زيارة بينيت لمصر وخطة لابيد الاقتصادية وجهان لسياسة خداع إسرائيلية واحدة

 
عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اجتماعا يوم الإثنين 13/ 9/ 2021 في شرم الشيخ تم خلاله بحث تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، واستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتهدئة الوضع في غزة بالاتفاق على تهدئة طويلة الأمد مع حماس؛ وقال بينيت معلقا على لقائه بالرئيس المصري” كان لقاء مهما جدا وضعنا خلاله البنية التحتية لإقامة علاقة متبنة ” بين البلدين، وأكد السيسي بدوره دعم مصر لجهود السلام الشامل وحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية.
السيسي وبنيت اتفقا على تعزيز العلاقات السياسية والتجارية بين مصر والدولة الصهيونية، لكنهما فشلا في تقديم أي أفكار جديدة لإحياء عملية السلام وتنقيذ حل الدولتين، وتخفيف الحصار على غزة وإعادة إعمارها، والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين حماس والدولة الصهيونية بسبب تطرف وتصلب وعنصرية بينيت الذي خدم كرئيس لمجلس الاستيطان في الضفة الغربية، وأكد مرارا بأن حكومته ستستمر في بناء المستوطنات والتوسع الاستيطاني وتهويد الضفة الغربية، وانه لن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولن يقبل حل التولتين خلال توليه لرئاسة الحكومة، ولن يوافق أبدا على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويرفض الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
واللافت للانتباه أن المؤتمر عقد بعد يوم من كشف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد عن خطة اقتصادية لقطاع غزة أطلق عليها ” الاقتصاد مقابل الأمن في غزة ” وزعم أن هدفها هو تخفيف الحصار وإنعاش اقتصاد القطاع؛ إسرائيل تبذل كل جهد ممكن لتدمير الاقتصاد الفلسطيني وعرقلة نموه وإبقائه تحت سيطرتها؛ فلماذا هذا الكرم الصهيوني المفاجئ؟ ومنذ متى تحرص إسرائيل على إنعاش وازدهار الاقتصاد الفلسطيني في غزة والضفة؟
هذه المبادرة الاقتصادية الإسرائيلية ليست سوى محاولة جديدة هدفها حماية الاحتلال، أي جعله احتلالا مستداما بازدهار اقتصادي خادع، وتجريد فلسطين من بعدها العربي، ودعم الانقسام، وفصل الضفة عن غزة، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والاستقلال، والضغط على حركة حماس وإضعاف المقاومة بإرشاء الفلسطينيين بالغذاء والدواء والكهرباء وإلهائهم بتسهيلات معيشية مؤقتة. لكن هذه المحاولة ستفشل بسبب وعي الفلسطينيين، وتمسكهم بحقهم في وطنهم، وبسبب تجربتهم النضالية المستمرة ضد الصهاينة منذ وعد بلفور، ولأن قضيتهم وقضايا شعوب العالم لا تباع بتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
بينيت ولابيد لا يختلفان كثيرا في تعاملهما مع الفلسطينيين وفي استراتيجيتهما لإطالة عمر الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية، ويتبادلان الأدوار في تضليل الرأي العام العربي والدولي بمشاريع ووعود كاذبة لا تنفذ أبدا. ولهذا يجب على الفلسطينيين ان يركزوا على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، ودعم وتعميم المقاومة، وان يتعلموا دروس التاريخ التي تؤكد ان الشعوب تخلصت من الاستعمار والاحتلال بالكفاح والتضحيات، وليس بالإصلاحات الاقتصادية والمفاوضات والتنازلات!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى