ابطال “جلبوع” يستولدون الحرية من خاصرة السجن الرهيب، ويثبتون ان قهر المستحيل ليس مستحيلاً .. تفاصيل جديدة

هي فتحة للأمل، تبزع من خلالها أشعة الحرية وقوة المقاومة، متزامنة مع إرادة صلبة يمتلكها الفلسطيني أيًّا كان توجده.. فعلى حدود غزة اقتُلعت عين القناص إلى أن لقي مصرعه بعد 10 أيام، وعلى مسافة ليست بعيدة عن مخيم جنين البطولة جرت عملية نوعية لاستيلاد الحرية من خاصرة سجن جلبوع الرهيب .

حدثان شكلا صفعة أمنية للاحتلال الإسرائيلي في أقل من 30 يوماً، جمع فيها الفلسطيني كل أنواع المقاومة التي يمتلكها، بدءاً من الإرادة وليس انتهاءً برصاصة اخترقت عين الجندي، أو نفق تحرر منه 6 أسرى ضربوا المنظومة الأمنية لسجن جلبوع في مقتل انعكست على كيان الاحتلال بالكامل.. وفي المقدمة طبعا تشمخ معركة “سيف القدس” التي اتاحت للقائد المغوار محمد الضيف التحكم في خطوط الطول والعرض بمطار بن عوريون وكامل تل ابيب.

الأسرى الستة، الذين تمكنوا فجر امس من كسر قيدهم بإرادتهم الكبيرة هم: مناضل يعقوب نفيعات ومحمد قاسم عارضة ويعقوب محمود قدري وأيهم فؤاد كمامجي ومحمود عبد الله عارضة وزكريا الزبيدي وجميعهم من جنين.

وبكل المقاييس شكّلت حادثة سجن جلبوع، علامة فارقة في سجل الصراع الفلسطيني بين الأسرى وإدارة سجون الاحتلال، لتكون عملية نوعية ترفع الحالة الشعبية والروح المعنوية للفلسطينيين، فيما تفاقم أزمة أمنية وسياسية لدى الاحتلال وجبهته الداخلية.

أن يحرِّر الأسرى الفلسطينيون أنفسهم عبر حفْر أنفاق تحت الأرض، في كيان يتباهى بقدراته الاستخبارية وقبضته الأمنية، فهو حدث استثنائي، بتداعيات صعبة على العدو، خاصة إن تكلّلت العملية بالنجاح الكامل، وهي تأتي في ظرف ضاغط على المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية، تتكشّف فيه ثغراتها وإخفاقاتها في مواجهة المقاومة الفلسطينية، ليس على أسوار قطاع غزة حيث نجح المقاومون قبل أيام في استهداف قنّاص متحصّن في عملية خضّت الكيان وكشفت فشله الميداني فقط، بل أيضاً في معتقلاته التي يعتدّ بحصانتها.

منذ صباح امس الاثنين وحتى اليوم ، كانت أسئلة العدو على حالها بلا إجابات حاسمة: كيف استطاع ستة أسرى حفر نفق من زنزانتهم إلى خارج أسوار المعتقل من دون أن تلاحظهم المنظومة الأمنية المتحكّمة بالمعتقل وزنزاناته، بشرياً وتكنولوجياً واستخبارياً؟

متى بدأت عملية حفر النفق وأين أخفى الأسرى التراب والرمال؟ هل تلقّوا مساعدة من داخل السجن أو من خارجه؟ هل ثمّة عمليات حفر أخرى؟ وكيف لثلاثة من الأسرى الستّة أن يكونوا معاً في زنزانة واحدة، وهم ممّن حاولوا الفرار في السابق سوياً؟

هذه الأسئلة، المتعلّقة بفعل التحرّر نفسه، ستكون محور تحقيقات مطوّلة وتراشق مسؤوليات، إلا أن أسئلة أخرى متّصلة بالتداعيات والتحدّيات ستحضر بقوة في إسرائيل، وتحديداً في ما يتعلّق بنظرة الإسرائيليين إلى أجهزتهم الأمنية، وقدرتها على التحكّم بزمام الأمور، فضلاً عن نظرة الفلسطينيين، وخصوصاً الأسرى منهم، إلى تلك الأجهزة، على اعتبار أن ما جرى يمكن أن يشجّع الآخرين على عمليات تحرّر مماثلة، وفي ذلك تحدٍّ كبير جدّاً لتل أبيب وأمنها وهيبتها، التي باتت مثقوبة جرّاء الأحداث المتكرّرة في الفترة الأخيرة.

مصلحة السجون تكشف بعض تفاصيل عملية الهروب

وفي محاولة للخروج من التيه الذي يقلق ويربك الكيان الصهيوني، كشف التحقيق الأولي الذي أجرته مصلحة السجون الإسرائيلية أنه في حوالي الساعة 01:30 ليلاً، دخل الأسرى الستة إلى حمام زنزانتهم وقاموا برفع إحدى الفتحات المعدنية الموجودة على أرضية الزنزانة ودخلوا واحد يلي الآخر إلى الفتحة الضيقة للنفق، وزحفوا لمسافة بضع عشرات من الأمتار وصولا إلى فتحة النفق، وكان ذلك على بعد أمتار قليلة من جدار السجن – تحت برج حراسة، ورغم أنهم غيروا ملابسهم من هناك واصلوا رحلة الهروب.

واشارت التقديرات إلى أن الأسرى فروا بعد خروجهم من فتحة النفق باستخدام سيارة تقلهم، وعند الساعة 1:49 صباحًا استقبلت الشرطة مكالمة من أحد الإسرائيليين قال إنه لاحظ أحد المشتبه بهم ويحمل شيئا في يده أثناء قيادته على الطريق.

وفي حوالي الساعة 2:00 ليلاً ، وصل اتصال آخر للشرطة وقام شخص آخر في المنطقة بإبلاغ الشرطة عن مشتبه به رآه.
وفي الساعة 02:14، أبلغ نائب قائد شرطة بيسان السجن بالحادثة، وفي الساعة 03:29 ليلاً تم تلقي بلاغ عن ثلاثة سجناء آخرين مفقودين.

ولم يكن الإهمال من جانب مصلحة السجون والشرطة فحسب، بل كان موجودا أيضًا في مبنى السجن نفسه، حيث القاعدة التي بنيت عليها أجنحة السجن في عام 2004 لم تكن سميكة بما فيه الكفاية، وربما كانت الطبقة الخرسانية رقيقة للغاية وتحتها كانت مساحة تسمح للأسرى أيضا بالهروب دون حفر الكثير.

ولم تعرف مصلحة السجون نقطة الضعف في حجرة المرحاض ، لكن كان عليها التعرف عليها لأنه في عام 2014 حاول الأسرى الفلسطينيون أيضًا حفر نفق هناك.
غير ان هناك أسئلة أخرى ما تزال حائرة: كيف لم تجد عمليات التفتيش الروتينية في الزنزانة فتحة النفق، وكيف تمكن السجناء من الحصول على أداة الحفر، ولماذا لم تقدر المخابرات الإسرائيلية التي اعتبرت أن ثلاثة من الأسرى الستة رفيعو المستوى، أو تكشف نواياهم.

وعليه، فقد تواصلت الليلة الماضية مطاردة الأسرى الستة في بيسان، فيما تمركز عناصر من الشرطة وشرطة حرس الحدود بالقرب من المعابد اليهودية لتأمين المصلين خلال العطلة.

وقالت مصادر أمنية، الليلة الماضية، إن أحد الأسرى الفارين، زكريا زبيدي، انتقل إلى الزنزانة التي فر منها الستة أمس فقط.حيث  طلب الزبيدي الانتقال إلى الزنزانة قبل الفرار، وقد استجابت سلطات السجن لطلب الزبيدي، رغم أن النزلاء الآخرين في الزنزانة ينتمون إلى الجهاد الإسلامي.

وعلى ذلك، فسيكون صاحب القرار الأمني الإسرائيلي أمام تحدٍّ مزدوج: من ناحية، إفهام الفلسطينيين، والأسرى تحديداً، وكذلك الجمهور الإسرائيلي، أن الحادث ناجم عن إخفاقات وليس فشلاً، وهو من الحوادث التي يمكن منعها والتي سيُعمل على معالجة حاسمة لمسبّباتها، بحيث لا يمكن للأسرى تكرارها، سواءً عبر الأنفاق أو غيرها من الأساليب. ومن ناحية ثانية، سيتعيّن على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، على اختلافها، أن تتعاون في ما بينها لإعادة تشديد القبضة على الأسرى، في محاولة منها للحدّ من التداعيات السلبية على أمنها وهيبتها وقدرة ردعها، وترسيخ صورة في الوعي الفلسطيني مفادها: إن استطاع أيّ أسير الفرار من المعتقل، فإنه لا يمكث طويلاً خارجه إلى أن يُعاد القبض عليه.

وكما هي العادة المتّبعة، أو الوظيفة الواجبة على السلطة الفلسطينية، يُتوقّع أن تكون الأخيرة جزءاً لا يتجزّأ، بل متقدّمة في البحث والتحرّي وتقديم المعلومات الاستخبارية في شأن ملاذ الأسرى الستّة، خاصة أن معتقل جلبوع قريب جدّاً من أراضي السلطة، ويبعد مسافة 13 كيلومتراً فقط عن مدينة جنين، التي تُعدّ واحدة من الأماكن التي يرجّح العدو أن يكون الأسرى قد وصلوا إليها.

تقديرات اسرائيل: الاسرى لم يصلوا للضفة بعد

وفي بيان قد يكون تضليلياً، قدرت مصادر إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن يكون الأسرى الستة الذين نجحوا بالفرار ما زالوا داخل اسرائيل، ولم يصلوا إلى جنين أو أي منطقة أخرى من الضفة الغربية أو الأردن وسوريا كما نشر أمس.

وبحسب موقع واللا العبري، فإن قوات لواء جولاني تعمل على طول خط التماس بين جنين ومناطق الخط الأخضر من أجل محاولة منع وصولهم للأراضي الفلسطينية.

وأشار الموقع إلى أن الحواجز الـ 200 التي نشرت أمس في أكثر من منطقة داخل إسرائيل لا زالت قائمة ضمن جهود البحث عنهم.

وتخشى الشرطة الإسرائيلية أن يكون الأسرى الستة مسلحون، وتستعد لاحتمال أنهم سيحاولون تنفيذ هجوم، ومحاولة خطف إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

كما كشفت تحقيقات اولية قام بها سجن جلبوع ان النفق الذي فر منه السجناء الامنيون الفلسطينيون، بدأوا حفره قبل عام، ويتضح ايضا ان عددا محددا من السجناء الفلسطينيين كانوا على علم بالخطة، وبحسب التقرير في موقع “والا” ذكر ان الستة ساروا مسافة ثلاثة كيلومترات حتى وصولهم الى مركبة كانت تنتظرهم، والتي نقلتهم من المكان.

ويتضح من التحقيقات الاولية ان السجانة قد غفيت خلال الحراسة، وانه لم يتواجد حارس في برج الحراسة الواقع فوق فتحة الهروب، ويتضح، بعد مسح النفق الذي هرب منه الستة، ان طوله بلغ ما بين 20 الى 25 مترا، ويتضح من التحقيقات ان زكريا الزبيدي، احد الفارين طلب من ضابط استخبارات في السجن ان ينتقل لليلة واحدة الى الزنزانة التي تم الفرار منها.

ويعمل حاليا نحو الف رجال شرطة بعمليات التفتيش عن السجناء الامنيين الهاربين بمساعدة قوات حرس الحدود، القوات الخاصة وقوات اخرى وحاليا نشر 200 حاجز امني في جميع انحاء البلاد.

وذكر التقرير ان ثلاثة من الهاربين كانت لديهم محاولة سابقة للهروب في سجن شطة من خلال حفر نفق، ورغم هذا ، فان جهاز المخابرات في الشمال سمح لهم بالتواجد بنفس الزنزانة.

ويعتقد رجال الشرطة ان سيارة كانت تنتظر الهاربين خارج السجن، وذلك على ضوء وجود بركة من المياه في المكان، والتي قالوا انها بسبب مكيف السيارة، كما وجد رجال الشرطة المتعقبين اثار احذية واثار اقدام، الامر الذي قادهم الى الاستنتاج ان السجناء قاموا باستبدال ملابسهم قبل ركوبهم السيارة، وان احدهم قام باستبدال حذائه.

وقد عثرت الشرطة على اثار الهاربين في اتجاه مدينة بيسان ، وحتى انهم توقفوا خلال الهروب للتدخين، ومن هناك اختفت آثارهم. وبعد عمليات التفتيش والمسح في محيط جنين،و الجلبوع والحدود الاردنية، تتوقع قوات الامن ان اثنين من الفارين انتقلوا الى الاردن، واربعة اخرين ما زالوا في البلاد، ويعتقد ان اثنين من الاربعة يختبأن في مجدل شمس.

ونقل موقع “والا” عن مسؤول امني كبير قال صباح اليوم ان الحديث يدور عن سلسلة من الاخفاقات الخطيرة جدا، وانه لا يعقل ان في زنزانة :”يحظر بها الاحتفاظ بملعقة- اجري حفر نفق..كيف حفروا بعيدا عن أعين الحراس في واحد من اكثر السجون حراسة في البلاد؟ ليس من فراغ اخترنا اعتقال الزبيدي بالذات هناك. وهناك لا يمكن وضع ملعقة بالزنزانة. لكن كيف حفروا؟”.

واضاف :”هناك حظر لدخول المعادن الى داخل الزنزانة- اذن اين اختفى تراب الحفريات؟ وكيف اجروا الاتصالات الهاتفية من داخل السجن؟”.

التحقيق في دخول معدات ممنوعة للسجن

وقد كشفت القناة 11 العبرية تفاصيل جديدة عن عملية “نفق الحرية”، فقالت إن عناصر الشرطة عثروا على “مجرفة” في المكان وقاموا بأخذها لسيارة الشرطة، مضيفة: “هذه الآلة الكبيرة بالطبع قاموا بتهريبها لغرفتهم يجب فحص كيف نجحوا في تهريبها للسجن”.

وتساءلت القناة: “كيف لم يتم التعامل مع الفشل الهندسي في بناء السجن؟ حيث يوجد أسفل السجن فراغات وقد جرى استغلال هذا الفراغ في محاولة الهروب من السجن عام ٢٠١٤”.

وأردفت القناة: “هل قام الأسرى في هذه المرة باستخدام نفس هذا الفراغ للهروب من السجن؟ طوال فترة حفر النفق كان يجب أن يأتي السجانون للبحث في الحمام أيضاً وهذا لم يحدث”.

وهو عن الشخصيات التي كانت تتواجد في هذه الغرفة، تشير القناة لكيفية “وضع 3 أسرى جرى تعريفهم بأن لديهم خطر كبير للهروب في غرفة واحدة إذ أنه كان من المفترض أن تقوم مصلحة السجون بالفصل بين هؤلاء الأسرى”.

واستغربت القناة في كيفية عدم قيام حراس السجن برصد الأسرى عبر الكاميرات وهم خارجين من فتحة النفق”، مشيرة إلى أن الحارسة التي كانت في برج الحراسة كانت نائمة.

شرطة الاحتلال تعتقل 3 شبان بعد اقتحام الناعورة

كما اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، ثلاثة شبان بعد اقتحامها قرية الناعورة الواقعة تحت سلطة مجلس جلبوع الإقليمي، وإجراء عمليات تفتيش وبحث ومصادرة لتسجيلات كاميرات المراقبة.

وأفادت مصادر إعلامية، أن قوات الاحتلال اعتقلت 3 شبان من قرية المشهد في الجليل يعملون في مخبز لهم في الناعورة.

وأفاد عضو مجلس الناعورة نور زعبي أن شرطة الاحتلال اعتقلت الشبان من مخبزهم في الناعورة، واحتجزتهم للتحقيق.

وأوضح زعبي أن شرطة الاحتلال اعتقلت الشبان بعد أن قامت بتفتيش كاميرات المراقبة الخاصة بمخبزهم في الناعورة، في حين تنتشر أقاويل برصد كاميرات المراقبة دخول أشخاص يشتبه أن يكونوا من الأسرى الذين نجحوا بالخروج من سجن جلبوع، أثناء دخولهم  حمامات مسجد قريب من المخبز بعد حوالي ساعتين من عملية هروبهم.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى