فكرة للحوار.. وحدة المصير الأردني- الفلسطيني

تمثل فلسطين والاردن جزءا ً من سوريا الكبرى. وظل القطران مسرحاً للدعوات التي تنادي بوحدة الأمة العربية. وكانتا جزءا ً من المحور الذي تزعمه الهاشميون الذين يدعون لتحقيق مشروع سوريا الكبرى.

وللتأكيد على مشروع وحدة سوريا الطبيعية، فقد أعلن مجلس الوزراء الأردني في اجتماعه بتاريخ 1/7/1941 قرارا ًعرضه على أمير البلاد ورد فيه؛ “درست حكومة سموكم الموقف السياسي الحاضر في البلاد العربية التي تتألف من سوريا ولبنان وشرق الأردن وفلسطين وتمثل المجموعة العربية التاريخية السورية. تتقدم حكومة سموكم ببسط وجهة نظرها في أن الظروف الحاضرة تتطلب معالجة حكيمة عادلة للقضاء على دسائس دول المحور، وجمع الكلمة في البلاد السورية، والاستعداد للاضطلاع بمسؤوليات الاستقلال. وترى أن تحقيق هذه الغايات وتيسيرها لا يمكن أن يتم إلا بالتعاون المشترك وتوحيد المساعي.

إن البلاد السورية بحكم وضعها الجغرافي، ومواردها الطبيعية لا تتحمل وعلى الأخص من الناحية الاقتصادية أن تعيش إلا كيانا ً واحدا ً، تتساند أجزاؤها معا ً . ولقد دلّت الحوادث السابقة على أن أي حاجز يفصل بين هذه الأجزاء من شأنه أن يسبب قلقا ً واضطرابا ً في الحياة السياسية، ويؤثر في الناحية الاقتصادية تأثيرا ً سيئا ً على بث الدسائس من جانب الدول المعادية. إن الرأي العام العربي السوري جدُّ تواق إلى وضع جديد يشعره بأنه قادم على مستقبل يحفظ كيانه السياسي والاقتصادي… ”

من قراءة هذه الرسالة الحكومية المرسلة إلى أمير البلاد بتاريخ 1/7/1941 وما أفرزته الاحداث من تأثيرات على فلسطين أدت إلى احتلالها وتشريد شعبها، بسبب قصر نظر الزعماء العرب ، وسياسة الارتجال والاستهتار والتقديرات الخاطئة ، وافتقار الفلسطينيين لقيادة مسؤولة تتولى إدارة شؤونهم.

وبرغم ما حل بالشعب الفلسطيني من نكبات وتشريد فقد اتسمت العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني بخصوصية منفردة ميزتها عن غيرها من العلاقات بين الدول العربية وظل موقع الاردن منها ليس كغيره من المواقع.

وقد ترتب على هذه العلاقة آثار ونتائج عميقة. ونشأت في ظلها مصالح متشابكة، بقطع النظر عن الصعوبات التي مرت بها تلك العلاقة بعد قيام منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

سيبقى لهذه العلاقة الأثر الكبير على مستقبل الشعبين الأردني والفلسطيني، ومصيرهما مهما اختلفت الاجتهادات ، سواء ٌ قامت للشعب الفلسطيني دولة على أرض فلسطين أم لم تقم، وسواءٌ تحقق ما يسمى بالحل السلمي للصراع العربي الصهيوني والقضية الفلسطينية، أو وقعت حرب أخرى بين العدو الصهيوني والعرب.

كانت وحدة الضفتين ، بالرغم من الصعوبات والسلبيات التي رافقت نشوءها، نموذجا ً لم يتكرر في الوطن العربي، حيث التحم الشعبان من خلال هذه الوحدة، بحكم أنهما كانا في الأصل جزءا ً من بلاد الشام ذات التكوين الحضاري المتكامل الممتد بجذوره في أعماق التاريخ العربي . والتي لم تنفصل شعوبها ولم يتجزأ ترابها في أي يوم من الأيام، برغم ما يحاول به الاستعمار الآن .

إن طبيعة المرحلة توجب التركيز والوضوح، وتحديد نقاط الانطلاق . وليس هناك أثمن من لحظة صدق بين الحاكم والمحكوم . وإن الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الأردني، وسلامة الجبهة الداخلية تمثلان عنصر القوة في مواجهة العدوان الصهيوني وإفشال مخطط التهجير، وإسقاط ما يسمى الوطن البديل والخيار الأردني والدعوات الإقليمية. فالصراع مع العدو دائم ومستمر حتى تتحقق العودة وتعود فلسطين لأهلها، طال الزمان أم قصر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى