في العمل القومي والسياسي والنقابي ثابتاً على مبادئه، جريئاً في مواقفه، صلباً في تشبثه بالحق.
واضافت ان مجلي المحامي والمناضل والملتزم بوجودية الصراع مع العدو الصهيوني كان مدافعاً بكل قوة عن الجندي احمد الدقامسة السجين بتهمة اطلاق النار على جنود الصهاينة، وكان يصفه دائماً بالبطل، حيث طالب باخلاء سبيله بعد اربعة ايام من تسلمه حقيبة العدل في الحكومة الاردنية، مشيرة الى انه رافق تأسيس المؤتمر القومي العربي منذ بداياته، وحضر العديد من دوراته بما فيها الدورة الاخيرة في حزيران الماضي في بيروت، وكان يسعى مع العديد من اخوانه الى توحيد العمل القومي العربي في حركة واحدة تجسد وحدة الامة.
– كما تقدم قاسم صالح، امين عام المؤتمر العام للأحزاب العربية بواجب العزاء الى عائلة المرحوم المحامي حسين مجلي.
وقال صالح في برقية بعث بها الى اسرة الفقيد.. لقد تلقينا بمزيد من الحزن نبأ وفاة المحامي حسين مجلي الذي عرفناه مناضلاً عروبياً صلباً، كرس حياته مدافعاً عن قضايا أمته وساعياً لوحدتها .
ونحن إذ نشاطركم والأهل جميعا أصدق مشاعر الأسى والمواساة، نسأل المولى تعالى أن يتغمد الفقيد بفيض رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته ، وأن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء .
– كما تلقت اسرة الفقيد رسالة التعزية التالية من الدكتور عدلي الهواري، رئيس تحرير مجلة عود الند اللندنية : ببالغ الحزن والأسف، قرأت خبر وفاة الأستاذ حسين مجلي، أبو شجاع، وزير العدل ونقيب المحامين الأسبق، وأحد أعلام الوعي القومي العربي، الذي تشرفت بلقائه في الأردن أثناء التحضير لرسالة الدكتوراه، وانتفعت من علمه القانوني العميق وثقافته الواسعة. أتقدم لكم ولعموم أصدقائه ومحبيه بأصدق التعازي. تغمد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته، وانا لله وانا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى