الاخلاقيات السعودية الى اين؟.. القفز من تزمت الوهابية الى خلاعة هيئة الترفيه الماجنة

عبر ناشطون على تويتر، عن رفضهم لكافة التصرفات والأفعال المشينة التي بدرت من بعض الشباب خلال فعاليات ميدل بيست المقامة ضمن موسم الرياض في الفترة من 16 حتى 19 ديسمبر كانون الأول 2021، معلنين تبرؤهم مما تشهده المملكة السعودية من تجاوزات أخلاقية وسلوكية.
واستنكر العديد من النشطاء خلال مشاركتهم على وسم #ايقاف-موسم-الرياض_مطلب، محاولات السلطات الحكومية السعودية تغيير هوية الوطن، معتبرين أن ما يقوم به رئيس الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ، ذراع محمد بن سلمان، هو إلهاء للشعب عن الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في المملكة.
وفي هذا السياق تداول عدد من الناشطين مقاطع فيديو تظهر حالات التحرش وترويج المخدرات خلال هذه الفعاليات، مشيرين إلى أن الملايين التي صرفت على التجهيزات وأجور الفنانين كان الشعب أولى بها لسد احتياجاته الرئيسية وتلبية ما يحتاجه من خدمات.
ونشر الصحفي تركي الشلهوب، مقطع فيديو لمواطن سعودي ينتقد ما يقدمه تركي آل الشيخ.
غضب شعبي عارم
لم يتم إلى هذه اللحظة إيقاف موسم الرياض 2021، لكن هناك غضب شعبي من قبل الشعب السعودي المطالبين بإيقاف موسم الرياض، وذلك بسبب افساده أخلاق المجتمع وزعم أنه يفسد أخلاق الشباب، الأمر الذي زاد من سوء الموضوع هو ظهور الفنانة نانسي عجرم في حفلتها وقد كانت ترتدي تي شيريت قصير تظهر بملابس قصيرة، الأمر الذي وجده كثير من النشطاء منافياً لعادات وتقاليد المجتمع السعودي الملتزم والذي لم يعتد على رؤية مثل هذه المشاهد البشعة.
وفي هذا السياق كتب نشطاء تويتر ومن بينهم “قسورة الشعب”: كفاية عبث بأموالنا، المستشفيات أولى، العاطلين أولى، الفقراء أولى، الحياة الكريمة للمواطن أولى.
وغرد حساب “عدالة”: حكومة أخفقت بجدارة في كل الملفات، بطالة، فقر، إسكان، تعليم، علاقات خارجية وحروب. وكتب النتيجة: فساد، فقر، ضرائب، غلاء معيشة وقائمة تطول .. والمقام شاغل وشاغل المواطنين بالترفيه الي اصلا مش من مهام الدولة !!.
كما قال سعد بن يوسف: على كل مواطن مقاطعة موسم الرياض فهو إحدى أدوات الافساد والتخدير وتضييع الأموال. وأضاف: ٥ مليارات ريال كل سنة وفاقها والمستفيد فرق أجنبية وفنانين والمواطن يعاني الأمرين في ظل الضرائب.
وغرد حساب “غزوة”: الشعب يعاني الفقر والبطالة والجوع في المقابل الأموال تصرف لترفيه أهل الدياثه والساقطات.
ويتصاعد الغضب في السعودية من فساد حفلات هيئة الترفيه التي تسعى من خلالها إلى إلهاء المجتمع السعودي المحافظ وسلخه عن هويته وعاداته المحافظة منذ عقود.
تركي آل الشيخ رجل الأمير المراهق
مع وصول ابن سلمان إلى كرسي ولاية العهد، قام بانقلاب ضد التقاليد والعادات المحافظة في السعودية ، مثل السماح للنساء بدخول الملاعب ، قيادة السيارة والدراجات النارية ، وكذلك ظهور الرقص والخلط والمشاهد الدخيلة على المجتمع السعودي وفتح دور السينما وعدم الفصل بين النساء والرجال داخل المطاعم.
كل هذه الأمور كان يروج لها رجل الأمير الأول لهذا الغرض ألا وهو تركي الشيخ رئيس هيئة الترفيه التي كانت المنظم الأول لحفلات وأحداث تهيمن عليها مشاهد من الاختلاط والرقص ومشاركة المتحولين جنسياً ، في مشهد كان من المحظورات في السعودية.
ويبدو أن كل هذه التغييرات التي تشهدها المملكة باتت تثير مخاوف المجتمع المعروف بتحفظاته وبات يدرك أن هذه التغييرات ما هي إلا محاولة من قبل النظام السعودي لتجريد المجتمع السعودي من هويته.
هيئة الترفيه الماجنة
خلال السنوات الماضية ، عمل النظام السعودي على إغراق المملكة بالعديد من المشاهد الترفيهية المشبوهة وقام بإنشاء هيئة خاصة لذلك في عام 2016 ، والتي واجهت انتقادات حادة لدورها في تغيير الطابع الديني والتقليدي للمملكة.
يدفع محمد بن سلمان انقلابًا على التراث الديني والمعنوي للمملكة من خلال الانفتاح على الترفيه وإحداثه هيئة خاصة لهذا السبب واستضافة الفرق الأجنبية بمبالغ فلكية من المال لتوفير صورة تغطي انتهاكات النظام وتلمع من سمعته على المستوى الدولي بغض النظر عن الواقع والمعاناة التي يعيشيها المواطن السعودي.
رفض شعبي للانحلال الاخلاقي
لا يزال الرفض الشعبي في السعودية يتصاعد يوماً تلو الآخر ضد الفعاليات المختلفة التي تقوم بها “هيئة الترفيه” في المملكة، والتي تسببت بصدمة كبيرة في المجتمع السعودي. حيث أثارت الحفلات المختلفة التي أقامتها الهيئة السعودية، وافتتاح أول ملهى ليلي في جدة، الغضب والانتقاد بين السعوديين خلال العامين الماضيين، ووصل إلى حد انتقاد الهيئة على منابر المساجد.
ولكن الأمير المراهق أمر مباشرة بكم هذه الأفواه التي بدأت بالإعلان الصريح عن رفضها وتلقى العديد من منتقدي الهيئة من الدعاة والشخصيات السعودية المشهورة تهديدات من السلطات السعودية وعقوبات رادعة بسبب مطالبهم.
وحينها ذكرت وسائل إعلام محلية، نقلاً عن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة، أن “انتقاد الخطباء عبر منابر المساجد لفعاليات هيئة الترفيه أو أي جهة حكومية يعرضهم للتعهد أو الحسم أو الفصل”.
وأشارت إلى أن الوزارة حددت، في مارس من عام 2017، ثلاثة خيارات تواجه من ينتقد هيئة الترفيه؛ من خلال “أخذ تعهد على الخطيب، أو الحسم عليه، أو طي قيده”.
اعتراف الهيئة بالرفض الشعبي لها
اعترفت هيئة الترفيه لمجلس الشورى السعودي بأنها واجهت “عدم قبول اجتماعي لدورها”؛ إثر الفعاليات التي نفذتها ورخصت لها الهيئة بالسعودية، وفق ما قالت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار.
وفي هذا السياق قالت صحيفة “الرياض”: “اعترفت هيئة الترفيه لمجلس الشورى بأن من بين الصعوبات التي واجهتها عدم القبول الاجتماعي لدورها، ورأت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار أن بعض الفعاليات التي قامت بها الهيئة أو رخصت لها قد تكون هي السبب في ذلك”.
وأشارت اللجنة، وفق ما نشرت الصحيفة، إلى أن هذه الفعاليات “لا تتوافق مع رسالة الهيئة المنصوص عليها”؛ وهي: “نفخر بهويتنا الإسلامية والعربية وموروثنا التاريخي والثقافي والحضاري”.
وترى اللجنة أن هذه الرسالة تنبثق مما قضى به النظام الأساسي للحكم الصادر في عام 1412 (1992)، ونص في المادة الأولى منه على أن “السعودية دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله، ولغتها هي اللغة العربية، وعاصمتها مدينة الرياض”.
 إباحة للمحظورات ومحاربة التراث
منذ بدء خطة “الانفتاح”، التي يرى مراقبون أنها تأتي في إطار صرف الأنظار عن سياسة ولي العهد، محمد بن سلمان، شهدت السعودية مجموعة حفلات غنائية، وهو ما لم يكن معهوداً من قبل.
وإلى جانب الحفلات والفعاليات الموسيقية تصرف الرياض مبالغ ضخمة في قطاعات الترفيه، تزامناً مع معاناة قسم كبير من السعوديين من صعوبة الحصول على مسكن؛ بسبب ارتفاع الأسعار وعدم توفر الأراضي الصالحة للبناء.
الخطة التي يلعب عليها الأمير الشاب تنص على محاربة التقاليد والتراث السعودي ذو الطابع المحافظ وإحلال مظاهر اللهو والفساد بين فئة الشباب السعودي وذلك للتغطية على فساده وسرقاته التي أفقرت المواطن السعودي، فهل سيتمكن ابن سلمان وهيئته من تغيير معالم المجتمع السعودي من مجتمع محافظ إلى مجتمع غربي بامتياز؟ لا اعتقد أن ذلك سيكون بهذه السهولة ومن الممكن أن تكون النتيجة هي ثورة في المجتمع السعودي ضد تصرفات الأمير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى