في إحدى ليالي يناير 1966، وقفت لبنان كلها تستمع إلى الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، عندما غنى في مدرج لبنان الكبير بأحد المصايف.
وقتها وقف 3 آلاف من حضور الحفل ايغنوا مع عبدالحليم أغنية «صورة» حتى استغرق غناؤها على المسرح أكثر من ساعة ونصف الساعة.
وقد استعان عبدالحليم حافظ بخمسة من أعضاء الكورس اللبنانيين، فيما ألح الجمهور على عبدالحليم لكي يغني “صورة” التي تشيد بانجازات عهد جمال عبد الناصر.
لم يكن الجمهور كله من اللبنانيين، بل كان ايضا من العراقيين والسوريين والأردنيين، وقد نشرت بعض الصحف اللبنانية وقوع بعض التشويشات في الحفلة حيث حاولت قلة من الموجودين إحداث بعض الشغب، لكن الشرطة اللبنانية سرعان ما حسمت الأمر.
وقد لاقى عبدالحليم حافظ نجاحا كبيرًا في هذه الحفلة لم يحدث من قبل في لبنان، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار المصرية في 18 يناير 1966.
ولد عبدالحليم علي شبانة «عبدالحليم حافظ» في 21 يونيو 1929 بقرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعليا.
توفيت والدة العندليب بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم عبدالحليم عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب والأم من قبل، وليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة.
كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمّر حياته ( حيث أجرى خلال حياته واحدا وستين عملية جراحية)، ثم التحق بعدما نضج قليلا بكتّاب الشيخ أحمد.
ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته، ثم التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، وقدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأوبوا عام 1950.
تم اكتشاف عبدالحليم شبانة على يد الإذاعي حافظ عبدالوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه حافظ بدلا من شبانة، وأجيز عبدالحليم في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة «لقاء» كلمات صلاح عبدالصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، وأغنية «يا حلو يا أسمر» كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي.
وعندما غنى «صافيني مرة» كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952 رفضها الجمهور، لكنه أعاد غنائها في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، وبعد سلسلة من النجاحات رحل في 30 مارس 1977.