بايدن.. ويافطة “حقوق الإنسان”!

لم ترتكب أمة في تاريخ البشرية جرائم إبادة وسياسات قهر بحق سواها من الأمم بقدر ما اقترفته الولايات المتحدة الأميركية، على قصر عمرها ومتأخر نشوئها. ونعني كماً وتنوعاً، حتى قياساً بما هي سليلتهن من الاستعماريات الأوروبيات، وعلى رأسهن مملكة الخبث البريطانية المتحدة، تليها فرنسا التكبُّر الأجوف والعجرفة المكابرة ذاتا الخلفية العنصرية، واسبانيا الإمبراطورية الزائلة، والمانيا النازية، يليهن البرتغال، بلجيكا، إيطاليا، هولندا الخ.
البداية كانت إبادة ملايين الأميركيين الأصليين، الذين أطلق الأوروبيون المستكشفون عليهم الهنود الحمر، والأفارقة المستعبدين الذين جلبوا من بلادهم لاسترقاقهم مقيَّدين في سفن شحن الحيوانات وألقيت بجثثهم في المحيط الأطلسي بعد أن نفقوا لاكتظاظٍ وقهرٍ وسوء معاملةٍ، ثم لكونها القوة الأساس في الحربين العالميتين ( الأوروبيتين) الوحيدتين في تاريخ البشرية، الحاصدتين لملايين الأرواح البشرية، أوروبيين وجنود مستعمرات زُجُّوا وقوداً لهما، والمستفردة بامتياز فظاعة ارتكاب المحرقتين النوويتين في هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، ومن بعد كوريا، والفيتنام، والعراق، وأفغانستان، وأصابعها المباشرة وغير المباشرة في كل المآسي الكونية، ومنه الدمار الذي لحق بسورية وليبيا العربيتين.. ولا ننسى من قبل ومن بعد فعائلها السوداء في اميركا اللاتينية.. ناهيك عن رعايتها، هي ومن هي سليلتهن، وضمانتهن لاستمرارية متواصل الجريمة الممتدة ل 73 عاماً في فلسطين المسماه “إسرائيل”.
بعد هذا لم تخجل، لا هي ولا من هي سليلتهن وبتن ذيلها من الاستعماريات المتقاعدات عجزاً، من رفع شماعة حقوق الإنسان، والجرائم ضد الإنسانية، كيافطةٍ وليس مبدأً، أو كذريعةٍ مزعومةٍ غالباً، وانتقائيةٍ دائماً، للتدخُّل العدواني في أربع جهات الأرض!
من سخريات القدر، أن يحرص بايدن على التمايز عن سلفه ترامب بالإطلالة على عالمنا ويده اليسرى رافعةً هذه اليافطة ويلهج صباح مساء بها، واليمنى استراتيجية إيقاف اضطراد تعاظم وتسارع صعود التنين الصيني الذي لم يعد ممكناً، ومحاصرة عودة الدب الروسي من سباتٍ شتويٍ صار من خلفه متوعّداً.. وكله وامبراطورية العم سام تتراجع سطوتها، وفي سبيلها للانكفاء مرغمةً، وآيلة لبداية انحدارٍ محتوم بحكم الصيرورة التاريخية للأمبراطوريات، وهو سر إنقسامها داخلاً وتزايد ارتباك عدوانيتها خارجاً.. منذ حرب الفيتنام لم تكسب الولايات المتحدة الأميركية حرباً من حروبها المتعددة.
. لكن، ولواهمينا، تذكروا أنها كانت وستظل، ومثلها سليلتهن ومن بتن ذيولها، عدوة أمتنا الأول، وستظل وهن معها، مع صنيعتهن، مع “اسرائيلهن”، حتى ولو بلغن أرذل العمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى