يا للعار.. السعودية تحكم على “دبلوماسي حماس” الدكتور محمد الخضري بالسجن 15 عاما !!!!

 

عمّان / خاص – خدمة قدس برس

لم تشفع للدكتور محمد الخضري، سنيه الثمانين، أو معاناته مع معرض السرطان الذي ينهش جسده، ولا حتى كونه ممثلا سابقا لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالسعودية، من الحكم عليه بالسجن، لمدة 15 سنة، بتهم تتعلق بدعم “المقاومة الفلسطينية”.

وعلمت “قدس برس” أن المحكمة الجزائية السعودية، أصدرت أحكامها، اليوم الأحد، بحق عدد من أهالي المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين، فيما وصف أهالي معتلقين، الأحكام بأنها “قاسية”، بحيث تراوحت الأحكام بين البراءة، والسجن لمدة 22 عاما، قابلة للاستئناف بعد 40 يوما.

وكانت المحكمة أصدرت قبل أيام قرارا على نحو مفاجئ، قدّمت من خلاله موعد الحكم النهائي إلى الأحد، بعدما كان من المفترض إصداره في تشرين أول/ أكتوبر المقبل.

وتعود تفاصيل علاقة القيادي محمد صالح الخضري (83 عامًا)، بالسعودية، إلى العام 1993، إذ تم تعينه كأول ممثل لحركة “حماس” بالمملكة، متمتعا بالصلاحيات الدبلوماسية كافة.

ومع اشتداد ذروة الانتفاضة الأولى (1987-1994) وبروز دور مهم لـ”حماس” فيها، فتحت الحركة مكتب تمثيل رسمي لها على ساحل البحر الأحمر في مدينة جدة، بقيادة “الخضري”، ليكون “سفيرها” في السعودية، بمباركة الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية آنذاك.

كان الخضري، وفق شقيقه عبد الماجد، والذي تحدث لـ”قدس برس” عن تفاصيل وصول المعتقل “محمد” لمنصب “دبلوماسي حماس”، آنذاك قادما من دولة الكويت، التي عاش فيها ثلاثة عقود، منذ تخرجه من كلية الطب في القاهرة عام 1962، وانضمامه للجيش الكويتي، إذ عمل في المستشفى العسكري، ليصبح مديرا تنفيذيا برتبة “عميد طبيب”.

وفي عام 1991 وبعد احتلال الكويت، اضطر كحال أغلب الفلسطينيين للمغادرة، حيث استقر به المطاف في الأردن لمدة عامين، قبل الانتقال إلى السعودية.

واستعرض الخضري عمل شقيقه على مدار عقدين من الزمن كممثل لحركة حماس في السعودية (1993-2010)، إذ بقي في هذا الموقع حتى عام 2010.

وأوضح أنه خلال تلك الفترة تناوب على الاستخبارات السعودية كل من: تركي الفيصل، ونواف بن عبد العزيز، وبندر بن سلطان، ومقرن بن عبد العزيز، وجميعهم كانوا يتواصلون معه بشكل رسمي، كما تم تعيين ضابط برتبة لواء للتنسيق معه يدعى، محمد الغامدي (أبو سعود).

ولعب الخضري دورًا مهمًا في توطيد علاقة “حماس” مع السعودية، لا سيما خلال جولة الشهيد الشيخ أحمد ياسين الخارجية، وزيارته للرياض، في صيف العام 1998، بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال، ولقائه مع ولي العهد السعودي آنذاك عبد الله بن عبد العزيز، إذ كان ممن حضروا اللقاء.

وأشار الخضري إلى أن شقيقه عمل خلال فترة العاهل السعودي الأسبق فهد بن عبد العزيز، والسابق عبد الله بن عبد العزيز، بجمع التبرعات بشكل رسمي لصالح فلسطين، وتوجد مكاتبات رسمية بينه وبين المسؤلين السعوديين بذلك.

وبيّن أن شقيقه “محمد” منذ اعتقاله من منزله قبل عام، خاطبت العائلة الجهات الحقوقية والدولية كافة، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، من أجل الإفراج عنه، لكن دون جدوى.

وكشف النقاب أن العائلة رفعت دعوى قضائية في المحاكم البريطانية لطلب الإفراج عنه.

و”الخضري” من مواليد مدينة غزة في العام 1938، أتم دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارسها، قبل التوجه إلى مصر عام 1956، لدراسة الطب في جامعة القاهرة، وقد تخرج منها عام 1962، ليعود إلى غزة، ويعمل في مستشفى الشفاء الطبي، لمدة 9 شهور، قبل أن يغادرها إلى الكويت.

وفور وصول “الخضري” إلى الكويت عام 1963، عمل في شركة طبية خاصة، ومن ثم التحق بالجيش الكويتي كطبيب، وبعد فترة، حصل على درجة “الزمالة” من جامعة “إدنبرة” البريطانية، في تخصص أنف وأذن وحنجرة، وبقي في الكويت.

وكشف الخضري أن شقيقه شارك في حرب حزيران عام 1967 ضمن القوات الكويتية، التي أرسلت لمساعدة القوات المصرية على جبهة قناة السويس، وكذلك في حرب تشرين/ أكتوبر 1973، حيث كان ضمن القوات الكويتية لمساعدة القوات السورية على الجبهة السورية، وله عدة مؤلفات في الدراسات القرآنية والإسلامية.

وذكر أن السلطات السعودية اعتقلت شقيقه ونجله في نيسان/ أبريل 2019، وأبقته في العزل الانفرادي حتى تموز/ يوليو 2019، في سجن “ذهبان” بمدينة جدة، وسمحت له لاحقًا بزيارات شهرية قبل عرضه على المحكمة في أول جلسة، آذار (مارس) 2020، حتى موعد صدور الحكم اليوم الأحد، بالسجن لـ(15 عاما).

وأفاد الخضري بأن تهمتين تضمنتهما لائحة الاتهام بحق شقيقه، الأولى الانتماء إلى “كيان إرهابي”، دون توضيح ماهية التنظيم، والثانية جمع تبرعات للفقراء الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى