الحملة الوطنية لإسقاط اتفاقية الغاز تدعو للمشاركة في مسيرة ضد اتفاق “الماء مقابل الكهرباء” بعمان بعد غد الحمعة

أكّدت الحملة الوطنية الأردنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع “إسرائيل”، أنّ أصحاب القرار في الأردن قد انتقلوا من التطبيع السياسي إلى الفرض القسري للتطبيع على المواطنين، بعد توقيع اتفاقية تبادل الكهرباء والماء مع “إسرائيل”.
ورأت الحملة “أنّ الأردن أصبح شريكاً مباشراً في خرق القانون الدولي وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال، من خلال توقيعه الاتفاق”، مشيرةً إلى أنّ “الاتفاقية تضع أمن الأردن المائي المستقبلي تحت رحمة الاحتلال”.
الحملة دعت جميع الأحزاب والنقابات إلى “مقاطعة أصحاب القرار وجميع المواطنين إلى المشاركة في المسيرة المنددة بالاتفاقية التي ستنطلق يوم الجمعة المقبل”.
وقال وزير المياه والري الأردني محمد النجار إنّ “فكرة المشروع المشترك مع إسرائيل، والذي وقع إعلان نوايا بشأنه، جاءت بطلب من شركة إماراتية”، مضيفاً أنّ “التفاوض حوله جرى خلال 24 ساعة”.
وأوضح أنّ “فكرة المشروع تتمثل بقيام شركة إماراتية بتوليد طاقة متجددة في جنوب الأردن، لكونه يتمتع بسطوع كافٍ من أشعة الشمس لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة وبيعها للجانب الإسرائيلي. في المقابل، يحصل الأردن على مياه صالحة للشرب من خلال تحلية مياه البحر ونقلها إلى الأردن”.
ولفت النجار إلى أنّ هذا المشروع كان “بطلب من شركة إماراتية تعهدت من جانبها بهذا المشروع كاملاً، وبصورة منفصلة عن أي اتفاقات سابقة مع الجانب الإسرائيلي”.

مظاهرة طلابية في الجامعة الاردنية 
وقد تظاهر مئات الطلبة في الجامعة الأردنية، أمس الثلاثاء، رفضاً لاتفاقية “الطاقة مقابل المياه” التي وقعتها الحكومة مع الاحتلال الإسرائيلي. وهتف المتظاهرون رفضاً للتطبيع والتعاون مع الاحتلال.
وطالب المتظاهرون “بإلغاء اتفاقية المياه، واتفاقية الغاز، واتفاقية السلام مع الاحتلال الاسرائيلي المعروفة بـ(اتفاقية وادي عربة)”.

مجلس نقابة أطباء الأسنان يرفض  الاتفاق
وفي هذا السياق، أبدى مجلس نقابة أطباء الأسنان في بيان رفضه لما سمي “بإعلان النوايا بين الحكومة الأردنية وإسرائيل”، الذي تمّ بموجبه “ربط حاجتنا من المياه بالكيان الصهيوني”، وفق بيان المجلس.
ورأى مجلس النقابة أنّ هذا الإعلان “جاء مخالفاً لإرادة الشعب الأردني الذي أعلن برمته، وبكل تلاوينه واتجاهاته، رفضه للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ابتداءً من معاهدة وادي عربة، مروراً بصفقة الغاز، وانتهاءً بإعلان النوايا”.
وأكد البيان أنّ “إعلان النوايا يجعل من الحديث عن الإصلاح السياسي وتحديث المنظومة السياسية مجرد كلام في الهواء، في ظل سلب إرادة الشارع والشعب، وفرض معاهدات واتفاقيات مع كيان مرفوض من كل أبناء الشعب الأردني”.
وتابع البيان: “إننا نرى أن ربط حاجتنا من الماء والطاقة بالكيان الصهيوني، وتعزيز العمل المشترك مع هذا الكيان الغاصب، يسلبنا قرارنا السيادي، ويجعلنا رهينة لعدو يتربص بنا في كل لحظة”، مطالباً الحكومة الأردنية “بالتراجع الفوري عن هذا الإجراء، والعمل على تعزيز التعاون المشترك مع محيطنا العربي في مواجهة هذا العدو، والسعي لخلق أكبر تحالف عربي لمواجهة قضايا الطاقة والمياه في ظل الغطرسة الصهيونية”.

النائب موسى هنطش يعرض بدائل
ومن جانبه، عبر النائب موسى هنطش عن رفضه لأي اتفاقيات يتم ابرامها مع الاحتلال الصهيوني.
وقال في حديث لـ”حياة اف ام” أن ضغوطا دولية تمارس على الأردن لاسقاط هويته وحرف بوصلته.
وأوضح أن البند رقم 5 من اتفاق النوايا ينص على أن المشروع قد يلغى كاملا، الأمر الذي يعطي المجال للأردنيين للتحرك من أجل وقف الاتفاق وعدم المضي فيه قدما، لافتا إلى ان شراء المياه من الاحتلال هو ارتهان للقرار السياسي الأردني.
وتحدث هنطش عن بدائل كثيرة يمكن اللجوء إليها لجلب المياه إلى الأردن، منها مد خط مياه جديد من السعودية وسوريا، أو من خلال المشاريع الاستراتيجية على غرار الناقل الوطني.. مبينا أن مشروع الناقل الوطني، سيوفر للأردنيين 300 مليون متر مكعب من المياه، فيما سيحصل الاردن على 200 مليون متر مكعب من الاتفاق الجديد مع الاحتلال، أي أقل بــ 100 مليون متر مكعب.

الخوالدة يدعو الشعب لرفض التطبيع 

أما معاذ الخوالدة، الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، فقد اعتبر أن توقيع اتفاقية الطاقة التطبيعية بين الأردن والكيان الصهيوني، بمثابة “يوم أسود في التاريخ الوطني”.

وقال، في لقاء مع قناة اليرموك الفضائية، إن “موقفنا من هذه الخطوة التطبيعية هو الموقف المنحاز له كل الشعب الأردني، برفض التطبيع مع هذا الكيان المحتل، الذي لا يحترم معاهدات ولا مواثيق، بل وينكل بأهلنا في الأراضي المحتلة”.

وشدد أن “هذه الاتفاقية ترهن قطاعات حيوية وغاية في الخطورة واستراتيجية للكيان الصهيوني كقطاع الطاقة والماء”، وبالتالي “نحن لا نعلم كيف يفكر من يخطط لمثل هذه الاتفاقيات، وأين هي المصالح الوطنية من هكذا اتفاقيات؟، وبالتالي نؤكد أن “هذه الاتفاقيات تضر بالأمن الوطني الاستراتيجي، ويرفضها كل الشعب الأردني”.

وطالب الخوالدة الحكومة بأن “تنسجم مع الموقف الشعبي، والتوقف عن هذا النهج الذي بات مستفزاً، ولا يمكن أن يكون الخطاب الرسمي معبراً عن هذا السلوك الذي نراه على الأرض بل لا بد أن يكون منسجماً مع التوجه الشعبي”، كما دعا الناطق الإعلامي للإخوان كافة “القوى الوطنية والشعبية للتحرك، لأنها أمام اختبار حقيقي”، وقال:” لنقف صفاً واحداً لنقول كلمة واحدة رافضة لهذا التطبيع، ولهذه الاتفاقية، كما نطالب الحكومة أن تنصاع للإرادة الشعبية”.

ودعا الخوالدة “الجماهير الأردنية للمشاركة في المسيرة الحاشدة يوم بعد غد الجمعة من أمام المسجد الحسيني لرفض الاتفاقية، واعتبار يوم الجمعة يوم غضب للشعب الأردني، ويوم رفض للتطبيع مع الكيان المحتل، وليكون شعارنا من أن التطبيع خيانة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى