الوطن العربي يقف على قدم واحدة تحسباً للمصادمات الفلسطينية- الاسرائيلية المنتظرة في محيط المسجد الاقصى غداً الجمعة

اتخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد جلسة عُقدت لمجلس قادة أركانه، لتقييم الأوضاع، رفع حالة التأهب القصوى في القدس، تحسبًا لأي تصعيد.

وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، اليوم الخميس، بأن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أعلن في جلسة لقادة أركان الجيش لتقييم الأوضاع اتخاذ القرار برفع حالة التأهب القصوى بالقدس والمناطق المحيطة بالحرم لكافة القوات الإسرائيلية .

وأضافت الصحيفة : “سيتم  إضافة خمسة كتائب إضافية للتصدي لأي أحداث قد تقع يوم غد الجمعة”.

وقد أعلنت، قوى وفصائل فلسطينية النفير العام غد الجمعة في وجه الاحتلال، خاصة في مدينة القدس، وإعلان ثورة على البوابات الإلكترونية التي وضعت أمام بوابات المسجد الأقصى.

فقد دعا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مساء امس الأربعاء، للنفير العام، يوم غد الجمعة، وعقد قمة عربية طارئة والتصدي لـ”العدوان الإسرائيلي” على المسجد الأقصى.

ودعا هنية، في بيان له، “جماهير الأمة العربية والإسلامية للتحرك العاجل والفاعل نصرة للأقصى مسرى النبي محمد وأولى القبلتين، والذي يتعرض لخطر حقيقي يمس قدسيته ومكانته”.

وطالب البيان “قادة الدول العربية والإسلامية بتحمّل مسؤولياتهم، وعقد قمة طارئة وتحرّك عاجل؛ للتصدي للإرهاب الصهيوني والعدوان على الأقصى”.

كما دعت حركة “حماس”، كافة كوادرها وأبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده للخروج، بـ “مسيرات غضب” يوم الجمعة القادمة، نصرة للمسجد الأقصى.

وشددت “حماس” في بيان صادر عنها، على ضرورة وأهمية المشاركة في “جمعة الغضب” من قبل كافة شرائح الشعب الفلسطيني وفصائله.

وقالت إنه يجب المشاركة والانتفاض تأكيدًا على إسلامية القدس والأقصى، ورفضًا لإجراءات الاحتلال الرامية لفرض واقع جديد على المسجد لم يشهد مثله عبر التاريخ.

وطالبت بالتوجه إلى كافة نقاط التماس في الضفة الغربية والاشتباك مع قوات الاحتلال فيها، مُهيبةً بالشعب الفلسطيني ومقاومته تلبية “نداء الواجب” تجاه المسجد الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال وسياساته.

اما حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فقد دعت أبناء الشعب الفلسطيني لإعلان الغضب دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك.

وجاء ذلك على لسان الشيخ بسام السعدي, القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في تصريحٍ مقتضب دعا فيه جماهير الشعب الفلسطيني للخروج في مسيرات حاشدة ضد الاحتلال وسياساته وإسقاط الإجراءات العدوانية بحق اهلنا ومقدساتنا.

كما دعت مرجعيات القدس الاسلامية، امس الأربعاء، المواطنين إلى النفير العام والمشاركة في صلاة الجمعة بأقرب نقطة من المسجد الأقصى.

فقد جاء ذلك، في اجتماع لهذه المرجعيات في مبنى المحكمة الشرعية في القدس، بمشاركة عدد من رجال الدين المسيحي وشخصيات القدس الاعتبارية، بحضور المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ومحافظ القدس ووزيرها عدنان الحسيني، ومدير عام الأوقاف الاسلامية والمسجد الاقصى الشيخ عزام الخطيب التميمي، ورئيس الهيئة الاسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، ورئيس مجلس الأوقاف الاسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب، والقائم بأعمال قاضي قضاة القدس رئيس محكمة الاستئناف الشرعية الشيخ واصف البكري.

وتناول المجتمعون آخر التطورات في قضية المسجد الاقصى والبوابات الالكترونية، التي وضعتها سلطات الاحتلال أمام أبواب الأقصى.

من جهتها، أكدت دائرة الأوقاف الاسلامية، على لسان مديرها العام التميمي، أن الدائرة أبلغت قرارها لأئمة وخطباء مساجد القدس بعدم الخطابة يوم بعد غد في المساجد والتوجه الى المسجد الأقصى أو أقرب نقطة منه.

ولفت إلى أن الأوقاف ستحصر أعمال التخريب والعبث التي قامت بها قوات الاحتلال خلال اغلاقها للمسجد المبارك، وقال: “إننا نعي تماما ما يجري في المسجد الأقصى ليلاً ونهاراً، حتى حينما صعدوا الى الأسطح لتغيير بعض المجسمات وتركيب كاميرات”.

وناشد المتحدثون المواطنين بضرورة الالتزام بقرار المرجعيات الخاص بعدم دخول المسجد من البوابات الالكترونية.

وحذر مدير الأوقاف الاحتلال مخاطبا اياهم بالقول: “لا تعبثوا ولا تلعبوا في الأقصى، توقفوا عن هذه الأساليب التي تضر بالمنطقة، وتضر بالسلام والسلم العالميين.. الأقصى خط أحمر وهو فقط للمسلمين وحدهم، وليس لكم الحق في أي جزء منه”.

ومن جانبه ناشد صائب عريقات, أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية العالم التدخل للحفاظ على الوضع القائم تاريخيا وقانونيا في المسجد الأقصى.

وخلال اجتماع عقده مع برلمانيين أوروبيين متوسطيين في أريحا اليوم الخميس، قال عريقات: “القدس الشرقية مدينة محتلة تنطبق عليها مواثيق جنيف الأربعة لعام 1949″، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى رفع كافة القيود التي فرضتها على المسجد الأقصى منذ الـ14 من الشهر الجاري.

واعتبر عريقات أن “الأمن والسلام والاستقرار لن يأتي بنصب الكاميرات والأجهزة الإلكترونية وبناء الجدران والمستوطنات وفرض الحقائق على الأرض وهدم البيوت والحصار والإغلاق وتهجير السكان، بل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران لـ67”.

وفي غزة دعا الحراك الشبابي الفلسطيني جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للمشاركة الحاشدة في المسيرات الغاضبة نصرة للأقصى، يوم الجمعة القادم.

ووجه الحراك دعوته للشباب الفلسطيني المنتفض، وجماهير شعبنا في كل أماكن تواجدهم،  للالتحام مع العدو الصهيوني لتصل رسالة المنتفضين لكل العالم “إلا الأقصى إلا الأقصى”.

وندد الحراك الشبابي، في مؤتمر صحفي له بمدينة غزة، بالإجراءات الصهيونية بحق مدينة القدس المحتلة، مشددا على أن شعبنا الفلسطيني يواجه ملحمة تاريخية يسعى خلالها الاحتلال لفرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى.

وقال الشاب محمد أبو شعبان متحدثاً عن الحراك: إن الشباب المنتفض سيقف بوجه إجراءات الاحتلال الخطيرة، مشيراً إلى أن شعبنا  الفلسطيني يخرج دوماً من المحن بإرادة أقوى.

وتابع ” ندعو أبناء شعبنا للانتفاض والمشاركة في المسيرات التي تخرج من مناطق القطاع كافة بعد صلاة الجمعة؛ انتصاراً للمسجد الأقصى والقدس”.

ووجه الحراك في بيانه، التحية لشهداء عائلة جبارين، مشيداً بدور أهالي الضفة الغربية والداخل المحتل في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

وطالب الحراك كل القطاعات الفلسطينية المختلفة منها السياسية والنقابية والاقتصادية، للانتفاض في وجه إجراءات الاحتلال، داعياً في الوقت نفسه الأمة العربية والإسلامية لإعلاء الصوت في وجه العالم المتآمر، نصرة للأقصى والدفاع عنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى