سر تاريخي.. مناضلة تقدمية المانية تسرّب للمسؤولين في موسكو خطة هتلر السرية “بارباروسا” لغزو الاتحاد السوفيتي

وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إكليلا من الورد على ضريح الجندي المجهول في موسكو بمناسبة الذكرى 80 لاندلاع الحرب الوطنية العظمى.

وتحيي روسيا يوم 22 يونيو، يوم الذكرى والحداد، المناسبة المأساوية التي تؤرخ في هذا العام للذكرى الثمانين لبدء الحرب الوطنية العظمى، حين غزت فجأة جحافل الجيش النازي الأراضي السوفيتية في مثل هذا اليوم من عام 1941.

وقال الرئيس الروسي بعد أن وضع أكاليل الزهور على لوحات المدن البطلة في حديقة ألكسندر: “نحن نفعل كل شيء وسنواصل القيام بذلك حتى يكون وطننا دائما دولة عظمى قوية. وسنكون دائما ممتنين لأولئك المنتصرين الذين خطوا إلى الخلود، لمن أهدانا، وأجيال المستقبل، الحياة والسلام.

المجد الأبدي لأولئك الذين سقطوا من أجل حرية واستقلال الوطن! ذاكرة أبدية لهم”.

البداية..كيف علمت موسكو بنوايا ألغزو

تلقت موسكو في بداية عام 1941 نبأ تبني النظام النازي الحاكم في ألمانيا خطة شن الحرب على روسيا والجمهوريات السوفيتية المتحدة الأخرى.

وكانت فكرة الخطة، التي أطلق عليها اسم الإمبراطور الروماني فريدريك بارباروسا، أن تقهر القوات الألمانية الجيش الأحمر، جيش اتحاد الجمهوريات السوفيتية، في حرب خاطفة تدوم بضعة شهور، وتحتل أراضي الاتحاد السوفيتي.

جدير بالذكر أن الامبراطور بارباروسا كان قد لقي مصرعه غرقا في النهر أثناء الحرب الصليبية الثالثة، ولقيت “خطة بارباروسا” التي وقعها الزعيم النازي هتلر في 18 ديسمبر/كانون الأول 1940، نفس المصير حيث انتهت الحرب التي بدأتها المانيا في 22 يونيو/حزيران 1941 بهزيمتها وسقوط النظام النازي في مايو/أيار 1945.

الكشف عن الخطة السرية

وأحيطت “خطة بارباروسا” بالسرية الشديدة، ولم يعرف عن وجودها إلا بعض أركان النظم النازي الحاكم. وكشف هتلر عن نية الاعتداء على روسيا بالطريقة غير المباشرة قائلا في كلمة له أمام ضباط الجيش الألماني في 18 ديسمبر 1940 إنه من المجحف أن يملك 60 مليونا من الروس سدس اليابسة بينما يعيش نحو 90 مليونا من الألمان في قطعة صغيرة من الأرض.

وكانت الألمانية التقدمية المناهضة للنازية والفاشية، إلزي شتيبي، الملقبة بـ”ألتا” هي التي أخبرت موسكو بوجود خطة الاعتداء على روسيا. وتلقت مخابرات الجيش الأحمر في 29 ديسمبر 1940 رسالة من الملحق العسكري السوفيتي في ألمانيا جاء فيها إن “ألتا” أفادت أن هتلر أصدر أوامره بالتحضير للحرب على الاتحاد السوفيتي.
وذكر المؤرخ فلاديمير لوتا، مؤرخ المخابرات العسكرية الروسية، في حديثه لـ”سبوتنيك” أن “ألتا” أخبرت في بداية فبراير/شباط 1941 بأن الأوساط الحاكمة الألمانية ترى أن من الضروري أن تبدأ الحرب مع روسيا في هذا العام، وأن العمل بدأ على إنشاء ثلاث مجموعات من القوات لمهاجمة روسيا وشن الهجوم باتجاه مدن بطرسبورغ (لينينغراد) وموسكو وكييف.
وأخبرت “ألتا” في بداية مارس/آذار 1941 بأن العدوان على روسيا يجب أن يبدأ في فترة ما بين 15 مايو/أيار و15 يونيو/حزيران. وأبلغت “ألتا” مندوب المخابرات العسكرية السوفيتية في 7 يونيو 1941 أن من المقرر أن تبدأ الحرب على روسيا بعد 20 يونيو. وتم تأجيل بدء الحرب بسبب الخسائر المادية الكبيرة في يوغسلافيا.
وعلمت “ألتا” من الدبلوماسي الألماني رودولف فون شيليا في 20 يونيو أن الهجوم سيبدأ في اليومين المقبلين.

جهودها لا تذهب سدى

وبعد بدء العدوان في 22 يونيو استمرت “ألتا” في تزويد موسكو بالمعلومات الهامة حتى سبتمبر/أيلول 1942 عندما تمكنت الشرطة السرية الألمانية من الكشف عنها واعتقالها. وتم اغتيالها بقطع الرأس في ديسمبر/كانون الأول 1942.

وكانت “ألتا” قد علمت أن جهودها المبذولة لمساعدة روسيا على صد العدوان لم تذهب أدراج الرياح إذ حاصر الجيش الأحمر قوات النظام النازي التي أوكلت إليها مهمة الاستيلاء على مدينة ستالينغراد لقطع طريق الإمدادات من جنوب روسيا إلى وسطها، إيذانا بانتصار هام يجعل كفة روسيا هي الراجحة في الحرب مع ألمانيا المعتدية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى