اعلن مكتب وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم الإثنين، إن غانتس التقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، الليلة الماضية، بعد ساعات فقط من عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، من واشنطن.
وأوضح مكتب غانتس، أن اللقاء ناقش القضايا الأمنية والسياسية والمدنية والاقتصادية بين الطرفين.
وأضاف أن غانتس أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن إسرائيل مستعدة لسلسلة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة في الضفة الغربية.
وأشار مكتب وزير الجيش إلى أن الطرفين ناقشا أيضًا تشكيل الواقع الأمني والاقتصادي والمدني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وحضر الاجتماع رئيس مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية غسان عليان والوزير الفلسطيني حسين الشيخ ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.
وفي نهاية المناقشة المهنية، عقد وزير الجيش بيني غانتس ورئيس السلطة الفلسطينية عباس اجتماعًا فرديًا.
وكتب غانتس على تويتر بعد الاجتماع الذي عقد في وقت متأخر من الليل ونشرت تفاصيله بعد منتصف ليل الاثنين بقليل: “التقيت هذا المساء برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبحث قضايا سياسية أمنية ومدنية واقتصادية”.
وأوضح غانتس: “لفد ناقشنا أيضا الأوضاع الأمنية والاقتصادية في الضفة الغربية وغزة واتفقنا على مواصلة التواصل بشكل أكبر حول القضايا التي أثيرت خلال الاجتماع”.
من جهته، قال وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ إن أبو مازن التقى في رام الله وزير الجيش بيني غانتس، وبحث معه العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية من كل جوانبها.
وحسب مصادر إعلام إسرائيلية، فأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، لا يخطط لإجراء محادثات مع عباس، بل صرح مرارًا أنه لا ينوي الإنخراط في عملية سلام، في المقابل ،فيما أبدى غانتس اهتمامًا بالتحدث مع عباس، وقد اتصل به هاتفياً في يونيو لتهنئته بعيد الأضحى المبارك.
واكدت وسائل الإعلام العبرية أن بينيت الذي عارض مثل هذا الاجتماع في البداية، أعطى الضوء الأخضر لهذه الخطوة.
كما كشف مقرب من بينيت، النقاب عن عدم وجود أفق حل سياسي مع السلطة الفلسطينية، في الوقت الراهن، ولن يكون مستقبلاً.
وأوضح المصدر المقرب أن لقاء وزير الجيش غانتس برئيس السلطة عباس، كان فقط من أجل القضايا العسكرية، وعمليات التنسيق الأمني بين الجيش والسلطة.
وأشار أنه لا توجد عملية سياسية مع الفلسطينيين في الوقت الراهن، ولن تكون هناك عملية سياسية في المستقبل القريب.
وأضافت، أن الاجتماع جاء في الوقت الذي تمر فيه السلطة الفلسطينية بأزمة مالية عميقة وتجديد الفلسطينيون للمواجهات على الحدود في غزة، وينظر إليه على أنه جزء من سلسلة خطوات لتقوية سلطة عباس، وليست إشارة لاستئناف محادثات السلام.
يشار إلى أن هذا أول لقاء رسمي لمسؤول حكومي إسرائيلي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منذ عام 2010.
وقد أثار الإعلان عن اللقاء الذي جمع الرئيس عباس بوزير الحرب غانتس، موجة من التعليقات لدى الصحفيين والمحللين الإسرائيليين في وسائل الإعلام المختلفة.
وقال “تال ليف رام”، المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، العبرية أن “إسرائيل” ترغب حالياً بتقوية السلطة الفلسطينية وإضعاف حركة حماس، وأضاف أن هذه “الرغبة يجب أن تتزامن مع إظهار القوة في التعامل مع حركة حماس بقطاع غزة”.
وفي السياق، قال “يهوناتان ليس”، الكاتب في صحيفة “هآرتس”، أن اللقاء بين عباس وغانتس يعتبر “أول لقاء رسمي بين وزير إسرائيلي والرئيس الفلسطيني منذ عام 2010، بينما التقى رئيس الاحتلال السابق شمعون بيرس بالرئيس أبو مازن عام 2013 ولكن بصورة غير رسمية”.
في حين قال “يوئاف زيتون” محلل صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “الجانبين اتفقا على عدم نشر أي صورة من اللقاء”، وكشف أن “اللقاء الذي استمر حوالي ساعتين ونصف، شهد جلسة منفردة بين الرئيس الفلسطيني وغانتس لمدة 40 دقيقة”.
وأضاف أن “غانتس تعهد خلال الاجتماع بتقديم سلسلة من التسهيلات الاقتصادية والمدنية للسلطة الفلسطينية، بهدف زيادة الاستقرار الأمني في الضفة”، وقال إن غانتس وعباس تحدثا حول “استمرار التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والشاباك وجيش الاحتلال”.
حركتا الجهاد وحماس تدينان اللقاء
هذا وقد أدانت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس هذا اللقاء الذي جمع عباس وغانتس، في مدينة رام الله، الليلة الماضية.
وقال الناطق باسم حماس، عبد اللطيف قانوع، في تصريح صحفي إن اللقاء “طعنة في ظهر شعبنا وتضحياته وخيانة لدماء الشهداء”.
وتابع: “عباس يواصل مسلسل السقوط والتخلي عن القيم الوطنية، ويعمل على تجميل وجه الاحتلال”.
من جانبه، اعتبر الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق السلمي، أن “دماء الأطفال الذين قتلهم جيش الاحتلال بأوامر من غانتس، لم تجف بعد، اللقاء بين رئيس السلطة وغانتس الذي جاء على وقع جرائم الاحتلال وحصاره وعدوانه هو طعنة لشعبنا”.
وأضاف يقول أن “السلطة تدير الظهر للحوار الوطني وتضع شروطاً عليه، كان من المفترض على السلطة أن تستثمر نتائج معركة سيف القدس، لإسقاط مشاريع الاحتلال، بينما يتسابقون للقاء قادة العدو ويضعون يدهم في الأيدي الملطخة بالدماء البريئة، ويعززون ارتباط السلطة أمنياً وسياسياً مع عدو الشعب الفلسطيني”.
وقال: “السلطة ما زالت تراهن على أحلام وأوهام التسوية، حتى هذه اللحظة تجربة المفاوضات لم تقدم للشعب إقامة الدولة الفلسطينية ولم توقف الاستيطان ولم ترفع حتى حاجزاً من الضفة، المستغرب أن السلطة ما زالت تراهن على المفاوضات، ثبت بشكل قاطع أن المفاوضات محطة نهائية لتصفية القضية الفلسطينية”.
واعتبر أن على “السلطة أن تعيد حساباتها وتعزز نهج المقاومة، الذي يحظى بإجماع فلسطيني، لأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة والمواجهة”.
وعن المطلوب من فصائل المقاومة في مواجهة هذا المسار، أردف قائلاً: “بعد معركة سيف القدس شهدنا وحدة استثنائية بين مكونات شعبنا، كان يجب تعزيز مشروع الوحدة وأن يبنى عليه من خلال إعادة بناء البيت الفلسطيني على أساس نهج المقاومة، إلا أن السلطة حتى هذه اللحظة ما زالت تضرب بعرض الحائط التوافق الوطني، ونقول إن على السلطة ترتيب البيت الفلسطيني على الأسس الجديدة التي تخدم مصالح الشعب الفلسطيني”.