وداعا أحمد جبريل.. “أبا جهاد” القائد الامين

حالة من الحزن والألم والفقد الشديد أحسست بها عندما سمعت ما تناقلته وسائل الإعلام عن النبأ الحزين برحيل الزعيم العربي الفلسطيني الكبير أحمد جبريل، أبي جهاد القائد والمؤسس للجبهة الشعبية القيادة العامة، وأحد مؤسسي الجبهة الشعبية الأم ، وأحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية ، ومن أبرز القادة الفلسطينيين في القرن العشرين .
كنت في تلك اللحظة المصاحبة للرحيل المفجع لهذا الرمز الكبير ، أعاني شخصيا من ارتفاع الضغط الذي وصل لدرجة مزعجة ، ولم استطع الكتابة ولا حتى التعليق رغم ما كل في القلب .
ويعلم الله أنني كنت أحترق حزنا لرحيل هذه القامة ، الذي يكفيه فخرا أن قادة العدو الصهيوني وإعلامه وصفوه بالعدو الأول لكيانهم المزعوم ، وهو من قدم ابنه وفلذة كبده شهيدا على درب تحرير فلسطين القادم مهما طالت المسافات ، وتآمر المتآمرون والخونة .
وعندما استقرت أموري صحيا وجدت أن التعبير بالحزن عن هذا الرمز واجب وطني وقومي وأخلاقي ، خاصة بعد الذي نشره بعض الحاقدين من المرتزقة، وأحدهم على موقع الجزيرة نت ، حيث عاب على القائد الكبير أجمل وأروع مواقفه الوطنية العروبية في مقارعة أعداء الأمة ، ذلك المقال الذي تفوح منه رائحة النفط الأسود والغاز العفنة ومغازلة خونة الأمة ، حيث أن المقال يفضح صاحبه ويعريه .
فإذا سبق للإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ان قال عبارته الشهيرة ( تكلم حتى أراك ) فقد أصبح اليوم، ومع تقدم العصر: اكتب حتى أعرفك.
تصوروا ان المقال اياه يأخذ على القائد الكبير أحمد جبريل أبو جهاد رحمه الله وقوفه المبدئي لجانب الشقيقة سوريا وضد المؤامرة الكونية عليها من جماعات القتل والإرهاب المدعومة من كل شياطين الأرض وعلى رأسهم الكيان الصهيوني .
ومنزعج كاتب المقال الفضيحة لصاحبه من قيام قيادات الشعب العربي والفلسطيني بشكل خاص في دمشق ، رام الله ، بيروت ، وغزه بنعي الفقيد الكبير وتعديد مناقبه .
والأكثر مأساة أن الكاتب المرتزق إياه يصف عمليتي الجبهة الشعبية القيادة العامة اللتين صدق عليهم أبو جهاد فقيدنا الكبير أوجعتا قلب العدو الصهيوني، وهما عملية الخالصة عام 1974م ، وعملية شهداء قبية الطيران الشراعي، وإطلاق سراح مئات المناضلين والمجاهدين ومنهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين ، بأنها ذريعة اتخذها القائد أحمد جبريل ليغطي على تعاونه مع سوريا الأسد ، هكذا كتب والله حرفيا بلا خجل ولا حياء ، وكأن دعم سوريا أصبح جريمة .
كما أخد على القائد الكبير أحمد جبريل أنه أرسل قواته لدعم ليبيا بقيادة الشهيد معمر ألقذافي ضد تشاد ، التي كانت مدعومة من أعداء الأمة ، وهذا ما ذكره الكاتب المرتزق حرفيا .
أليست هذه المآخذ التي ذكرها الكاتب أكبر أوسمة تضاف لفقيد الأمة العربية وفلسطين بشكل خاص ، الذي حمى المخيمات الفلسطينية في لبنان والشتات ، وطبعا لا ننسى أن فقيدنا الكبير كان من أبطال معركة الكرامة حيث دافع عن ثرى الأردن، كما دافع عن فلسطين وسوريا وليبيا ، وكل بلاد العرب .
فقيدنا الكبير جسد المقولة الصحيحة لكل أحرار وحرائر العرب خاصة في سوريا الكبرى التي تقول: أنا فلسطيني وأردني ولبناني، ولكن من سوريا الكبرى .
رحم الله القائد الرمز أحمد جبريل الذي برحيله المفجع نزل الستار على آخر القادة الكبار لشعبنا العربي في فلسطين في القرن العشرين والواحد والعشرين .
ولكن ستبقى فلسطين وأمتها العربية ولادة، وستنجب بل وأنجبت قادة جددا، ولكن سيبقى أحمد جبريل أبو جهاد مدرسة للنضال والعمل القومي الجاد .
رحم الله الفقيد الكبير، وبالغ العزاء الحار لأسرته وكل أحرار الأمة وحرائرها من المحيط للخليج .
ولا نامت أعين الجبناء والخونة والمرتزقة .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى