السعودية تنفض يدها من الامير تميم وتمهد السبيل امام الشيخ عبدالله آل ثاني لتسلم الحكم القطري

لازال قرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بشأن السماح للحجاج القطريين بآداء مناسك الحج، وفق تسهيلات خاصة، يثير جدلا واسعا في وسائل إعلام البلدين، بما يعكس استمرار الأزمة الناجمة عن قرار حصار قطر لا انفراجها.

وعلى الرغم من الترحيب الرسمي القطري الحذر بالخطوة السعودية، وعدم استبعاد البعد السياسي لها، فإن مصادر قطرية وثيقة الاطلاع، ترى أن النقاش بشأن الحج وأيضا بشأن الحصار، لازال إعلاميا، ويفتقد إلى الآليات الواقعية.

وقد أربك هذا التحرك السعودي الهادف فيما يبدو لقطع الصلة مع القيادة القطرية الحالية والتواصل مع الشعب القطري عبر الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني، الدوحة التي عبرت امس الجمعة عن قلقها لكن تحت عنوان أمني حملت فيه الرياض عن سلامة المواطنين القطريين في السعودية.

وتعكس المخاوف القطرية حالة من الارباك في التعامل مع التعاطي السعودي مع الأزمة واتجاه الرياض فعليا للتخلي عن التعامل مع أمير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد محاولات دبلوماسية وجهود متراكمة لإثناء الدوحة عن سياسة دعم وتمويل الإرهاب وبعد تشكل قناعة لدى دول المقاطعة بأن قطر مستمرة في دورها التخريبي.

وقد رحبت الدوحة في البداية بمبادرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بفتح معبر سلوى الحدودي بين البلدين وارسال طائرات على نفقته الخاصة للحجاج القطريين لأداء مناسك الحج، لكنها أشارت لاحقا إلى أن هناك أبعاد سياسية للمبادرة الملكية السعودية.

وكان الملك سلمان قد استقبل الأربعاء الماضي بمقر اقامته في المغرب الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني.

ويعد الشيخ عبدالله أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، فجده الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني هو ثالث حكام قطر ووالده رابع حكام قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني وشقيقه هو خامس حاكم قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني.

وفي تصريحات تكشف عمق الارباك القطري من مبادرة العاهل السعودي، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال زيارة للنرويج إن السلطات السعودية لم ترد بعد على تساؤلات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية بشأن تأمين المواطنين القطريين خلال الحج.

وأضاف في مؤتمر صحفي “مستوى التوتر بين الدولتين واللغة والنبرة التي تستخدمها وسائل إعلام سعودية تنشر الكراهية ضد القطريين تمثل مصدر قلق كبير لنا”.

وتابع “أمن وسلامة هؤلاء الناس الذين يعبرون الحدود الآن مسؤولية السلطات السعودية”، مضيفا أن “أكثر من مئة” مواطن عبروا الحدود منذ إعادة فتحها.

ويشير محللون إلى أن فتح السعودية معبر سلوى الحدودي وارسال طائرات لنقل الحجاج القطريين وما رافق ذلك من أوامر ملكية بتقديم تسهيلات للحجاج القطريين استهدف أولا سحب آخر أوراق مناورة القيادة القطرية التي دفعت عبثا نحو تدويل المشاعر المقدسة وترويجها لجملة من الأكاذيب والمغالطات.

واعتبروا أيضا أن الخطوة الملكية السعودية أنهت أيضا صلة التعامل بين القيادة السعودية والقيادة القطرية الحالية في رسالة واضحة من العاهل السعودي الملك سلمان للشيخ تميم بأن التعامل السعودي بات مع الشعب القطري عبر وسيط أكثر رصانة ويملك من المؤهلات السياسية والارث الأسري مع يجعله محل ثقة.

ولم تعد السعودية والدول الخليجية تثق في القيادة القطرية الحالية بعد سجل من الخداع والمماطلة تكشفت فصوله مع تنكر الدوحة لاتفاق الرياض في 2014 وهو الاتفاق الذي توصلت له الأطراف الخليجية ووقعت عليه قطر حينها والتزمت بتنفيذ بنوده ومن ضمنها التوقف عن التآمر على أمن الخليج ودعم الارهاب.

وعلى صعيد متصل وبعد ساعات قليلة من تدشين الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، حساب له على موقع “تويتر” تفجرت أزمة كبير بين عدد من المغردين حول هل الحساب فعلا يخص الأمير الشيخ القطري أم إنه حساب مزيف.

الحساب الذي حصل على علامة توثيق من موقع “تويتر” هو باسم الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، الذي التقى الملك محمد سلمان الخميس وتوسط لحل أزمة الحجاج القطريين.

​وبعد ساعات من تدشين الحساب تابعه ما يزيد عن 110 ألف مستخدم، وبدأ الشيخ عبد الله تغريداته بشكر الملك السعودي سلمان أل سعود وولي عهده محمد بن سلمان.

​وأضاف الحساب الموثق باسم الشيخ عبد الله “ما وجدته من حرص الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان على الشعب القطري دعاني لطلب تخصيص رقم للاتصال لتسهيل زيارات القطريين لأقاربهم وحلالهم”.

​وتابع: “تفضل الملك كعادته بالموافقة وأمر بتخصيص غرفة عمليات خاصة بطاقم سعودي تتولى شؤون القطريين وتكون تحت إشرافي في ظل قطع العلاقات”

​وقال الشيخ عبد الله على الحساب: “سألت أخي معالي محافظ مؤسسة النقد السعودي عن صحة إيقاف صرف الريال القطري للمواطنين القطريين فأكد أن لاصحة لذلك إطلاقا”.

​وأكد الشيخ عبد الله أنه لا يريد شيئ مقابل ما يقوم به: “ماقمت به ماهو إلا لأجل قطر وأهلها الكرام وراحتهم ولاقى حفاوة واهتمام الملك سلمان وولي عهده حفظهما الله.. أسأل الله أن يعطينا على قدر نياتنا”.

ويعد ​عبد الله بن علي بن عبد الله آل ثاني هو من كبار شخصيات آل ثاني ويحظى بقبول داخل الأسرة، فهو الابن التاسع لحاكم قطر الشيخ الراحل علي بن عبد الله آل ثاني وحفيد حاكم قطر عبد الله بن جاسم آل ثاني، وأخو الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، ووينظر إليه كأحد أقوى المنافسين لتولي السلطة في قطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى