مطالبات عاجلة بإنقاذ القيق من “موت محقق”

نظمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، امس الاثنين، وقفة تضامنية، وسط مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، مع الأسير في سجون الاحتلال الصحفي محمد القيق، والأسرى المضربين عن الطعام، وسط مطالبات بالتحرك الفوري لإنقاذ حياتهم.

وشارك في الفعالية، التي دعت لها نقابة الصحفيين، العشرات من الإعلاميين ونشطاء وممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني.

وطالب المشاركون في الوقفة بـ “تحرك سريع” لإنقاذ الصحفي القيق، “والذي دخل مرحلة الخطر الشديد”، جرّاء مواصلته الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الـ 77 على التوالي، وتجاهل الاحتلال مطلبه بالحرية.

من جانبها، اتهمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الاحتلال بأنه اعتقل الصحفي محمد القيق “لأنه قال الحقيقة، ونشر ما يقوم به الاحتلال من جرائم على أرض الواقع”.

وأضافت ريما العملة، ممثلة النقابة في نابلس، خلال حديثها لـ “قدس برس”، أن الإعلام الفلسطيني “يخوض حربًا شرسة” مع الاحتلال، مطالبة العالم بـ “مساندة الشعب الفلسطيني لحماية حقوقه المسلوبة”.

ودعت العملة المؤسسات والمواثيق الدولية المهتمة بحقوق الإنسان القيام بدورها لـ “إنقاذ الصحفي القيق من الموت، الذي أصبح وشيكًا في ظل تدهور وضعه الصحي بشكل واضح وخطير”.

ولفتت العملة النظر إلى أن نقابة الصحفيين توجهت برسائل عدة للمؤسسات الحقوقية والإنسانية للوقوف على مسؤولياتها، وإحداث تغيير في إطار ما يتعامل به الاحتلال مع الصحفيين الفلسطينيين من اعتقال واستهداف مباشر.

وأوضحت أن وسائل الإعلام الفلسطيني “لعبت دورًا بارزًا في مساندة القيق، وكل الأسرى في سجون الاحتلال”، مشددة على ضرورة وجود “مساندة شعبية بصورة أكبر للأسرى في سجون الاحتلال”.

وكانت الفعاليات الوطنية والإسلامية ونادي الأسير الفلسطيني في مدينتي جنين وطوباس (شمال القدس المحتلة)، قد نظمت امس الاثنين، وقفة تضامنية مع الأسير الصحفي محمد القيق.

بدوره، دعا القيادي في “حماس”، وصفي قبها، لمزيدٍ من “التحركات الرسمية والشعبية نصرة للقيق”، مؤكدًا أن قضية القيق “تعبر عن قضايا الشعب الفلسطيني”.

يذكر أن الأسير محمد القيق، (مراسل قناة المجد الفضائية السعودية في الضفة الغربية)، اعتقل من قبل الاحتلال عقب دهم منزله في بلدة أبو قش، شمالي رام الله، بتاريخ 21 تشرين ثاني الماضي تم تحويله للاعتقال الإداري مدة 6 شهور، بعد التحقيق معه لنحو شهر في مركز “الجلمة” التابع للمخابرات الإسرائيلية، شمال فلسطين المحتلة، وعدم تقديم أي لائحة اتهام بحقه.

ويواصل القيق إضرابه عن الطعام لليوم الـ 77 على التوالي على الرغم من صدور قرار مؤخرا من قبل المحكمة العليا الإسرائيلي يقضي بتعليق اعتقاله الإداري، وإبقائه محتجزا في مستشفى العفولة شمال فلسطيني المحتلة.

وكان القيق قد شرع في إضرابه المفتوح عن الطعام بتاريخ 25 تشرين ثاني الماضي، احتجاجًا على طريق التعامل معه، واعتقاله إداريًا، وتعريضه للتعذيب وتهديده باعتقاله لفترات طويلة داخل السجون الإسرائيلية، ويحتجز حاليًا في مستشفى “العفولة الإسرائيلي”، ويعاني من تدهور خطير في وضعه الصحي بعد رفضه أخذ المدعمات وإجراء الفحوص الطبية.

وفي هذا السياق حذر الطبيب الفلسطيني الدكتور عفو إغبارية ، من تدهور الوضع الصحي للأسير الصحفي محمد القيق, بعد زيارته في مستشفى “العفولة” الإسرائيلي، امس الإثنين، قال : “إن الخوف الآن من أننا اقتربنا من لحظة اللاعودة في وضعه الصحي، وعندها لن يفيده العلاج بالشكل الصحيح إذا وصلنا إلى هذه النقطة”.

وأضاف إغبارية في تصريح لـ “قدس برس”، “القيق قد يغيب في أي لحظة عن الوعي، وعندها سيجبر على المستشفى على إعطائه بعض العلاجات، ولكنها قد تكون متأخرة لأن الأسير القيق دخل في مرحلة حرجة جداً”.

وأوضح أن الأسير المضرب بدأ يغيب عن الوعي بشكل أكثر كثافة من السابق، فضلاً عن معاناته من أوجاع في الجهة اليسرى، مضيفاً “هذا يشير إلى أن إمكانية حدوث تعقيدات في وضعه الصحي بات قريباً جداً”

ولفت إلى أنه قام بفحص الأسير وإبلاغه بصعوبة وضعه الصحي، مشيراً إلى أن الأسير يعي تماماً سوء حالته، ومع ذلك فهو مصرّ على مواصلة الإضراب إلى أن يتم تحريره وعودته إلى عائلته.

وناشد إغبارية كافة الأوساط والجمعيات الحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان، السعي والضغط من أجل الوصول إلى حل واتفاق يضمن الإفراج عن الأسير القيق، موضحاً أنه بحاجة إلى ثلاثة أسابيع من العلاج على الأقل داخل أحد المستشفيات ليبدأ بالتعافي.

ولفت إلى أن سلطات الاحتلال سحبت طاقم الحراسة العسكري من أمام غرفة الأسير، كما أنه أُعطي تصريحاً للعلاج في المستشفى، الأمر الذي اعتبره “محاولة إسرائيلية للتنصل من المسؤولية عن مستقبل الوضع الصحي للأسير وحياته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى