21 يونيو.. يوم ميلاد العندليب ورحيل حبيبة عمره الساندريلا

شاء القدر أن يجمع بين اسميهما للأبد، وأن يقترن الحبيبان حتى وإن فرقتهما الحياة والفن، هكذا هى قصة العندليب عبدالحليم حافظ والسندريلا سعاد حسنى اللذين جمعهما الحب ولكن فرقتهما أشياء كثيرة.

ومن ترتيبات القدر أن يكون يوم ميلاد العندليب هو ذاته يوم وفاة السندريلا، فبينما تحل ذكرى ميلاد العندليب اليوم حيث ولد فى 21 يونيو من عام 1929، تحل ايضاً ذكرى وفاة السندريلا التى رحلت عن عالمنا أيضًا فى 21 يونيو من عام 2001.

وان كان الحب قد جمع بين قلبى العندليب والسندريلا واختلفت الأراء والشهادات حول زواجهما أو عدمه، فإن الثابت أن حليم وسعاد حالت الاقدار دون ان يجتمعا فى الفن وأن يجمعهما عمل واحد، رغم أنه كان مقدراً أن تقوم السندريلا سعاد حسنى ببطولة فيلم الخطايا، والمسلسل الإذاعى “أرجوك لا تفهمنى بسرعة”، ولكن ذلك لم يحدث فقد قامت ببطولة العملين نادية لطفى ونجلاء فتحى ، بالرغم من أن السندريلا رفضت العديد من العروض في سبيل أن تشارك العندليب بطولة أحد الأعمال، ومن ذلك رفضها مشاركة الموسقار الكبير فريد لاطرش بطولة فيلم “زمان يا حب” ولا تضيع فرصتها للوقوف أمام العندليب، فما سر عدم اشتراك العندليب والسندريلا فى عمل واحد؟

كان العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يحاول دائماً إنكار حبه للسندريلا سعاد حسني رغم قوة هذا الحب، حتى أنه بعدما ترددت أنباء كثيرة عن زواجهما ونشرت الصحف خبرا بذلك بعد رحلتهما معا إلى المغرب، سارع العندليب فور عودته لنفى خبر الزواج، وهو ما تسبب فى حزن السندريلا وقرارها الابتعاد عن عبدالحليم حافظ ونسيان هذا الحب، بحسب ما كتبه الكاتب الصحفى الكبير محمد بديع سربية صاحب مجلة الموعد خلال سلسلة حلقات نشرها بالمجلة، وتحولت إلى كتاب تحت عنوان “مشوار مع العندليب”.

وقال سربية: “كان عبدالحليم يبدو أمام سعاد حسنى كعاشق متيم وحبيب يهبها كل الحنان ولكن عندما يكونان وحدهما فقط ، أما إذا تواجدا فى مجتمع واحد فإنه يتعمد ألا يكلمها إلا بصورة عادية، وكأنه يريد أن يوحى للناس بأن الحب بينهما من طرف واحد، حتى قرررت السندريلا أن تنزع حبه من قلبها”.

وتابع سربية:” ابتعدت السندريلا عن العندليب وتركت شقتها الخاصة لتقيم فى شقة شقيقتها نجاة وأمرت الجميع ألا يخبر عبد الحليم حافظ بمكانها، وعندما شعر العندليب بحجم ما سببه لها من حزن تحدث مع نجاة فى أمر زواجه من سعاد ولكن لم تفرح السندريلا بالخبر وقالت فى هدوء :خلاص كل شيء انتهى وعبدالحليم صعب يتزوج وحتى لو تزوج فإننا لن نعيش مع بعض طويلا”.

وأشار سربية إلى أنه خلال هذه الفترة اتسعت شهرة السندريلا وانهالت عليها عروض الأفلام كالمطر، مؤكدا أنه حدث أكثر من لقاء بين سعاد حسنى والعندليب بعدها جعله يشعر بأن حبها له انتهى بالفعل، فسار كل منهما فى طريقه على القمة.

وأضاف صاحب مجلة الموعد أنه عندما كان العندليب يستعد لتمثيل وإنتاج فيلم الخطايا سأله المخرج حسن الإمام :”من ترشح لدور حبيبتك فى الفيلم “، فرشح العندليب الفنانة نادية لطفى، فسأله حسن الإمام : ولماذا لا ترشح سعاد حسنى، فرد العندليب: لا نادية لطفى أفضل”

وأكد سربية أن سعاد حسنى عرفت أن عبدالحليم إما أنه يخشى أن يبدو عليه أنه يحبها فعلا وليس تمثيلا، أو أنه يعاقبها على نسيان حبه بحرمانها من الوقوف أمامه فى أفلامه، مشيرا إلى انها لم تتأثر بموقفه، حيث كانت تنهال عليها العروض الفنية.

وأوضح سربية أن سعاد حسنى استطاعت أن تثأر من العندليب، بعد رفضه مشاركتها فى فيلم الخطايا وذلك عندما تعاقد العندليب عام 1972 على مسلسل لإذاعة الشرق الأوسط في رمضان وهو :”أرجوك لا تفهمنى بسرعة”، ورشح بنفسه سعاد حسنى لبطولة المسلسل ، واتصل بنفسه ليخبرها بذلك ، وأبدت سعاد موافقتها المبدئية وطلبت أن يرسل لها القصة، وبحسب سربية ظن العندليب أن سعاد حسنى لا يمكن أن ترفض عملا فنيا يجمعها به، فأسرع بإبلاغ الصحف بالخبر ، وأعلنه بنفسه فى حوار إذاعى ، ولكن السندريلا اعتذرت فى آخر لحظة بحجة كثرة مشاغلها السينمائية.

وأشار سربية الى أن كل الدلائل كانت تؤكد أن السندريلا أردات أن تثأر من العندليب وترد له رفضه مشاركتها معه فيلم الخطايا، فانتهزت الفرصة برفض المسلسل الإذاعى الذى عرضه عليها، وقامت ببطولة المسلسل الفنانة نجلاء فتحى.

غير ان هناك رواية مختلفة تفيد ان قصة الحب الملتهب بين السندريلا والعندليب قد اسفرت عن زواج عرفي دام قرابة ستة أعوام وافترقا عام 1965، حيث تحدث بعض أفراد عائلتها والمقربين منها بأنها تزوجت عرفيًا من عبد الحليم حافظ، وهو زواج أكده بعض الصحفيين المصريين مثل مفيد فوزي الذي يعد من أصدقاء عبد الحليم، قائلًا في إحدى الندوات في الإسكندرية: “إنه يحتفظ بمستندات وشريط كاسيت هام لهذه الواقعة ولكنه لا يريد استغلال مثل هذه القضايا الشخصية”.

وقد ظل هذا الزواج غير معترف به من قبل عائلتها إلى ما بعد وفاتها، حتى قالت “جانجاه عبد المنعم” أختها غير الشقيقة – عبر موقع الإنترنت الذي أنشأته حول سعاد – أن عائلتها قد اعترفت أخيرًا بزواج “سعاد” من عبد الحليم حافظ، وأضافته لقائمة أزواجها ليصبح عدد زيجاتها خمس زيجات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى