استنكار عربي واسع لجريمة اغتيال الزميل ناهض حتر

استنكر العديد من الجهات والمنظمات والشخصيات المحلية والعربية والاقليمية والدولية الجريمة النكراء التي اودت بحياة الزميل ناهض حتر، امام مبنى قصر العدل في منطقة العبدلي مؤخراً.

وطالبت الحكومة باتخاذ اشد الاجراءات الكفيلة بردع التكفيريين والمتطرفين، واتخاذ كافة السبل التي تقطع الطريق على الارهابيين وحماية الناس من شرورهم.

فقد ادانت مشيخة الأزهر في القاهرة، اغتيال الزميل حتر، واصفة إياه بـ ”الحادث الأثيم”.

وقال الازهر في بيان اصدره بهذا الخصوص: أنه ”يشدد على رفضه القاطع لكل ما من شأنه الإساءة للإسلام ومقدساته؛ لما فيه من إثارة للفتن بين أفراد المجتمع”، ولكن ”إقدام البعض على القتل وإزهاق النفس خارج إطار القضاء وحكم القانون مرفوض تمامًا وغير مُجاز في شريعة الإسلام التي تنص على أن الحاكم أو مَن يُنيبه هو المنوط بتطبيق الأحكام التي تصدر من المؤسسات القضائية”.

وفي بيروت أدان حزب الله اللبناني الجريمة، وقال في بيان صادر عنه: ”يدين حزب الله جريمة اغتيال الكاتب والصحافي ناهض حتّر، الذي كان مناضلاً كبيراً في مواجهة المشروع الصهيوني ومدافعاً عن القضية الفلسطينية وعن محور المقاومة الذي يتصدى لهذا المشروع وينتصر لهذه القضية، كما كان بحق صوتاً شجاعاً ومدوياً في مناهضة حركة التكفير والإلغاء والإقصاء والإبادة”.

واضاف الحزب يقول في بيانه: إن حزب الله، إذ يتقدّم بأحر التعازي من عائلة حتّر وأصدقائه ورفاقه، فإنه يدعو السلطات الأردنية إلى إنزال أقصى العقوبات بمرتكبيها ومن يقف وراءهم، كي تبقى للكلمة الحرة مكانتها في هذه المنطقة، وكي يوقن أعداء حرية الرأي أنهم لن يفلتوا من عقاب الأرض، وهم الذين ينتظرهم عقاب السماء.

ومن جهتها اعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن عميق إدانتها الجريمة معتبرة ان جريمة الاغتيال هذه لا تنفصم عن سياق الكراهية المتزايد على أسس دينية ومذهب وعرقية وثقافية، والتي باتت تلف بلدان المنطقة وتقوض مقومات السلم الاجتماعي والتعايش الأهلي في العديد من بلدانها.

وجددت المنظمة التأكيد أن مثل هذه الجرائم الإرهابية المؤسفة تبدأ من الوهلة الأولى لبث خطاب الكراهية المتفشي عبر وسائط الاتصال الرئيسية في التربية والإعلام والمنابر الثقافية والدينية والسياسية، وتوفر بالتالي أساسا لتغذية حجج الإرهابيين الذين يقتاتون عليها ويعملون على تغذيتها بدورهم، داعية الى تكاثف جهود كافة الأطراف لمواجهة التراكم الذي صنعه خطاب الكراهية بكافة صوره، وعلى مختلف الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية عبر تراكم مضاد يتأسس على قيم حقوق الإنسان والمساواة والحرية والكرامة، وتعزيز المواطنة.

وفي فلسطين المحتلة اصدر عدد من الوطنيين والقوميين واليساريين بياناً استنكارياً لجريمة اغتيال الزميل حتر جاء فيه..

بعد شهر من تسابق التنوعات الفاشية على اغتيال الشهيد ناهض حتر، قام فاشي باسم الدين باغتيال ناهض حتر في وضح النهار وأمام مئات الناس وفي باحة قصر ”العدل”، وبعد مئات التهديدات معلنة على مختلف وسائل النشر والإعلام وبأسماء اصحابها بلا تمويه أو تغطية، اقدم فاشي وهابي على اغتيال الشهيد ناهض حتر.

