النظام السعودي والحصول على التكنولوجيا النووية

أدلى وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بتصريح قال فيه إن بلاده تستطيع استغلال الكميات الكبيرة من اليورانيوم التي تملكها لتطوير برنامج نووي؛ لكن يبدو ان السعودية التي تعاني من مشاكل اقتصادية غير جادة في في السير قدما بمشروع مكلف كهذا، وإن هذا التصريح هو محاولة بائسة من نظام بلاده للضغط على الولايات المتحدة كي لا تقدم تنازلات لإيران للعودة للاتفاق النووي والاستمرار في ممارسة الضغط عليها، وليس لخدمة مصالح الشعب السعودي وشعوب الأمتين العربية والإسلامية.
فالنظام السعودي أثقل المنطقة العربية بالهزائم والمؤامرات والدماء، وحاول الاستفراد بقيادة المنطقة بمشاريعه التدميرية، ودعم معاهدة “ابراهام” الرامية الي تطبيع الدول العربية مع الكيان الصهيوني بعد شيطنة المقاومة الفلسطينية ووضعها على لائحة الإرهاب؛ ففي مقابلة مع مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية وصف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المقاومة الفلسطينية بالإرهابية وقال ان لإسرائيل الحق في الوجود على الأراضي الفلسطينية المغتصبة.
وخاض النظام السعودي حربا مدمرة في اليمن أدت الى تدمير البلد ومقتل عشرات الآلاف وجرح ما يقارب المليون شخص، وتسببت في ازمة إنسانية كبيرة أوصلت عدد اليمينين الذين يستيقظون جوعى كل يوم إلى 16 مليون بناء على تقرير صدر من منظمة العفو الدولية أواخر 2019. ومع كل هذا القتل والدمار لم يحقق النظام السعودي أي نتائج ملموسة على الأرض؛ فالحوثيين ما زلوا يتحكمون في العاصمة صنعاء، ويقصفون العمق السعودي باستمرار؛ ففي 2021 تعرضت قاعدة الملك خالد الجوية ل29 عملية قصف، و مطار جدة الدولي ل8 عمليات، و شركة أرامكو النفطية ل 10 عمليات رغم انفاق النظام السعودي ما يقارب 63 مليار دولار منذ بدء عدوانه على اليمن في 2015.
وتدخلت السعودية في حروب العراق وسوريا، ودعمت نظام العسكر بقيادة السيسي فور انقلابهم على المرحوم محمد مرسي اول رئيس منتخب في تاريخ مصر، ووقفت إلى جانب خليفه حفتر في ليبيا، وعبد الفتاح البرهان في السودان اللذين يسعيان لإنشاء نظامين عسكريين مشابهين لنظام جارهما المصري عبد الفتاح السيسي، وتدخلت في لبنان وحاصرته سياسيا واقتصاديا، وسعت لتدميره من خلال المساس بنسيجه الاجتماعي وإدخاله في حرب طائفية، وتحويله إلى ساحة حرب بالوكالة ضد إيران؛ وتحاول الآن الضغط على الولايات المتحدة وإقناعها بعدم العودة للاتفاق النووي المبرم مع إيران والتخلي عن أي حل دبلوماسي معها، ومهاجمتها لتدمير منشآتها النووية والصاروخية خدمة لإسرائيل ومصالح الغرب وعروش بعض الحكام العرب، وخاصة العرش السعودي
لن تسمح أمريكا وإسرائيل للسعودية بتطوير أسلحة نووية، وقد تسمح لها بالشروع في برنامج نووي لغايات سلمية، وإذا أقدمت السعودية على هذه الخطوة، فان الغرب سيبتزها ويستنزف مليارات الدولارات منها، ثم يقوم بتدمير برنامجها النووي إذا شعر بانه يهدد أمن إسرائيل كما فعل في العراق عام 1981؛ أي ان تهديد السعودية بتطوير منشآت نووية عسكرية ليس إلا محاولة مكشوفة للضغط على أمريكا واقناعها بعدم العودة للاتفاق النووي مع إيران، ودفعها لمهاجمتها وتدمير صناعاتها العسكرية خاصة النووية والصاروخية التي قد تشكل تهيدا حقيقيا لوجود إسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى