الحظ.. هكذا خدم بعض نجوم السينما المصرية وخذل البعض الآخر

 

كثيرا ما يلعب يلعب الحظ وقانون الصدفة دورًا كبيرًا في توزيع الأدوار في الأعمال الفنية، فقد يُكتب عملٌ لنجم ويقوم بالتحضير له لعدة أشهر، ولكن في النهاية يكون من نصيب فنانٍ آخر، وكما يقال «الدور بينادى صاحبه»، وهي مقولة شهيرة فى الوسط الفني المصري تؤكد أن كل دور يسير في مسار طويل إلى أن تصل إلى الفنان المناسب الذى يؤدى هذا الدور، ويتناسب معه.

يحفل الوسط الفني بالمصري العديد من الأعمال السينمائية والدرامية التي قُدمت بنجوم بدلاء آخرين، وكانت «وش السعد» عليهم، وحققت لهم نجومية كبيرة جعلت من اعتذروا عنها أو غابت عنهم تلك الأدوار يندمون ويتحسرون عليها.

وفيما يلي باقة من أبرز الأدوار التي قُدمت على الشاشة المصرية قديما وحديثا، والنجوم الذين كانوا مرشحين لبطولتها ثم البدلاء الذين اسعفهم الحظ في الفوز بها.

* البداية مع السيناريست الراحل مصطفى محرم، عن اعتذار حسن حسني المشاركة في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، وأرجع الأمر إلى نشوب خلاف بين الفنان الراحل، وجهة الإنتاج، بسبب ضعف الأجر المادي الذي كان معروضًا عليه، ليقدم الدور بعد ذلك الفنان عبدالرحمن أبوزهرة، ولم يكن حسن حسني، هو الفنان الوحيد الذي اعتذر عن الدور، فكان الفنان محمود عبدالعزيز، هو المرشح الأول لتقديم شخصية عبدالغفور البرعي، ولكنه اعتذر بسبب انشغاله وقتها بعمل فني آخر، وجاء بعدها الفنان نور الشريف الذي طلب إجراء بعض التعديلات على الدور، بينما كانت يسرا مرشحة لدور فاطمة كشري، الذي جسدته الفنانة عبلة كامل ببراعة شديدة، وكانت الفنانة الراحلة معالي زايد ضمن المرشحات للدور إلا أنه تم استبعادها من قبل فريق العمل بسبب تسببها فى العديد من المشاكل، على حد تعبيره.

وكان خالد النبوي ومحمد نجاتي، مرشحين لأداء شخصية عبدالوهاب التي قدمها محمد رياض، بينما كان فتوح أحمد مرشحًا لأداء شخصية سيد كشري، التي قدمها الفنان مخلص البحيري.

مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، مأخوذ عن رواية للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس، وسيناريو وحوار مصطفى محرم، إخراج أحمد توفيق، بطولة نور الشريف، عبلة كامل، محمد رياض، عبدالرحمن أبوزهرة، مصطفى متولي، حنان ترك، منال سلامة، وفاء صادق، ناهد رشدي، وياسر جلال.

* كذلك فيلم «البيه البواب»، كان من المقرر أن يقوم بدور البطولة به الزعيم عادل إمام، وبالفعل قام بتصوير أسبوع كامل من أحداث الفيلم، قبل أن يختلف مع الإنتاج ويقرر الانسحاب من الفيلم، وتقرير الشركة المنتجة للعمل فيما بعد إسناده للنجم أحمد زكى، الذي لم يترك الفرصة، وتمسك بها، وقرر أن يكون هذا العمل بوابته للنجومية الكبيرة، أيضاً كانت بطلة الفيلم هى الفنانة ميرفت أمين، وقبل التصوير بيوم واحد اعتذرت عن الدور، فقام الفنان أحمد زكي وقتها بترشيح الفنانة مهجة عبدالرحمن، وبالفعل أدت الدور على أكمل وجه بل أبدعت فى الدور.

وقالت الفنانة مهجة عبدالرحمن إنها ذهبت لكرداسة لشراء ملابس الشخصية بنفسها بعد أن أعطاها الإنتاج 500 جنيه، وكانت موفقة جدًا فى شراء ملابس الشخصية دون الحاجة لمساعدة استايلست محترف، وبعد عرض الفيلم أكد الجميع أن مهجة عبدالرحمن كانت الأنسب للدور وليست الفنانة ميرفت أمين، لبساطتها الشديدة وملامحها الريفية، وبالتأكيد كان الدور أكثر ملاءمةً على الأمبراطور أحمد زكي، وكأنه كتب له من البداية، خاصة أنه يجيد التحدث باللهجة الصعيدية بطلاقة.

* أيضًا اعتذر عادل إمام عن عدد من أهم الأدوار التى حققت نجاحاً كبيراً بعد أن قدمها نجوم آخرون، وكان من بين هذه الأدوار التى رفضها الزعيم بطولة فيلم «سواق الأتوبيس»، الذى كتبه السيناريست الكبير بشير الديك، وأخرجه عاطف الطيب؛ حيث رأى الزعيم أن شخصية البطل سلبية وليست محركة للأحداث فاعتذر عن الفيلم، ليذهب الدور للفنان نور الشريف ويُحقق نجاحاً كبيراً وحصل بسببه على العديد من الجوائز داخل وخارج مصر.

* ومن بين الأعمال المهمة التى عرضت على الزعيم عادل إمام للقيام ببطولتها مسلسل «رأفت الهجان»، خاصة بعد نجاحه الكبير فى تقديم شخصية جمعة الشوان، ولكن الزعيم اعترض على طريقة الفلاش باك فى السيناريو، ليذهب الدور إلى الفنان الكبير محمود عبدالعزيز ويصبح أحد أهم أدواره وإحدى العلامات المهمة فى تاريخه الفني، وفى تاريخ الأعمال عن الجاسوسية.

* كما اعتذر إمام عن القيام ببطولة فيلم «الكيت كات» الذى قدمه محمود عبدالعزيز وأصبح أحد أهم الأفلام السينمائية، ونال عنه عبدالعزيز عدة جوائز من مهرجانات مختلفة.

* أيضًا كان عادل إمام مرشحاً لبطولة مسلسل «أرابيسك»، ولكنه اعتذر عنها لتصبح شخصية حسن النعمانى أحد أهم أعمال الفنان الكبير صلاح السعدنى، كما رفض بطولة فيلم «النمر الأسود» والذي قام ببطولته النجم الأسمر أحمد زكى، وحقق نجاحاً كبيراً وكان بداية النجومية للفنان الراحل.

* وفي زمن الفن الجميل لعبت الصدفة أيضاً دوراً كبيراً في نجومية عدد من النجوم، منهم الفنان عمر الشريف، فعندما كان يصور فيلم «في بيتنا رجل»، اختلف مع المنتج بسبب حصوله على أجر أقل من رشدي أباظة، خاصة أن الفيلم يعتبر بطولته، ولكن تم وضع اسم رشدي أباظة في المقدمة لأنه كان الأكثر نجومية وقتها، وقرر عمر الشريف وقتها الانسحاب من الفيلم خاصة أن تغيير أجره حدث الاتفاق مع المنتج.

وعلى مضض استكمل الشريف تصوير الفيلم وكان في أقل درجات تركيزه أثناء التصوير، وجاء وقتها إلى مصر المخرج الإنجليزي ديفيد لين، في زيارة سريعة لكي يشاهد رشدي أباظة، ويختاره بطل لـ فيلم «لورنس العرب» بناءًا على ترشيحات آخرين له، ولكن ما حدث أن عمر الشريف هو من لفت نظر المخرج، وحل الشريف بديلاً لـ رشدي أباظة في فيلم «لورانس العرب» وبدأ من هنا مشواره في السينما العالمية.

* كذلك أيضاً لم يكن الفنان فريد شوقي المرشح الأول لفيلم «خرج ولم يعد»؛ حيث عرض الفيلم على الفنان محمود مرسي ورفض الدور ثم عرض على الفنان فريد شوقي، والذي رفضه أيضاً ثم عرض الدور علي الفنان حسن عابدين ورفضه هو الآخر، إلى أن عرض علي الفنان عادل أدهم الذي أبدي حماسة للعب الشخصية ولكن بعد فترة اعتذر ويرجع سبب عدم حماسة الأساتذة الكبار للدور هو أن الدور ليس دور البطولة وإنما دور ثاني بعد البطل يحيى الفخراني، الذي يقوم بأول أفلامه السينمائية كبطولة مطلقة ليبقي دور كمال بيه عزيز بدون ممثل، وبدأ المخرج الكبير محمد خان التصوير.

بل وأنهى بالفعل أسبوعين من التصوير وما زال دور كمال بيه عزيز فارغاً، إلى أن ذهب منتج الفيلم للملك فريد شوقي باعتباره عميد صناعة السينما كممثل ومنتج ومؤلف كبير في صناعة السينما، وطلب منه أن ينقذ الفيلم ويقبل بدور كمال بيه عزيز حتي لا يخرب بيت المنتج، وبالفعل وافق الفنان فريد شوقي علي تمثيل الدور إنقاذاً منه لمنتج الفيلم، وتم الانتهاء من الفيلم ولم يذهب فريد شوقي لمشاهدة الفيلم في السينمات بل وأسقطه من حساباته الفنية، إلى أن اتصل به المخرج الكبير محمد خان وأخبره بأن الفيلم قد فاز بالجائزة الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي وحصل الفنان يحي الفخراني علي جائزة أفضل ممثل والفنان فريد شوقي علي شهادة تقدير عن دوره في الفيلم.

وتم تصنيف فيلم «خرج ولم يعد» ضمن أحسن مائة فيلم مصري ويحتل المركز رقم 57 في القائمة، ويعتبر دور الراحل فريد شوقي في الفيلم من أجمل الأدوار التي مثلها في حياته والذي أشاد به الجمهور والنقاد.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى