السعودية تتلاعب بقطر والامارات لردعهما عن التقارب مع ايران

ما ان تناهى الى مسامع الامير تميم حاكم قطر ان السعودية تنوي العمل على تعليق عضوية بلاده في مجلس التعاون الخليجي, حتى هرع قبل بضعة ايام الى جدة ليلتقي بالملك عبدالله والتباحث معه حول المسألة, والعمل على تدارك الغضب السعودي واطفاء بؤرة ما امكن ذلك.

هذا اللقاء الذي اثار قلق حكام الامارات وحفيظتهم, اوحى للمراقبين ان الرياض تتلاعب بالبلدين – او تلعب على الحبلين- بغية ان يظل الزمام في يدها, لضمان سيطرتها على الطرفين والحيلولة دون انفتاحهما على عدوتها اللدودة.. ايران.

وكانت مصادر قطرية رفيعة المستوى قد كشفت عن تفاصيل القمة الاخيرة التي جرت في جدة وجمعت أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بالعاهل بالسعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، مؤكدة نجاحها في التوصل الى اتفاقات واختراقات عديدة على المستوى الثنائي والخليجي وما تشهده المنطقة العربية من تطورات.

وتعتبرهذه القمة الاولى بين الملك والامير منذ وقوع خلاف كبير بين قطر والسعودية في وقت سابق هذا العام، وتأتي بعد محاولات من الدوحة للتوسط لابرام اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وقالت المصادر ان القمة كانت ناجحة إلى حد كبير، وتوقعت عودة السفير السعودي إلى الدوحة خلال الأيام القليلة القادمة, اذا لم تسارع دولة الامارات الى وضع العصي في الدواليب وشيك.

وأضافت أن القمة التي لم يكن مرتبا لها سابقا بحثت ايضا العدوان الاسرائيلي المتواصل على غزة، كما ناقشت الأوضاع في سوريا والعراق واليمن.

ونفت المصادر القطرية بشدة ما اوردته صحف ومواقع أخبار عربية موالية لدولة الامارات العربية المتحدة ان القمة جاءت على وقع قرار خليجي ينص على تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون.

وكانت القمة القطرية السعودية قد كشفت عن ارتباك حاد داخل (التيار الإمارتي الرسمي) في الرياض، الذي يمثله بالدرجة الأولى وزير الخارجية السعودي سعود الفصيل ومدير قناة العربية السعودية عبد الرحمن الراشد.

وقد عكست أجواء الارتباك داخل قناة العربية استياء الأوساط السعودية المتحالفة مع الإمارات، والتي سعت إلى إفشال لقاء الملك والامير تميم, وبحسب مصادر سعودية مطلعة، فإن الديوان الملكي السعودي اتصل بمدير القناة ووبخه على تجاهل العربية لأخبار القمة لساعات، قبل أن تتصدر النشرات اللاحقة.

ولوحظ قيام موقع السعودية الحدث المحسوب على تيار ابو ظبي في الرياض باختلاق خبر منسوب إلى موقع CNN الأمريكي يزعم فيه أن زيارة أمير قطر إلى الرياض تأتي بعد إخباره بتعليق عضوية بلده في مجلس التعاون.

وكان لافتا ابتعاد الأمير بندر بن سلطان عن تيار الإمارات السعودي واقترابه من قطر خلال الأسابيع القليلة الفائتة، رغم أنه كان أبرز الموالين لخط أبو ظبي، قبل إطاحته عن رئاسة جهاز الاستخبارات.

وقالت المصادر إن علاقة بندر بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لم تعد جيدة كما السابق، لا سيما بعد امتناع الأخير عن إجراء اي اتصال مع الأمير السعودي منذ إطاحته عن المنصب، وهو ما خلق شعورا لدى بندر بأن علاقته السابقة مع الإمارات كانت علاقة مصلحة وانتهت فور خروجه من الحكم.

وأضافت أن بندر بدأ يتجه نحو الاقتراب من قطر والاقتراب أكثر من نجل العاهل السعودي الأمير متعب أبرز المنافسين على كرسي الحكم.

وقد كشفت القمة القطرية السعودية أيضا عن صدمة مماثلة داخل حلقات صنع القرار الإماراتي التي سعت عبر وسائل إعلامها ونشطائها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى شن هجوم من نوع آخر على القمة، متهمة الدوحة بالعمل على ضرب وحدة التحالف الخليجي وزعزعة استقراره.

ولم تمض ساعات حتى سارع موقع 24 الاماراتي إلى مهاجمة القمة، والترويج لهاشتاغ على موقع تويتر احتفى بالخبر المزعوم حول تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون.

واكد الموقع اقتراب نشر قرار بتعليق عضوية قطر في المجلس، واعتبر أن هذا القرار قوبل بتأييد واسع على شبكات التواصل الاجتماعي العربية، احتجاجا على سياسة قطر العدائية ضد دول جوارها.

 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. لا تغلط على بن زايد فهو بعيد كل البعد عن العماله وعمره ما ارتكب اي فعل ضد المقاومه الفلسطينيه؟؟؟ لا تحكم بمزاجك

زر الذهاب إلى الأعلى