بدعوة من الاتحاد العربي للملاكمة، قام أسطورة الملاكمة العالمي، محمد علي كلاي بزيارة الى مصر عام 1964، وصرح لدى وصوله القاهرة أن عبدالناصر أعظم رئيس جمهورية في العالم، وعمد الى تقبيل تمثاله الموجود بوزارة الأوقاف، حيث زار أحمد عبده الشرباصي نائب رئيس الوزراء للأوقاف والأزهر في ذلك الوقت، كما زار وزير الشباب.
وبحسب ما تم نشره في جريدة الأخبار المصرية في 5 يونية 1964، فقد أهداه سكرتير المجلس الأعلى لرعاية الشباب مصحفًا مذهبًا وسجادة صلاة وصورة بارزة للكعبة، فقبل كلاي المصحف عدة مرات.
وقد أدى كلاي صلاة الجمعة في مسجد الحسين، وحضر مباراة كأس الرئيس للملاكمة بين الجيزة والإسكندرية، وحضر مباراة ناديي الترسانة والزمالك لبطولة الدوري.
وكان كلاي قد ابتدأ زيارته التي استمرت 15 يوما بتسجيل اسمه في سجل التشريفات بقصر الجمهورية بالقبة، وطلب لقاء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وقد تحقق له مراده حيث استقبله الرئيس الراحل وسط حفاوة اعلامية بارزة.
ولدى وصول كلاي للقاهرة ظن الجميع أنه منهك من الرحلة الطويلة بالطائرة،ويحتاج للراحة، الا انه رفض النوم وخرج ليشاهد النيل عن قرب، وسار في ميدان قصر النيل وشارع سليمان، وظل ينظر إلى النيل حتى الثانية صباحًا.
وبعدها استقبله وزير الشباب وقال له: “إن من يشرب من ماء النيل يعود إليه”، ورد كلاي قائلاً: “سوف أعود إليه عدة مرات بالتأكيد لأرى أخوتي المسلمين”.
وضحك كلاي مع وزير الشباب مصرحًا أنه يريد الزواج من مصر لأن بها نساء مسلمات جميلات، وضحك الجميع ولكن كلاي كان يتحدث بجديه، فقد صرح أكثر من مرة برغبته في الزواج من فتاة مصرية.
وكان كلاي يحتفظ بصورة الحاج “محمد” زعيم المسلمين الزنوج في أمريكا، يخرجها في كل مناسبة ويقول هذا الرجل هو السبب في إسلامي.
كلاي زار السد العالي في أسوان وعبر عن انبهاره به، ونقلت عنه الصحف تصريحات قال فيها إن هذا العمل الضخم دليل واضح على عظمة الرئيس جمال عبدالناصر، كما زار المناطق الأثرية في الأقصر، وأبدى إعجابه بعظمة المعابد والآثار.
ولم يفت وسائل الإعلام المصرية أن تلتقط صوراً لكلاي وهو يزور الأهرامات وأبو الهول، ويشاهد عظمة الحضارة المصرية، بل إنه سمح بنفسه للمصورين أن يلتقطوا له صوراً وهو يركب الجمال والخيل بجوار الأهرامات ويرتدي عمامة على رأسه.
كما طلب كلاي فيلمًا لزيارته للجمهورية العربية وصورًا ليعرضها على المسلمين الزنوج، وكلف سكرتير عام الاتحاد العربي للملاكمة بإعدادها لإهدائها إليه قبل السفر.