الجيش السوري يقرر تطهير الغوطة الشرقية من الارهابيين سواء بالمفاوضات عبر الوساطة الروسية او بالحسم العسكري

 

أفادت مصادر سورية باستمرار المفاوضات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في غوطة دمشق الشرقية بوساطة روسية للمصالحة، وذلك مع وصول حشود للجيش السوري إلى المنطقة.

ونقلت صحيفة الوطن السورية عن مصادر “مطلعة على ملف المصالحات المحلية”، أن هذه المفاوضات “الماراثونية” قد تكثفت في الفترة الأخيرة بطلب من الميليشيات المسلحة بعد أن ضاق الأفق أمامها، وتصاعد ضغط الجيش السوري عليها.

ومن الملفت، أن الغوطة الشرقية شهدت السبت هدوء عاما، حيث لم تجر أي اشتباكات بين الجيش والمسلحين، ولم يسجل لا تحليق طائرات في سماء المنطقة، ولا استهداف أحياء العاصمة الآمنة بالقذائف من الغوطة.

ويأتي ذلك وسط تقارير عن استقدام الجيش السوري لمزيد من التعزيزات إلى محيط الغوطة الشرقية، تمهيدا لتنفيذ عملية عسكرية واسعة تهدف لاستعادة السيطرة على شرقي الغوطة في حال فشلت المفاوضات.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات تظهر معدات عسكرية بينها راجمات صواريخ وآليات ومدرعات ثقيلة وسيارات مزودة بالرشاشات، في طريقها إلى الغوطة الشرقية.

من جانبها، أكدت مصادر للناشطين السوريين والمعارضة أنباء عن مفاوضات بين الجيش والفصائل المسلحة و”حشد مستمر” في محيط الغوطة من الجيش وحلفائه.

جدير بالذكر ان الغوطة الشرقية المحاذية لدمشق تعد آخر وأخطر معاقل الجماعات الإرهابية في محيطها، منها انطلقت ساعات الصفر الخالدة في ذاكرة الدمشقيين، وكذلك عشرات آلاف القذائف والصورايخ فاتكةً بالحجر قبل البشر وقتلت بسمة عاصمة الياسمين.

خاضت وحدات الجيش السوري العاملة في دمشق وريفها خلال السنوات الماضية مئات المعارك مع إرهابيي الغوطة الشرقية، لتستعيد سيطرتها على قرابة الـ70% من مساحتها الإجمالية التي تقدر بـ315 كلم مربع، وحصرت المسلحين بجيب ضيق على تخوم دمشق لا يتجاوز الـ 110 كلم مربع.

انتشرت ظهر امس عشرات مقاطع الفيديو لأرتال ضخمة من قوات النمر – الشهيرة – التابعة للجيش السوري يقودها العميد سهيل الحسن، أتت من الشمال السوري لاستكمال عملية تحرير محيط دمشق والريف الشرقي الملاصق لها، وظهر في الفيديوهات أعداد كبيرة من العربات القتالية والمدرعات بالإضافة إلى المدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، وبحسب مراقبين أن وصول هذه التعزيزات العسكرية يعد أضخم تحشيدات للجيش السوري في محيط العاصمة منذ بدء الحرب على سوريا.

وأكدت الصفحة شبه الرسمية لقوات النمر على الفيسبوك أن هذه الأرتال جزءاً من القوة الضاربة التي ستصل تباعاً في الأيام القادمة مصطحبة معها آلاف الجنود المدججين بالسلاح ودبابات الـT-90 التي لم تشارك في معارك الغوطة مسبقاً.

مصادر دمشق الآن الميدانية أكدت أن هذه التعزيزات ليست الوحيدة التي وصلت إلى الغوطة الشرقية، بل استبق قدومها بأيام وصول عدة كتائب مختلفة الاختصاصات من فرق الجيش السوري، بالإضافة إلى الوجود المسبق لقوات “حراس العاصمة” من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة وغيرها من التشكيلات الأساسية والرديفة للجيش السوري.

ويبرر وصول هذه القوات بالمجمل وجود عشرات آلاف الإرهابيين من عدة تنظيمات في قطاعات الغوطة الشرقية، والسيطرة التامة عليها يتوجب هكذا تحضيرات لوجستية كبيرة، عندما يصبح تحريرها من أولويات الميدان السوري.

المعركة المفصلية في تاريخ دمشق وريفها قد تبدأ بين ليلة وضحاها، ومن المؤكد أن الدمشقيين سيسمعون صداها في كل حي وبيت، ويدركون بل يؤمنون بأن الجيش السوري فقط من يعيد لياسمينهم بسمته، ويخلصهم من جيران السوء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى