تخبط وارتجال وارتباك واضح في صناعة القرارات السعودية

في مؤشر واضح على التخبط والارتباك والارتجال في السياسات والممارسات السعودية الراهنة,اصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز امرين ملكيين بتعين الامير بندر بن سلطان مستشارا ومبعوثا خاصا له، والامير خالد بن بندر رئيسا للاستخبارات العامة, بعدما كان الملك قد ابعد الاميرين بندر وخالد في وقت سابق عن منصبيهما بصورة تعسفية مفاجئة.

وقالت وكالة الانباء السعودية مساء يوم امس الاثنين ان الملك قد اصدر امرا بتعيين “الامير بندر بن سلطان مستشارا ومبعوثا خاصا له”، بالاضافة الى عمله امينا عاما لمجلس الامن الوطني بمرتبة وزير.

وكان الامير بندر بن سلطان اعفي من رئاسة المخابرات السعودية في منتصف نيسان وخلفه في منصبه مساعده يوسف بن علي الادريسي بناء على مرسوم ملكي.

كما اصدر الملك السعودي امرا ملكيا مفاجئا ايضا بتعيين “الامير خالد بن بندر رئيسا للاستخبارات العامة بمرتبة وزير” بعد ان كان قد ابعده عن منصب نائب وزير الدفاع الذي لم يمض فيه سوى 45 يوما.

وقد عزت  مصادر سعودية مطلعة ابعاد الامير خالد عن موقع نائب وزير الدفاع الى خلاف حاد وقع بينه وبين الامير محمد, نجل ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز..

وكان هذا الخلاف قد وقع منذ الاسبوع الاول لتعيين الامير خالد بن بندر، بسبب “نزعته الاستقلالية في إدارة شؤون وزارة الدفاع” على حد المصادر.

ولوحظ أن عزل الأمير خالد من منصبه، جاء بطلب من الأمير سلمان، وليس كما جرت العادة بطلب من الامير المعزول، حفاظا على ماء وجهه.

وقال مصدر سعودي ان الخلاف بين نجل ولي العهد وبين الأمير المعزول “هو جزء لا يتجزأ من الصراع القوي الذي تشهده العائلة الملكية على كرسي العرش”.

وأضاف أن إقالة خالد بن بندر من منصبه “تعكس رغبة الأمير سلمان وأولاده في حجز مقاعد لهم في قطار البحث على النفوذ والسلطة”.

وزاد أن “التنافس على العرش بات محصورا بين أبناء الملك المسن وبين وزير الداخلية القوي محمد بن نايف إضافة إلى سلمان وأولاده”.

وكان الملك عبد الله، الذي يبلغ عمره 90 سنة، قد عين أبناءه بهدوء في مواقع السلطة والنفوذ داخل المملكة, وتحديدا في وزارة الخارجية والحرس الوطني وإمارتين مهمتين، وهم في وضع جيد للعب أدوار على المدى البعيد مع انتقال السلطة إلى الجيل التالي من العائلة المالكة.

ويبدو أن الربيع العربي، قد شجع الملك عبدالله على الدفع بأبنائه لتعزيز قدرة نظام الحكم على مواجهة التحديات غير المسبوقة التي عرفها خلال السنوات الثلاث الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى