لهذا السبب تمسك توفيق الحكيم بـ«العصا» 30 عاما

العصا.. هي الرجل الثالثة للإنسان استخدمها في بداية العصور، فكان يستعين بها، يتوكأ عليها فهي تساعده على السير، كما استخدمها لحمايته من الحيوانات فالعصا لها مآرب الأخرى.
وقد اشتهر الاديب المصري الكبير توفيق الحكيم بملازمة لعصا له لامد طويل، وهذه العصا لم تكن لحفظ توازنه أثناء السير، وانما لعصا توفيق الحكيم قصة خاصة رواها توفيق الحكيم بنفسه في حوار معه انفردت به جريدة “الأخبار” ونشرتها على صفحتها بتاريخ 17 فبراير 1982.
يقول توفيق: إن قصة العصا بدأت وأنا وكيل نيابة، كنت شابا صغيرا وكان كاتب النيابة رجلا شابا كبير السن وشكله محترم، والمتهمون عندما كانوا يقفون أمامنا يتركونني، ويتوجهون بالحديث إلى كاتب النيابة المحترم باعتباره ممثل الحكومة، لدرجة أن الكاتب نفسه كان يخجل ويشير لهم إلى ويقول: البيه وكيل النيابة، فكان المتهمون يجدون واحد أفندي صغير في السن مش مالي عينهم.
ويستمر توفيق الحكيم في حديثه ويقول، نصحني أحد الأشخاص أن أحسن طريقة لإدخال الهيبة في قلوب المتهمين أن أمسك في يدي عصا، وبالفعل بدأت أبحث عن عصا محترمة، وفي أحد الأيام عام 1929 كنت جالسا في قهوة في طنطا فمر أحد باعة العصي، فأعجبتني إحداهما، وبسؤال البائع عن ثمنها، قال إن ثمنها ثلاثين قرشا، فقلت له لا دى غالية اوى أنا خدها بعشرة قروش، فرفض البائع ونظر إلى نظرة حادة.
ويستكمل الحكيم حديثه عن العصا، ويقول: عدت إلى المنزل وأنا ألوم نفسي أنى بخلت أن أدفع عشرين قرشا زيادة من أجل كسب احترام الناس، وذهبت إلى النوم وحلمت بالعصا أم ثلاثين قرشا، وعندما استيقظت قلت طالما جاتتني في الحلم يبقى لازم أجبها، وانطلقت إلى القهوة وجلست وجاء بائع العصي، وناديت عليه ولم يجيب، فقمت وجريت ورآه ودفعت له الثلاثين قرشا.
هذه العصا عاشت مع توفيق الحكيم ثلاثين عاما فكانت من الخشب المطلي، وقام بتصلحها عدد مرات ورفض أن يشتري عصا أخرى، ليس بسبب البخل إنما كان مستبشرا بهذه العصا، وكانت مصدر إلهامه في كتاب “عصا الحكيم” .
وولد توفيق الحكيم في 9 أكتوبر 1897 بالإسكندرية ثم حصل على الباكالوريا عام 1921، والتحق بكلية الحقوق وتخرج عام 1925 والتحق بعمل في النيابة، وسافر «الحكيم» في بعثة دراسية الى باريس لمتابعة دراساته العليا، وفي باريس كان يزور متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح. واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة، إذ اطلع على الأدب العالمي وانصرف عن دراسة القانون، واتجه للمسرح والادب القصصي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى