بعد درعا البلد واليادودة.. بدء تسوية أوضاع المسلحين والمطلوبين وتسليم السلاح للجيش اليوم الاربعاء في بلدة المزيريب/ فيديو

 

درعا- سانا وسبوتنيك

بدأت في مركز مجلس بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، اليوم الاربعاء، عملية تسوية أوضاع عشرات من المسلحين وتسليم السلاح للجيش العربي السوري، ضمن اتفاق التسوية الذي طرحته الدولة في بعض مناطق المحافظة وذلك في إطار حرصها على ترسيخ الأمن والاستقرار في محافظة درعا وتغليب الحلول السلمية حفاظاً على المدنيين والبنى التحتية وعودة الحياة الطبيعية.

وذكر مراسل سانا من بلدة المزيريب أنه منذ ساعات الصباح الأولى بدأ وصول عدد من المسلحين والمطلوبين والمتخلفين عن خدمة العلم إلى مركز التسوية في مبنى بلدية المزيريب، لتسوية أوضاعهم وتسليم السلاح الذي كان بحوزة البعض منهم للجيش.

بعض مواطني بلدة المزيريب أعربوا لـ سانا عن ارتياحهم لدخول وحدات الجيش العربي السوري إلى البلدة، و”إرساء الأمن والاستقرار فيها”، وعن أملهم في أن “يسود الاستقرار ربوع البلدة وينتقل إلى باقي البلدات والقرى لتعود محافظة درعا آمنة مستقرة”.

محمد الجاويش من أهالي البلدة رحب بدخول الجيش إلى بلدة المزيريب “لبسط قواعد الأمن والاستقرار”، مؤكداً أن عمليات تسوية أوضاع المطلوبين والفارين من الخدمة “تسير بصورة ممتازة وتمهد لإحلال الأمن في البلدة، والبدء بتحسين واقع الخدمات فيها ولا سيما في مجال المياه والكهرباء والاتصالات والطرق وتشميل المزارعين بالمازوت المخصص للزراعة”.

مختار تجمع النازحين في المزيريب، طعمة الفندي، أشار من جهته إلى أهمية خطوة التسويات “لإعادة الفارين إلى قطعهم العسكرية” معرباً عن أمله في “عودة الأمن والاستقرار لكامل ربوع المحافظة”.

وكانت قد استكملت أمس عمليات تسوية أوضاع المسلحين وتسليم السلاح في بلدة اليادودة شمال غرب مدينة درعا، بالتوازي مع متابعة وحدات من الجيش العربي السوري انتشارها في المزارع المحيطة بقرى وبلدات اليادودة وطفس والمزيريب بالريف الشمالي الغربي، وذلك تنفيذاً لاتفاق التسوية الذي طرحته الدولة.

ومن جانبه، أفاد مراسل وكالة  “سبوتنيك” في محافظة درعا، بأن وحدات من الجيش والقوى الأمنية برفقة دوريات الشرطة العسكرية الروسية دخلت صباح اليوم إلى بلدة المزيريب بوابة حوض اليرموك (10 كم غرب مدينة درعا)، وقامت برفع علم الجمهورية العربية السورية فوق عدد من الأبنية الحكومية.

وأضاف المراسل: كما تم افتتاح مركز لتسوية أوضاع المسلحين المتحصنين في البلدة وتسليم أسلحتهم، وذلك ضمن مقر المجلس البلدي.

وقال الرائد حمزة حمام، رئيس لجنة التسوية وقاضي الفرد العسكري في محافظة درعا، في تصريح لمراسل “سبوتنيك”: إن مركز التسوية شهد منذ ساعات الصباح إقبال العديد من الأشخاص لتسوية أوضاعهم بينهم مسلحين ومطلوبين وعسكرين فارين من الخدمة العسكرية، تزامناً مع بدء عمليات تسليم أسلحتهم بالكامل.

وتكتنز بلدة (المزيريب) أهمية استراتيجية بالغة لجهة إشرافها على منطقة حوض اليرموك المحاذية للأراضي التي يحتلها الجيش الإسرائيلي في الجولان السوري، وأيضاً قربها من الحدود الأردنية.

وشهدت (المزيريب) خلال السنوات الماضية العديد من الأحداث الأمنية وعمليات الاغتيال التي طالت مدنيين وعسكرين وعناصر من الشرطة، إلى جانب قطع للطرقات وهجوم على بعض نقاط الجيش المحيطة بها.

ويأتي تنفيذ اتفاق (المزيريب) بعد اجتماعات ماراتونية جرت خلال اليومين الماضيين بين اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة درعا والجانب الروسي من جهة، مع وجهاء وممثلين عن البلدة من جهة أخرى، للتوصل لاتفاق مماثل لاتفاقات (اليادودة) و(درعا البلد) وبالشروط ذتها التي وضعتها الدولة السورية والجهات الأمنية للتوصل لحل سلمي يهدف لإعادة الأمن والاستقرار للبلدة.

وتتضمن الشروط رفع علم الجمهورية العربية السورية ضمن الأبنية الحكومية ودخول اللجنة الأمنية والعسكرية إلى البلدة، ومن ثم افتتاح مركز لتسوية أوضاع المسلحين بعد تسليم كامل أسلحتهم، إضافة لعمليات تثبيت نقاط للجيش السوري والقوى الأمنية ضمن عدة مواقع في البلدة بهدف تأمينها بشكل كامل وإجراء عمليات التفتيش ضمن أحيائها، والعمل على إعادة مؤسسات الدولة المعنية.

وأشارت مصادر أمنية لمراسل “سبوتنيك” بدرعا بأنه من المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة البدء باتفاق مماثل ودخول الجيش لمناطق تل شهاب وطفس وبلدات هامة في حوض اليرموك بريف درعا الغربي.

وفي عام 2013، بدأت بلدات ریف درعا الغربي الواقعة عند المثلث السوري الأردني مع منطقة االجولان التي یحتلها الجیش الإسرائیلي، بالخروج تباعا عن سیطرة الدولة السوریة، قبل أن یعاود سیطرته على المنطقة في عام 2018، دون الدخول إلى بعض البلدات أملا بتجنیبها العملیات الحربیة بعد التزام مسلحیها بتسویة أوضاعهم وتسلیم أسلحتهم، إلا أنهم ما لبثوا أن نكثوا بوعودهم منذ ذلك الحین.

وكانت انتهت يوم أمس، عمليات تسوية أوضاع المسلحين والمطلوبين الذين انضموا لاتفاق المصالحة في بلدة اليادودة بالريف الغربي لمحافظة درعا (7 كم) غرب مدينة درعا، حيث تمت اليوم تسوية أوضاع حوالي 271 شخصاً بينهم مسلحين ومطلوبين وعسكرين فارين وأكد الرائد حمزة حمام رئيس لجنة التسوية وقاضي الفرد العسكري بدرعا خلال التسويات بأن هناك تسهيلات عديدة يتم تقديمها لكل من يسوي وضعه حيث يقوم المسلحين بتسليم سلاحهم والتوقيع على تعهد بعدم القيام بأعمال من شأنها إثارة الفوضى والإرهاب ومن ثم يحصل على وثيقة تسوية أمنية ويشطب أسمه من اللوائح الأمنية.

وأيضا بالنسبة للعسكري الفار يتم منحه أمر ترك قضائي وتزويده بمهمة للالتحاق بقطعته العسكرية بعد منحه مهلة 3 أشهر وكذلك الأمر يتم تسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة العسكرية عبر معالجة وضعهم أمنياً ومن ثم إعطاءه مهلة لمعالجة وضعه تجنيدياً.

وبالتوازي مع عملية التسوية كانت وحدات من الجيش والقوى الأمنية قد قامت بعمليات نشر نقاط بجميع المحاور المحيطة ببلدة اليادودة لتأمين البلدة بشكل كامل لاسيما عبر وضع نقاط هامة ضمن مواقع مشرفة على بلدات المزيريب وطفس وغيرها من البلدات المحيطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى