اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات من سجن “الجلبوع” بعد شنها عملية اقتحام ومداهمة لمحافظة جنين، بعد منتصف ليل السبت- الأحد.
وقد أفاد فؤاد كممجي والد الاسير أيهم كممجي، في تصريحات لوسائل الإعلام، أن ايهم هاتفه قبل قليل وأخبره أنه محاصر داخل منزل وفيه مدنيين، وإنه سيسلم نفسه حفاظا على سلامتهم لأن روحه ليست أغلى من روحهم.
وقال فؤاد كممجي إن نجله أبلغه هاتفيا قبل اعتقاله أنه وانفيعات قررا الاستسلام دون مقاومة حماية لسكان المبنى، بعد أن هددت القوات الإسرائيلية بنسف المبنى بمن فيه.
وأصدر جهاز الأمن العام “الشاباك” بيانا قال فيه إنه تمكن من تحديد المنزل الذي كان يقيم فيه الأسيران، وأضاف البيان أنه تم اعتقال فلسطينيَين اثنين آخرَين، قدما المساعدة للأسيرين.
مواجهات واشتباكات
وحسب المعلومات الواردة، فإن مواجهات واشتباكات وقعت في أعقاب اقتحام قوات الأمن الإسرائيلية لجنين، تخللها إطلاق نار ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين دون معرفة حالاتهم.
وجاء في التفاصيل، أن قوات الأمن الإسرائيلية طوقت منزلا وطلبت من قاطنيه الخروج منه بعد وصول معلومات استخباراتية لجهاز الأمن العام (الشاباك) تفيد بمكان تواجد الأسيرين؛ حسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأصدرت الشرطة الإسرائيلية بيانا جاء فيه “ألقى محاربو وحدة مكافحة الإرهاب اليمام التابعة لحرس الحدود في شرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام الشاباك، القبض على السجينين الأمنين الهاربين من سجن جلبوع في جنين”.
وأضاف البيان: “أتت عملية الاعتقال بعد حوالي أسبوعين من المطاردة، حيث عمل عناصر وحدة مكافحة الارهاب مع قوات خاصة من جهاز الأمن العام، والجيش في جنين للقبض على السجينِين أيهم كممجي ومناضل إنفيعات”.
وتابعت الشرطة في البيان: “وفق توجيه الشاباك، وصلت قوات من وحدة مكافحة الإرهاب إلى المنزل الذي كان يقيم فيه المطلوبان، حيث تم إلقاء القبض عليهما، وهما على قيد الحياة دون مقاومة، وتم اقتيادهما للاستجواب في جهاز الأمن العام”.
واعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية الأسيرين انفيعات وكممجي بعد محاصرة المنزل، بالإضافة إلى شخصين آخرين بادعاء تقديم المساعدة لهما؛ وجرى إحالتهم للتحقيق على يد جهاز الأمن العام (الشاباك).
وقد جاءت عملية الاعتقال الأسيرين بعد نحو أسبوعين من عمليات البحث عن أسرى عملية “الجلبوع”، إذ سبق وأن اعتقلت الأسرى الأربعة زكريا الزبيدي ومحمد العارضة ومحمود العارضة ويعقوب قادري.
عمليات تفتيش للمنازل والكهوف وآبار المياه
وقد شهدت الأيام الأخيرة عمليات بحث وتفتيش متواصلة عن الأسيرين انفيعات وكممجي، إذ كثفت قوات الاحتلال عمليات التمشيط قرب جنين وقامت بنصب حواجز عسكرية، وشنت حملات بحث وملاحقة في مناطق متفرقة في محافظة جنين.
وشملت عمليات الدعم والتفتيش والاستنفار لقوات الاحتلال أراضي وحدود بلدات برقين، وكفرذان، وكفرقود، وكفيرت ويعبد، حيث رافقها، تفتيش للمنازل والمغاور والكهوف وآبار المياه، بالإضافة لاحتجاز مواطنين وتفتيشهم والتحقيق الميداني معهم.
مارسنا الخداع والتضليل، في عملية الاعتقال
المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، قال: “مارسنا الخداع والتضليل، في عملية الاعتقال، فالقوة العسكرية الكبيرة التي دخلت لجنين كانت بغرض التمويه حيث باشرت نشاطها في مكان بعيد عن عملية الاعتقال ووقع اشتباك بينها وبين مسلحين، بينما قوة الاعتقال الخاصة كانت تمارس نشاطها بشكل سري قرب المنزل الذي تواجد فيه كممجي ونفيعات”.
وتابع، “نجحنا في جعل هذا الحدث الذي وقع في وسط مخيم جنين، ينتهي دون قتال وبدون وقوع اصابات”.
الصحفي “يوآف زيتون من صحيفة “يديعوت أحرنوت” أكد، أنّ هناك تفاصيل إضافية حول عملية اعتقال الأسيرين: نفذت القوات الكبيرة التي دخلت جنين علانية عملية خداع للفت الأنظار”، بينما في منطقة أخرى داهمت وحدة اليمام الخاصة والشاباك بغطاء عسكري سرا المبنى الذي تحصن فيه الأسيرين في شرق جنين.
وقال موقع واي نت العبري، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية “تضليل” بهدف خداع خلايا المقاومة في جنين وخاصةً مخيمها، من خلال تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق، تزامنًا مع تنفيذه عملية سرية لاعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات من الحارة الشرقية للمدينة.
وبحسب الموقع، فإن قائد قوات الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية يانيف ألوف قاد العملية بنفسه من غرفة العمليات، وهو من أمر بعملية “التضليل”، من خلال إدخال قوات كبيرة مرئية إلى مخيم جنين ومحيطه ومناطق أخرى، خاصةً وأن المخيم يعتبر نقطة ساخنة مليئة بالمسلحين، وذلك بهدف تشتيت انتباه تلك المجموعات من أجل اعتقال الأسيرين من خلال عملية سرية.
استخدام وسائل تكنولوجية فريدة
وأشار الموقع، إلى أن عملية “التضليل” تمت باستخدام وحدة تكنولوجيا خاصة من الجيش الإسرائيلي، فيما كانت تداهم قوة أخرى سرا المنزل الذي كان بداخله الأسيرين، وتمت العملية بدون أي إصابات وتم التحقق من هويتهما ونقلهما للاستجواب من قبل جهاز الشاباك الذي ادعى أن اعتقالهما جاء بعد معلومات استخبارية دقيقة.
ووفقا للموقع العبري، فإن العملية ضمت وحدة خاصة من شعبة المخابرات، هي من قامت بتشغيل وسائل تكنولوجية فريدة ساعدت في تحديد موقعهما بالضبط.
وقال مفوض الشرطة الإسرائيلية يعكوف شبتاي الذي شاركت وحدة اليمام التابعة لمسؤوليته في العملية، إن العملية تمت ضمن تعاون استثنائي مع الشاباك والجيش، وتم “إغلاق الدائرة”، مشيرا إلى أنه مع مرور الوقت كان هناك يقين بأنهما في جنين، وكان يتم الاستعداد لعمل معقد قد يستمر لأيام.
وذكر الموقع أنه تم تحديد مكان الأسيرين عشية “يوم الغفران”، حيث خطط مسؤولون أمنيون من الشاباك والشرطة والجيش لعملية الاعتقال، عبر جمع معلومات استخباراتية تحدد مكان إقامة كممجي وانفيعات.
كما شارك رئيس هيئة الأركان، أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” في إعداد خطة “التضليل” التي نفذت في مخيم جنين، بالتزامن مع تنفيذ العملية السرية التي أفضت لاعتقال الأسيرين.
وقال بعض جيران المنزل الذي تم اعتقال الأسيرين منه، أن الاحتلال أطلق النار بكثافة تجاه المنزل وبشكل عشوائي وكاد أن يرتكب جريمة، كما هدد الأسيرين في حال لم يسلما نفسيهما بأنه سينسف المنزل، ما دفع كممجي وانفعيات لتسليم نفسيهما حفاظا على أرواح السكان.
كلفة البحث تجاوزت 30 مليون دولار
وجاء اعتقال كممجي ونفيعات بعد 13 عملية دهم وتفتيش لمناطق شمالي الضفة، وقالت قوات الاحتلال إن كلفة البحث عن الأسرى هي الأعلى في تاريخ الاحتلال، فقد تجاوزت 30 مليون دولار، وبلغت التكلفة اليومية لعملية البحث ما بين 3 إلى 6 ملايين دولار.
وفي وقت لاحق من ظهيرة اليوم الاحد، سُمح للاعلام الاسرائيلي بنشر معلومات اضافية افادت ان مناضل نفيعات قد رُصد في جنين الأسبوع الماضي، واختبأ في منزل بمخيم جنين وخلال الأيام الأخيرة انضم اليه أيهم كممجي. ثم تلقت الأجهزة الأمنية الليلة الماضية معلومات استخباراتية بأنهما خرجا من المخيم ويمكثان في منزل بشرق المدينة، وقد تقرر اعتقالهما خشية ان يعودا الى المخيم.
وخلال التوجه الى المنزل تسلمت إسرائيل معلومات استخباراتية جديدة (من غير جماعة التنسيق الامني؟) بأنهما في منزل اخر ووُجهت القوات اليه حيث القي القبض عليهما، ويتبع المنزل لأحد اقربائهما، ولم يتضح بعد لماذا غادر نفيعات وكمامجي مخيم جنين.
شاهد| اللحظات الأولى للاشتباك المسلح مع جيش الاحتلال داخل الحي الشرقي في جنين. pic.twitter.com/wTs7RhHPwX
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 18, 2021
اعتقال الأسيرين انفيعات وكممجي في جنين#جنين #أيهم_كممجي #مناضل_انفيعات pic.twitter.com/kfGcdaSRJ6
— موقع عرب 48 (@arab48website) September 19, 2021