السكوت العربي والإسلامي عن شتم الصهاينة للنبي محمد !!!

تحتج الدوائر الرسمية، ويغضب كبار رجال الدين والإعلام الموالين للأنظمة التسلطية العربية والإسلامية، ويحركون الشارع العربي والإسلامي، ويقيمون الدنيا ويقعدونها إذا تم رسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رسومات مسيئة كما حدث في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، أو إذا انتقد مواطن، أو أساء كما يقولون ” للذات الملكية أو الأميرية أو السلطانية أو الرئاسية”، ويتهمون الكتاب والمثقفين الشرفاء الذين ينتقدون نفاقهم وخنوعهم للحكام بالخيانة والزندقة، لكنهم .. صمتوا ولم يحركوا ساكنا .. ضد الاعتداءات الصهيونية اليومية على الفلسطينيين والأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة، وتجاهلوا ” مسيرة الأعلام” وشتائم المستوطنين للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتعرضهم إلى شرفه ومقامه، ودعوتهم لقتل العرب، وتهديدهم بهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وحرق المدن والقرى الفلسطينية، واعتدائهم بشكل وحشي على رجال دين مسلمين ومسيحيين في القدس.
جاءت ردود فعل هؤلاء متخاذلة ومتطابقة مع المواقف الرسمية للحكومات العربية والإسلامية التي باعوا أنفسهم لها، واكتفوا بخطب ومقالات وتصريحات النفاق والإدانة الكاذبة الخجولة، ولم يقوموا بأي عمل ملموس لتعبئة الجماهير وممارسة الضغط الشعبي على الحكومات لاتخاذ مواقف ضد سياسات إسرائيل العدوانية وشتائم المستوطنين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وبالمقارنة مع مواقف رجال الدين والإعلاميين العرب والمسلمين الانهزامية، وقع 600 موسيقي وفنان عالمي رسالة دعوا فيها إلى مقاطعة إسرائيل ثقافيا ودعم القضية الفلسطينية، وانتقدوا الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين ووصفوها بالتطهير العرقي، وطالبوا حكوماتهم ودول العالم بالتوقف عن تمويل كافة المواد التي تدعم دولة الاحتلال، ودعوا الفرق الموسيقية والفنية إلى رفض تقديم العروض فيها. ووقع 250 صحفي يعملون في وسائل إعلامية مشهورة رسالة مفتوحة دعوا فيها إلى التوقف عن التعتيم على الاحتلال والقمع الممنهج الذي يمارسه الصهاينة ضد الفلسطينيين.
لا شك أن هناك رجال دين وإعلاميين ومثقفين معاصرين وقدامى رفضوا أن يكونوا أداة يستخدمها الحكام لتضليل الشعوب وتهدئتها وتسييرها. ففي زمننا الحاضر تعرض الكثير منهم للاضطهاد والتعذيب والاقصاء؛ وأئمة المذاهب الأربعة أبو حنيفة النعمان، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل، والمفكرون من أمثال جابر بن حيان، وابن رشد، وأبو العلاء المعري، ومحمد بن جرير الطبري وغيرهم سجنوا وعذبوا، وقتل بعضهم لأنهم تمسكوا بقول الحق، وحاربوا الباطل، ورفضوا الانصياع لأوامر ورغبات الحاكم الفاسد الظالم، ودافعوا عن أوطان الأمة ودينها وقيمها ومصالح شعوبها.
فلماذا نرى هذا العدد الكبير من الشيوخ والإعلاميين والمثقفين العرب والمسلمين العاصرين المنافقين الذين يطبلون ويزمرون للحكام، ويفتون بما يريدونه على حساب دينهم وأخلاقهم وتجاهلهم لاحتلال مقدساتهم وشتم الصهاينة لرسولهم؟ يبرر البعض مواقف هؤلاء المخزية بالقول إنهم يفعلون هذا حفاظا على حياتهم من بطش الحكام، ويتجاهلون الحقيقة وهي أن الشيوخ والمثقفين المخلصين يرفضون الاستسلام والذل، وإنهم دائما على استعداد أن يضحوا .. حتى بأرواحهم .. من أجل الحفاظ على مقدساتهم وأمن وازدهار أوطانهم وشعوبهم. ولهذا فإنه من المفترض أن تكون القدس والأماكن المقدسة والذود عنها حاضرة في وجدانهم، ولا يحق لهم الانشغال عنها وتجاوزها لأن القدس .. ليست للفلسطينيين فقط .. بل لجميع العرب والمسلمين، ولأن إهانة المستوطنين لرسول الله هي إهانة للدين الإسلامي والمسلمين جميعا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى