تزايد فرص محمد بن نايف في هزيمة منافسه محمد بن سلمان

اكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن ولي العهد السعودي، محمد بن نايف قد عاد الى الواجهة من جديد، فيما يبدو أنه غير مستعد للتنازل عن العرش الملكي السعودي، ويعتبره حقا له.

وجاء في التقرير الذي نال أصداء واسعة في الصحافة اللبنانية، أنه منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في السعودية في شهر كانون الثاني عام 2015، احتكر ابنه محمد بن سلمان الأضواء لمدة عام، وأصبح وجه الاصلاحات الاقتصادية الطموحة وحرب المملكة على اليمن.

ولكن الملفين يواجهان أزمات وتعقيدات وهذا الأمر قوض التكهنات واسعة النطاق التي أثيرت في داخل السعودية وخارجها بأن محمد بن سلمان سيترقى قريبا الى منصب ولاية العهد ويتخطى ابن عمه، ولي العهد الحالي محمد بن نايف.

وتضيف صحيفة وول ستريت جورنال: “إن هذه التوقعات كانت قائمة على التجارب السابقة، حيث في نيسان عام 2015 استقال ولي العهد السابق، مقرن بن عبد العزیز، ليفسح المجال أمام ابن الملك سلمان لينضم الى نادي المتصارعين على العرش.

وتعززت هذه التوقعات، بعد أن قضى ولي العهد الحالي، عطلة لمدة طويلة من العام في الجزائر، وحتى لو كان في السعودية فإنه كان بعيدا عن الأضواء.

اما الآن، فقد مثل ولي العهد محمد بن نايف السعودية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول الماضي، وفي نفس الشهر سافر الى العاصمة التركية انقرة، لعقد مفاوضات حساسة مع الرئيس التركي رجب طیب اردوغان، حول ملفي سوريا وإيران، كما استقبل بن نايف مجموعة من المسؤولين الأميركيين العسكريين الكبار.

وكتبت الصحيفة الأمريكية: إن العلاقات بين الأميرين السعوديين غامضة جدا، ولا تتوفر معلومات عنها سوى لدى الدائرة الضيقة المحيطة بهما، ولكن بات من الواضح جدا أن موقع محمد بن نايف تعزز كثيرا، وإذا لم تكن احتمالات تعرضه للهزيمة وسلبه السلطة قد تلاشت فإنها قد تراجعت الى حد كبير. ويؤكد ذلك أفراد في العائلة المالكة ومسؤولون أميركيون على علاقة وثيقة بالسعوديين.

ومؤخرا أعلن رئيس الاستخبارات السعودية السابق، ترکی الفیصل خلال حوار صحفي أن: “عملية انتقال السلطة في السعودية منظمة ولا تحديات أمامها”.

وتضيف وول ستريت: إن الكثير من السعوديين اعتادوا الأساليب البطيئة والمحافظة في المملكة، لذلك ينظرون الى صعود محمد بن سلمان على أنه تطور سريع جدا.

وتتابع الصحيفة الأمريكية: إن نجاح ولي العهد السعودي بن نايف، في التضييق على الارهاب أدى الى حصوله على احترام كبير في واشنطن وأماكن مختلفة في الشرق الاوسط.

ويضيف تقرير وول ستريت جورنال: إن الحرب ضد اليمن والتي اطلقت مطلع العام الميلادي الماضي، كانت طريقة جديدة لاستعراض محمد بن سلمان عضلاته في المنطقة، ورغم ذلك تعرض السعوديون لهزيمة مرّة في هذا الملف، حيث لا يزال الحوثيون يسيطرون على أجزاء كبيرة من بلادهم، بالإضافة الى قدرتهم على اطلاق الصواريخ بعيدة المدى الى قلب السعودية.

“إن برنامج الاصلاح الاقتصادي ورؤية 2030 السعودية التي وضعت من أجل تقليص الاعتماد على النفط، كانت الاولوية الأخرى في جدول أعمال الامير الشاب، ولكن بسبب خطوات مثل خفض الرواتب الدعم، لم تتمكن هذه الخطة من تحقيق الشعبية المطلوبة”.

ويقول المحامي والناشط السعودي، عبد العزيز الجاسم: “في بداية العام كان محمد بن سلمان يرمي الى الاطاحة بمحمد بن نايف بالكامل، لكنه واجه الكثير من المشاكل، ومنها فشل خطته في اليمن، كما أن إعادة هيكلة البلاد تواجه صعوبات كبيرة، بصورة خاصة بسبب مواجهة الخطة رفضا من الرأي العام في السعودية، وتعد هذه الظروف أفضل فرصة لعودة محمد بن نايف الى المشهد”.

واختتمت الصحيفة الأمريكية التقرير بالقول: بذل محمد بن نايف جهودا كبيرا من أجل عدم ربط الجمهور السعودي بينه وبين الحرب على اليمن أو الاصلاحات الاقتصادية المؤلمة، وبذلك يبدو أن بن سلمان سيتحمل كلفة الاصلاحات الفاشلة وعواقبها، فيما سيجني بن نايف أرباحها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى