رام الله – في تحدٍ واضح لموقف الشعب الفلسطيني الرافض من التطبيع مع الاحتلال، أكد رئيس السلطة محمود عباس، “أن مشاركة طواقم الدفاع المدني الفلسطينية في إخماد الحرائق في جبال القدس، جاءت بدافع من إنسانية دولة فلسطين وشعبها بغض النظر عن أي شيء”.
وشدد هذا العباس على أن “فلسطين تبادر دوما لمثل هذه المساعدات الإنسانية مهما كلفت من ثمن”.
وتلقى عباس، مساء أمس، اتصالا هاتفيا من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومير بارليف، قدم خلاله الشكر على مشاركة الدفاع المدني الفلسطيني في إخماد الحرائق التي اندلعت غربي القدس المحتلة خلال الأيام الماضية.
ووصف الوزير الإسرائيلي الحرائق بالمأساة الكبيرة، وقال إن المساعدة الفلسطينية كانت مهمة ومؤثرة.
كما عبر وزير الجيش في حكومة الاحتلال بيني غانتس، عن شكره لرئيس السلطة وحركة فتح محمود عباس، بعد إرساله طواقم إطفاء فلسطينية، لإطفاء حرائق في جبال القدس المحتلة، وذلك بعد يوم واحد من استشهاد 4 شبان في جنين.
وقال غانتس في تغريدة على “تويتر” امس الاول: “أود أن أشكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على مبادرته بإرسال رجال إطفاء لمساعدة إسرائيل، فالتعاون والتنسيق المتبادل لإنقاذ الأرواح، هو مصلحة مشتركة لنا جميعاً”.
وجاءت خطوة محمود عباس بعد يوم من قيام الاحتلال باغتيال 4 شبان خلال اقتحامها مخيم جنين، وهم: صالح أحمد محمد عمار، وأمجد إياد حسينية من مخيم جنين، ورائد زياد عبد اللطيف أبو سيف، ونور الدين عبد الإله جرار من مدينة جنين.
وكان عباس قد أرسل عدة فرق من الإطفاء الفلسطيني لمساعدة الاحتلال في إخماد الحرائق التي اندلعت في جبال القدس منذ عدة أيام، والتي أسفرت عن احتراق مئات الدونمات من الأشجار.
وذكرت صحيفة يديعوت أن السلطة عرضت المساعدة في إخماد حرائق جبال القدس، وتم قبول العرض، وقد أرسلت السلطة الفلسطينية 4 فرق إطفاء (20 إطفائي و 4 سيارات إطفاء) من الضفة الغربية.
وقالت الصحيفة إن “رجال الإطفاء الفلسطينيين وصلوا إلى محطة إطفاء بيت شيمش، وبدأوا بالانضمام إلى جهود الإطفاء يداً بيد مع فرق الإطفاء الإسرائيلية”.
يشار إلى أنه في شهر آذار الماضي – قبل شهرين فقط – توفى ثلاثة أطفال فلسطينيين من عائلة الرجبي في حريق اندلع في منزلهم بالبلدة القديمة بالخليل، بعد أن منع الاحتلال الإطفاء الفلسطيني من الوصول إلى المنزل والعمل على إخماد الحريق.
صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن الحريق متعمد
هذا وقد كشف موقع “يديعوت أحرونوت” العبري، اليوم الخميس، أن الحريق الذي اندلع في جبال القدس لأكثر من يومين نتج عن حريق متعمد (من اعمال المقاومة).
واعتمد الموقع العبري في استنتاجه على صور وصلت اليه من الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”.
وتظهر صورة الأقمار الصناعية أن الحريق اندلع في ثلاثة مراكز في نفس الوقت، بالقرب من مستوطنة بيت مئير، بالقرب من شويفا ومركز آخر بالقرب من رمات رزيل وجفعات ياريم.
وأكد خبراء، أنه لم يتم التقاط الصورة بمجرد اندلاع الحريق، ولكن بعد مرور بعض الوقت فقط، عندما وصل القمر الصناعي إلى المنطقة، على الرغم من مرور الوقت، لا تزال تظهر في الصورة ثلاثة مراكز احتراق بدون خط نار يربطها.
وبحسب عميتاي دان، الباحث في أمن المعلومات ومحلل الاستخبارات، فإن المسافة بين كل مركز حوالي أربعة كيلومترات.