يصادف اليوم السبت، 25 سبتمبر ,2021، ذكرى محاولة “الموساد” الإسرائيلي اغتيال رئيس المكتب السياسي “حينذاك” لحركة حماس المجاهد خالد مشعل، في العاصمة الأردنية عمّان بمادة سامة، حيث باءت المحاولة بالفشل بعد اعتقال المنفذين .
هذه العملية الاجرامية أتخذ قرارها رئيس وزراء الكيان الصهيوني في حينها بنيامين نتنياهو ، وقد وصفت العملية في حينها بأنها حماقة سياسية نفذها عميلان للموساد يحملان جوازي سفر كنديين مزورين بإستخدام نوع من السموم الغامضة، وقد فشلت محاولة الاغتيال بعد مطاردة عنيفة لمرافق خالد مشعل، محمد أبو سيف (أحد شباب حركة حماس) ومن ثمجرى اعتقال العملاء من قبل الأمن الأردني.
وقد تدخل الملك الراحل الحسين بن طلال بكل قوة لإنقاذ حياة خالد مشعل، حتى أصبحت معاهدة السلام الأردنية-الصهيونية في مهب الريح؛ وتدخلت واسطات عالمية منها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الذي وصف نتنياهو وقتها قائلا “لا أستطيع التعامل مع هذا الرجل، إنه مستحيل“.
هذه العملية الفاشلة جاءت ردا على تصاعد عمليات حركة حماس المؤثرة في عمق الاحتلال، حيث إختار نتنياهو فكرة اغتيال أحد قادتها الكبار خارج فلسطين ووقع الاختيار على خالد مشعل رغم أنه من التيار السياسي وليس العسكري، وبالرغم اعتراض ياتوم على قرار نتنياهو على حد زعمه (الاعتراض كان على تنفيذ اغتيال في عمان) .
رضخ الكيان الصهيوني للضغوطات وقام بتسليم الترياق الذي أنقذ حياة خالد مشعل؛ ومن ثم إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من سجون الاحتلال في صفقة مقابل إطلاق سراح عميلي الموساد اللذين غادرا عمان لاحقا برفقة أرئيل شارون، حسب رواية الموساد.
تمت العملية بدرجة عالية من سوء التنظيم وعدم إحترام قادة الكيان الصهيوني لإتفاقية السلام مع الأردن، وخرج الصهاينة من تلك العملية بالعديد من العواقب، بل أنها وصفت بأنها أكبر فشل في تاريخ الموساد، اضطر على أثره إلى تقديم المصل المضاد للسم من أجل إنقاذ حياة خالد مشعل عدو الكيان ومن ثم إطلاق سراح الشيخ الجليل أحمد ياسين، وقد تطورت الأزمة السياسية لتشمل كندا التي ساءها إستخدام العملين لجوازي سفرها؛ رغم أنهما لا ينتميان إلى كندا، كما اطاحت تلك العملية الفاشلة برئيس الموساد ياتوم من منصبه.