قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوظريطة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الأربعاء، إن “استئناف علاقاتنا مع إسرائيل يعكس رغبة الملك محمد السادس، بإعادة تفعيل آليات التعاون بين المملكة المغربية وإسرائيل”.
وشدد بوظريطة على أن “العاهل المغربي، يرى أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين”، منوها إلى أن “هناك حاجة ماسة لإعادة بناء الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين والحفاظ على مبدأ حل الدولتين”.
من جانبه، عبر وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد عن امتنانه “لرؤية الملك محمد السادس الشجاعة للعلاقات بين إسرائيل والمغرب” مشددا على أن “الصداقة بين مع المغرب قائمة على التواصل والسعي لحل النزاعات”.
وأكد لابيد أن “الاتفاقات الموقعة ستجلب لبلداننا الابتكار والفرص لصالح أطفالنا – وأطفالهم – لسنوات قادمة”
ووقع الطرفان مذكرة تفاهم لإحداث آلية للتشاور السياسي بين البلدين، والتي تهدف إلى المساهمة في تعميق وتقوية العلاقات المتعددة الأوجه والتعاون بين البلديــن.
وتهدف المذكرة إلى إجراء الطرفين لمشاورات منتظمة بشأن استعراض جميع جوانب علاقاتهما الثنائية وستشمل مشاورات التعاون الثنائي جميع المجالات، خاصة في التعاون السياسي وكذا الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني والثقافي.
كما وقع الجانبان اتفاقا خاص بالتعاون في مجال الثقافة والرياضة والشباب بين حكومة المغرب وحكومة إسرائيل.
هذا الاتفاق حدد الإطار العام الذي سيعمل وفقه الطرفان، على تشجيع وتطوير التعاون في مجالات الثقافة والرياضة.
أما الاتفاق الثاني، فيركز على تعزيز الخدمات الجوية بين حكـــومــة المملكــة المغربيــــة وحكـــومــة دولة إسرائيل.
ويهدف الاتفاق إلى تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية والتعاون بشأن الخدمات الجوية بين البلدين، كما يرمي إلى تطوير نظام طيران دولي قائم على مبدأ المنافسة بين شركات الطيران.
ويهدف أيضاً إلى إقامة شبكة نقل جوي قادرة على توفير خدمات جوية تستجيب لحاجيات العموم فيما يخص خدمات السفر والشحن الدوليين بأسعار وخدمات تنافسية في الأسواق المفتوحة، بالإضافة إلى ضمان أعلى درجات السلامة والأمن في النقل الجوي الدولي.
وكانتت طائرة ة وزير خارجية إسرائيل قد حطت، مساء اليوم الاربعاء، في مطار سلا في عاصمة المملكة المغربية، الرباط. حيث تواجد في المطار لاستقباله كل من نائب وزير الخارجية المغربي محسن جزولي، ومدير عام الخارجية المغربية فؤاد يزور، ورئيس مراسيم الاستقبال أنس خالص.
وكان لابيد قد انطلق صباح اليوم، الأربعاء من مطار بن غوريون، متوجهًا الى الرباط في زيارة تستغرق يومين للقاء نظيره المغربي ناصر بوظريطة في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول اسرائيلي رفيع المستوى، منذ التوقيع على اتفاق التطبيع برعاية الولايات المتحدة.
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها قناة i24News العبرية من مصادر مطلعة في المغرب، فإن وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لابيد سيبدأ اليوم زيارة تستغرق يومين، الى الرباط برفقة وفد يضم مسؤولين في قطاعات متعددة، على رأسها السياحة والشغل والصحة والأوبئة.
وعلى جدول الزيارة الرسمية زيارة ضريحي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، يتبعها لقاء لابيد مع نظيره المغربي ناصر بوظريطة للتوقيع على ثلاث اتفاقيات تهدف الى تعميق التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين. ويتم في اليوم الثاني للزيارة افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط بحضور وزير الخارجية الإسرائيلي.
وبذلك ستكون هذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية إلى الرباط، منذ إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في ديسمبر/كانون الأول من العام المنصرم. مع العلم أن آخر زيارة لوزير خارجية اسرائيلي الى المملكة المغربية تمت قبل 18 عامًا قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك سيلفان شالوم في عام 2003.
وينتظر أن يلتقي مسؤولون إسرائيليون بوزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي المغربية، نادية فتاح العلوي، ومسؤولين بوزارة الصحة المغربية، للتباحث بشأن مواجهة تداعيات وباء كورونا.
كما يتضمن برنامج الزيارة، إقامة الصلاة بعد غدٍ الخميس في أحد الكنس مدينة الدار البيضاء، ويختتم بعدها الوفد الإسرائيلي زيارته بمؤتمر صحفي في أحد فنادق العاصمة الاقتصادية.
فصائل المقاومة: زيارة لبيد للمغرب جريمة
وفي غزة قالت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إن زيارة وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد للمغرب وافتتاح مكتب إسرائيلي فيها جريمة بحق العروبة وتضحيات الشعب الفلسطيني والأمة.
وأكدت في تصريح وصل معا أن افتتاح هذا المكتب الخبيث يفضح مستوى الانحدار الوطني والأخلاقي الذي وصل له المطبعون في المنطقة.
ونوهت أن افتتاح المكاتب والممثليات الإسرائيلية تتعارض مع تطلعات ورغبات شعوب الأمة التواقة إلى تحرير فلسطين والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت “لن تُفلح السياسات الأمريكية والإسرائيلية في ثني شعبنا عن التمسك بحقه في أرضه، وستبقى قضية أسرانا الابطال عنوان لكل حر ووطني وشريف”.
وشددت على أن أي اتفاقيات تُحيي مسار التفاوض العقيم، وترسّخ التعاون الأمني بين السلطة والاحتلال فيما يخدم المحتل هي اتفاقيات مشبوهة مرفوضة وغير مقبولة.