وقال البيان : نفهم ونعرف الوباء الفاشي، ونفهم ونعرف هذا العمى الذي لا يرى سوى ذاته وقد لا يراها قريباً، وإذ نستغرب ونستهجن صمت اجهزة الأمن على كل هذه التهديدات، إلا أن ما يفوق الدهشة والاستهجان أن يتم الاغتيال بكل هذه العلنية والفظاعة، فمن المعروف ان الاغتيال وهو دائما صنعة الجبناء والأنذال والمرتزقة والجهلة، لكنه يتم بأكثر الطرق سرية. فما معنى كل هذه العلنية غير المسبوقة.

واضاف : نحن من هذه الأمة، ونحن نعرف أن الهجمة على العروبة وخاصة سورية هي هجمة معولمة، قرارها واشنطن وبقية عواصم الغرب بما فيها بُغاث دول الغرب. كيف لا؟ ألم تشارك حتى طائرات الدنمارك في قصف الجيش العربي السوري قبل ايام؟ وهي هجمة مجرموها وهابيون عربا وتمويلها نفطي عربي وتركي. ونعرف انها تصب في النهاية في خدمة الكيان الصهيوني.

وبين ان ناهض حتر اغتيل لأنه قاتل بالكلمة دفاعا عن سوريا المركز بعد أن قُطعت منها بعض أجنحتها، ففلسطين للكيان الصهيوني، ولبنان للاستعمار الغربي وان اعين الاعداء الوهابيين والسلفيين والترك والغربيين والصهاينة لم ولن تنام عن سوريا.

واكد البيان ان سوريا لن تنام. والشرفاء لن يناموا. ونحن كوطنيين وعروبيين وتقدميين ويساريين نساء ورجالاً نؤكد أن دم ناهض وعقل ناهض لن يذهب هدراً. وسيعود ناهض حتر لنكرمه على قمة قاسيون وسوريا المنتصرة.

وقد وقع البيان كل من.. المناضل بسام الشكعة، و إحسان سالم (أبو عرب)، وعمر عساف، والمحامي فراس كراجة، ود. عادل سمارة، ود. سوسن مروة، ود. ديمة أمين، والمحامي فراس كراجة، والمحامي مهند كراجة، والأسير حسن كراجة، ود. مسعد عربيد(كالفورنيا)، ود. نور الدين عواد (كوبا)، والمحامية صباح سلامة، والمحامي انس البرغوثي، والمحامي علاء بدارنة، والمحامي فضل عسقلان، والمحامي ادهم العطاري، وأبي عابودي، والطاهر المعز – فرنسا، ويزن سمارة، وخالد السكجي، وعطا الشراري، وتيسير ذياب، وماجد مسلم، ومحمود الهمشري، وحياة ربيع، وعمر أبو حسان، ومحمود فنون، وعدنان الشعراوي، وسعدي نصار.

من جهتها دعت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الأميركية المدافعة عن حقوق الإنسان، الأردن إلى ‘إيقاف الملاحقات القضائية بتهمة التشهير بالدين فورا’، وفق ما جاء في بيان للمنظمة، اليوم الثلاثاء، أدانت فيه جريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر.

كما دعت المنظمة الأردن إلى ‘العمل على إلغاء الأحكام المتعلقة به من قانون العقوبات، والسماح للمواطنين بالخوض في أي نقاشات سلمية، بما في ذلك المواضيع ‘المحرمة وسن تشريع في قانون العقوبات يلغي تهمة التشهير بالدين’.

ونقل البيان عن سارة ليا ويتسن، مديرة منطقة الشرق الأوسط في المنظمة قولها ‘إن المحاكمات التعسفية بتهمة ازدراء الأديان تشوّه الأفراد وتجعلهم أهدافا لأعمال انتقامية’.. مضيفة  انه ‘على السلطات الأردنية الاعتراف بأن قوانين ومحاكمات ازدراء الأديان تساهم بشكل كبير في التطرف العنيف’.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى