1- رحيل الشاعر والكاتب الفلسطيني لطفي زعلول ** 2- لا بد للقيد ان ينكسر


غيب الموت الشاعر والكاتب الفلسطيني د. لطفي زغلول، أحد الأسماء الشعرية البارزة في المشهد الثقافي الفلسطيني تحت الاحتلال، تاركًا وراءه سيرة عطرة وذكريات طيبة وآثار شعرية وأدبية خالدة.
وزغلول من مواليد العام 1938 في مدينة نابلس، نشأ في بيئة شعرية، فهو الابن البكر للشاعر الفلسطيني الراحل عبد اللطيف زغلول، حيث اكتسب منه الالة الشعرية. بدأ الكتابة وهو على مقاعد الدراسة، وأول قصيدة خطها قلمه عن فلسطين.
درس زغلول في جامعة دمشق، وعمل في مجال التعليم في المدارس الحكومية إبان الحكم الأردني، وفصل بقرار من الحاكم العسكري الإسرائيلي سنة 1990، إثر إصداره ديوانه الشعري الأول “منكي اليكي”، وبعد فصله التحق بالعمل كمدرس لتخصص التربية في كلية نابلس الجامعية، وعمل فيها لمدة خمس سنوات، ثم اشتغل مدرسًا للغة العبرية في جامعة النجاح الوطنية.
وله العديد من الاصدارات والأعمال الشعرية، منها: أيام لا تغتالها الأيام، على جدران القمر، لا حبًا إلا انت، لعينيك اكتب شعرًا، مناجاة، على أجنحة الرؤى، معًا حتى الرحيل، همس الروح، مدار النار والنوار، موال في الليل العربي، قصائد بلون الحب، مطر النار والياسمين، مدينة وقودها الانسان، عشتار والمطر الأخضر، أغنيات لأطفال بلادي، وأغاني النار والنوار وغيرها.
ويغلب على قصيدته العاطفة المجنحة بالخيال، والرقة، والجمال الشعري، واللغة المنسابة، وينتمي أسلوبه للسهل الممتنع.
هو شاعر يحلق في فضاء الرومانسية بلا حدود، مسافرًا إلى النجوم والاقمار والجنار الوارفة الظلال المفعمة بالأزهار.
ومن قصائد زغلول نشيد الحرية:

أنا يا أماه فلسطيني..ساحات المجد تناديني

أنا لي شعب ما هان..ولي وطن أفديه ويفديني

وأنا ماض لغد حر ..والله الهادي يهديني

قد أشرق صبحك فابتسمي ..إني ما زلت على قسمي

أبني أمجادك أعليها..صرحًا يسمو بين الأمم
رحم الله د. لطفي زغلول وتغمده بواسع رحمته، وسيبقى خالدًا في الذاكرة الثقافية والوطنية بإرثه الإبداعي.

********************************

لا بـــــد للقيــــــــــــــد أن ينكســـــــــــــــر

نجاح ستة من أسرى الحرية الفلسطينيين الإفلات من قبضة الاحتلال الحديدية، بالهرب إلى فضاء الحرية، من سجن الجلبوع أو شطة سابقًا، الأكثر تحصينًا وامنًا في إسرائيل، من خلال نفق حفروه خلال عام كامل، يؤكد بلا شك أن الحرية لا يوقفها لا القضبان ولا الأغلال ولا عذاب السجن والسجان، ولا كل التحصينات. وقد نجح هؤلاء الأسرى بانتزاع حريتهم بقوة الإرادة والوحدة والعمل السري والإصرار على التحرر.
ما قام به هؤلاء النسور الذين حفروا الأرض بملعقة صدئة، هو اثبات ودليل واضح على العبقرية الفلسطينية التي تناطح كفة المخرز، وتحفر في الصخر بالأظافر، وتفجر ينابيع الشموخ والعزة والفخار والإباء والعنفوان.
ولا ريب أن الهروب الأسطوري للأسرى الستة هو عملية نوعية واستثنائية بكل المعايير والمقاييس، وأمر فريد في سجل الحركات التحررية بكثير من التفاصيل، وكثير من النجاح الذي أحدث صدمة شديدة وكبيرة لدولة الاحتلال والعدوان بكل المستويات السياسية قبل الأمنية، وسبب لها الارتباك والذهول، ويهدد مستقبل حكومة لبيد بينيت.
إن هذه العملية “الهوليودية” انتاجًا واخراجًا وتنفيذًا، سيكون لها تداعيات كثيرة على المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وستزيد من رصيد المتمسكين بنهج وثقافة المقاومة في الساحتين الفلسطينية والعربية، وتراجع كبير لجماعة أوسلو والقيادة المتنفذة في السلطة الفلسطينية، المتمسكة بخيار المفاوضات السلمية العبثية، والأوضاع سائرة وذاهبة نحو التصعيد والمعاقبة.
واخيرًا أن هروب هؤلاء الأسرى يؤكد ما قاله الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي: “ولا بد لليل أن ينجلي/ ولا بد للقيد أن ينكسر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى