هل طفح الكيل الاردني بتمدد التيارات السلفية الجهادية على الساحة الاردنية ؟

في سياق اللعب بسياسة العصا والجزرة مع التيار السلفي الجهادي وتفرعاته افرجت السلطات المعنية عن كل من مصطفى يوسف صيام، ومحمد جميل سليمان عربيات، ومجاهد نبيل يوسف أبو حارثية، وأحمد يوسف أحمد ريان، وطارق عمر حسين زكارنة، وذلك بموجب عفو ملكي خاص صدر مساء يوم الخميس الماضي بناء على تنسيب من مجلس الوزراء.
من جانب آخر تم الافراج يوم امس الاربعاء عن محمد عيسى دعمس بعد انتهاء مدة محكوميته البالغة 15 عاماً بعد ادانته بقتل الدبلوماسي الامريكي في عمان لورنس فولي.
وكانت السلطات في سياق استمالتها ومهادنتها للتيار السلفي قد افرجت عن ابي محمد المقدسي، في سياق ما قال المراقبون انه صفقة يقف فيها ضد تنظيم داعش.
على صعيد ذي صلة طفح الكيل الاردني – فيما يبدو- بالتمدد الجهادي السلفي الذي باتت بعض اطرافه تعلن من فوق الساحة الاردنية تأييدها لتنظيم داعش الارهابي وخليفته المزعوم، بعدما كان قد سبقها الى ذلك الشيخ محمد الطحاوي زعيم التيار السلفي الجهادي الموجود حالياً في السجن.
فقد شنت الاجهزة الامنية، منذ يومين، حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصر التيار السلفي الجهادي وخاصة أولئك الذين أبدوا دعمهم وتأييدهم لتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.
وشملت الحملة أربع محافظات هي الزرقاء، وإربد، والسلط والعاصمة عمان، وذلك استكمالاً لحملات اعتقال مماثلة نفذتها الاجهزة الامنية في صفوف أعضاء التيار السلفي الجهادي، كان آخرها نهاية شهر رمضان في الزرقاء والرصيفة، حيث يثير توجه العشرات من منتسبي التيار السلفي الجهادي في الأردن نحو داعش قلق السلطات الأردنية، خاصة وأن هذا التنظيم ما فتئ خلال الأشهر القليلة الماضية يعلن عن نيته استهداف المملكة.
وكان أنصار التنظيم المتشدد قد نظموا منذ فترة مسيرتين في كل من الزرقاء معقل التيار الجهادي ومعان أعلنوا خلالهما ولاءهم ومبايعتهم لـ”أبوبكر البغدادي” زعيم داعش.
الى ذلك حذر التيار السلفي الجهادي الأردني من مغبة المضي قدما في حملة إعتقالات تطال نشطاءه ومن نتائج الاعتقالات معتبرين أن المضايقات لأنصار التيار الجهادي في الأردن تحصل بتعليمات وأوامر دول اجنبية.
واعتبر محامي هذه التنظيمات المسماة جهادية موسى العبداللات،أن حملة الاعتقالات مع الفجر طالت أنصار وأبناء التيار السلفي الجهادي دون مبرر على حد تعبيره ، وأن جميعها تمت خارج إطار القانون.
وبحسب المصادر ، فقد دوهم امس الأول منزل القيادي في التيار السلفي قيس الرحاحلة بمدينة السلط غربي العاصمة عمان، كما كثرت مؤخرا الإستدعاءات الأمنية والبحث عن مطلوبين من التيار السلفي الجهادي في إربد ومخيم البقعة ومدينة الزرقاء ) وتعتبر هذه بؤر التيار الرئيسة ).
وبلغ عدد الموقوفين بحسب العبداللات من مدينة إربد شمالي الأردن خمسة سلفيين، وأن البحث جارٍ عن محمد زويد ومحمود مشارفة الذي هو من قيادات التيار في مخيم البقعة ، فيما يتعرض مخيم إربد معقل زعيم التيار السجين الشيخ أبو محمد الطحاوي الى رقابة شديدة.
وقالت تقارير صحفية ان المداهمات تتعلق بتنامي المخاوف من وجود أنصار لتنظيم داعش داخل الأردن التيار السلفي الجهادي .
وكان زعيم التيار الشيخ الطحاوي قد اعلن تأييده لدولة الخلافة وزعيمها أبو بكر البغدادي فيما شددت مصادر على ان الإعتقالات والمطاردات تطال حصريا من بايعوا علنا خلافة البغدادي أو يؤيدون سرا تنظيم داعش والمحسوب على هذا التنظيم من باب الإحتياط الوقائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى