حقاً انه شعب الجبارين.. احمد شلبي (نجل بطل عملية زعترة) ينتزع تفوقه بامتحان التوجيهي من تحت ركام منزله في ترمسعيا

 

رام الله – صفا
أمام ركام منزل أسرته، يستقبل الطالب أحمد منتصر شلبي المهنئين عقب تفوقه في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) وحصوله على معدل 92% في الفرع الأدبي.

شريط من الذكريات يمر في خاطر شلبي الذي قضى سني دراسته تحت سقف المنزل الذي أصبح ركاما، بعد أن فجره الاحتلال انتقاما من والده “منتصر” بطل عملية زعترة مطلع شهر مايو الماضي، واعتقاله بعد أيام من المطاردة.

وفي قرية ترمسعيا شمالي رام الله، ورغم المطاردة والاعتقال والهدم، انتزعت أسرة الشلبي بعضًا من الفرحة، في ظل المعاناة التي ما زالت تلاحقها بفعل إجراءات الاحتلال.

ويقول أحمد شلبي لوكالة “صفا” إن: “العام الجاري كان من أصعب الأعوام في حياتنا، إذ اعتقلني الاحتلال خلال الامتحانات التجريبية لمدة أسبوعين، وما زالت معاناتنا مستمرة”.

ويضيف: “لقد تعرض والدي للملاحقة وسط حالة نفسية صعبة شهدتها الأسرة، وكنا لا نعرف النوم، ولكنني تحديت الصعاب وتحديت نفسي من أجل تحقيق هذا الهدف، فكنت لا أعرف طعما للنوم أو الراحة لمتابعة دراستي وتحقيق ما أخطط له”.

ويتابع: “كان أبي دائم التشجيع لي للمواظبة على الدراسة والتفوق وتحصيل درجة عالية حتى وهو داخل سجنه..” أنا رفعت راس أبوي وحصلت على النتيجة اللي بدي إياها عشان أفرحه”.

ويؤكد الشلبي أن الاحتلال يسعى لإحباط العائلة، وكان هدم المنزل بعد الاعتقال قد شكل لنا ضربة كبيرة لا توصف.

ويقول: “شعرت أنني انتزعت نجاحي من تحت ركام منزلنا المهدوم، رغما عن الاحتلال.. هذا النجاح تحدٍ للاحتلال وتفوق على كل أفعاله بحقنا”.

ويوجه شلبي رسالة لوالده بقوله: “اليوم يتوجه والدي للمحكمة، وأقدم له نجاحي هدية، حتى يشعر بالفخر رغم القيود في يديه”.

ويطمح شلبي لدراسة تخصص المحاسبة في الجامعة، آملا أن تتكل فرحة أسرته بتحرير والده.

بدورها، تقول زوجة شلبي إن: “الاحتلال شتتنا بالهدم والاعتقال، وقضينا أكثر من شهرين في حالة يرثى لها، حتى جاء هذا اليوم واستعدنا جزءا من فرحنا”.

وتضيف الام شلبي: “ابني أحمد نجح وأنسانا الألم قليلًا، لكن الفرحة لا تكتمل إلا بخروج منتصر”.

وتعبر شلبي عن دهشتها من النتيجة التي حصل عليها نجلها رغم مرور العائلة بظروف صعبة، مضيفة: “لم أتخيل ولو للحظة أن يحصل أحمد على معدل كهذا، بل خشيت أن يخسر سنة دراسية جراء اعتقاله لمدة أسبوعين، وألا يستطيع الدراسة في أحوال كهذه”.

وبكل بهجة وسرور، تعبر شلبي عن مشاعرها: “أحمد فرّحنا وفرح أبوه بسجنه.. انبسطنا كثير ورفع راسنا.. وإن شاء الله بنفرح وبفرح كل أهالي الأسرى بتحريرهم”.

البطل منتصر شلبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى