بدء مرحلة جديدة من التفاهم والتقارب بين عمان ودمشق

علمت ”المجد” ان اتصالات سرية تجري الآن بين وزارتي الخارجية في الاردن وسوريا، لاعادة تفعيل وتنشيط سفارتي البلدين في عمان ودمشق، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما مجدداً الى مرتبة سفير.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع ”للمجد”، ان هذه الاتصالات التي ستتكلل قريباً بالنجاح، تشكل حلقة في سلسلة من اجراءات التفاهم والتقارب والتطبيع بين حكومتي البلدين، بعد حقبة طويلة من القطيعة والاختلاف والاتهامات المتبادلة بلغت حد انسحاب السفير الاردني من دمشق، وابعاد السفير السوري عن عمان.
واضاف يقول، ان الدخول الروسي القوي والمباشر، سياسياً وعسكرياً، على خط الازمة السورية، قد اسهم في اقناع الحكومة الاردنية بضرورة تعديل سياساتها وتغيير رهاناتها بخصوص الموضوع السوري، وبما يؤدي الى الانفتاح على نظام الحكم السوري، والتعاون معه ومع قواته المسلحة في مواجهة الجماعات الارهابية.
واعاد هذا المصدر الى الاذهان قول الملك عبدالله، في مقابلة مع محطة يورنيوز الاوروبية الاسبوع الماضي : ”لقد اصبح الوجود الروسي على الارض السورية امراً واقعاً، وعلينا التعامل معه لهزيمة ”داعش”، والتوجه نحو عملية سياسية لفتح صفحة جديدة في سوريا.. امامنا فرصة، في ظل الدور الروسي في سوريا، لتجاوز المشاكل السابقة، وبناء تحالفات دولية لخوض ما اعتبره حرباً عالمية ثالثة على الارهاب”.
وكانت اولى البوادر والمؤشرات العلنية على عملية التقارب التدريجي بين عمان ودمشق، قد تمثلت في رسالتي التهنئة بعيد الاضحى الماضي اللتين بعث بهما الفريق مشعل الزبن، رئيس الاركان العامة للجيش الاردني الى كل من وزير الدفاع، ورئس الاركان السوريين.. وهو الامر الذي اعتبره المراقبون يومذاك بادرة حسن نية مقصودة بين رفقاء السلاح في الجيشين الاردني والسوري.
هذه المبادرة الودية عبر النافذة العسكرية، ليست معزولة عن مبادرات واتصالات سرية بين عمان ودمشق عبر القنوات الامنية والدبلوماسية وحتى الاقتصادية، حيث يجري الهمس حول توافق اردني- سوري بشأن اعادة فتح معبر جابر- نصيب الحدودي، بمجرد ان يفرغ الجيش السوري من تطهير منطقة درعا من المسلحين الارهابيين الذين كانوا قد تسببوا في اغلاق هذا المعبر الحيوي لكلا الجانبين الاردني والسوري.
مصادر ”المجد” تفيد بتعرض الحكومة الاردنية الى ضغوط عربية واقليمية ودولية شديدة، لثنيها عن مسيرة التقارب مع الحكومة السورية، ولكن يبدو ان عقارب الساعة الاردنية قد سارعت الى الامام ولم يعد بالامكان اعادتها الى الوراء، شأنها في ذلك شأن الجاري في مصر وتونس والكويت وسلطنة عمان ودولة الامارات التي تقاربت مواقفها مؤخراً مع دمشق، بقدر ما ابتعدت عن تشنجات السعودية وقطر واخوان اردوغان.
ولغرض طمأنة روسيا وسوريا الى جدية الرغبة الاردنية في فتح صفحة جديدة مع دمشق، لا تستبعد هذه المصادر قرب تغيير بعض كبار المسؤولين المعروفين بعدائهم للنظام السوري والعمل ضده في السنوات الماضية، نظراً لان بقاءهم في مراكزهم سيظل يثير قلق سوريا وشكوكها في جدية ومصداقية المقاربة الاردنية معها.
وعلى صعيد العلاقة الاردنية- الروسية أعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي في تصريح صحفي يوم الجمعة الماضي، إن الملك عبد الله الثاني سيزور مدينة سوتشي جنوبي روسيا يوم غدٍ الثلاثاء، لغرض استكمال بحث موضوع التسوية السورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أن الأزمة السورية ستكون محور المحادثات القادمة.
وأشار أوشاكوف إلى أن موسكو قد اقترحت على عمان استكمال التعاون العسكري الثنائي بين البلدين ليشمل اعمال مركز المعلومات التنسيقي في بغداد، الذي أنشأته روسيا والعراق وإيران وسورية للتنسيق في مواجهة تنظيم داعش.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قلنا منذ بدء الازمة في سوريا ان مايجري في سوريا هو تدبير خارجي مبرمج بايدي محلية وعربية وناشدنا الضمير العربي الغائب والمغيب من رائحة البترودولار بان يكون الموقف العربي الرسمي عبر الجامعة العربية توافقي لحل الازمة ضمن المظلة العربية من خلال بقاء سوريا القوية الموحدة لكن التعنت وعنادة الراس لدى الطرفين بسلوكهم اللامسؤول دمروا الارض والحرث والانسان ودولوا الازمة من المحلية الى العالمية وزاد الطين بلة موجات المهجريين من ديارهم طلبا للامن – نبارك كل توجه يعمل على حقن الدم العربي في سوريا وغيرها من الدول العربية وان الحوارالسلمي هو الحل الوحيد داخل البيت العربي .

زر الذهاب إلى الأعلى