نشر موقع “روسيا اليوم” الروسي تقريرا قصيرا تحت عنوان: كيف ستصبح قوة العرب إذا اتحدوا عسكريا بقيادة مصر؟
التقرير يقول ان العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي طرحوا هذا السؤال للإشارة الى ضرورة اتحاد العرب في ظل الظروف التي يواجهها العالم العربي حاليا.
ويقول ان البعض تساءل كيف ستكون قوة العرب العسكرية حيث تمتلك مصر أقوى جيش في المنطقة، والثالث عشر على مستوى العالم، بينما تمتلك الدول العربية الأخرى ثروة اقتصادية هائلة،.
ويضع تقرير روسيا اليوم أرقاما تقريبية للقوة العسكرية للعرب وفقا لموقع لإحصاءات الجيوش العربية على موقع جلوبال فاير باور.
يقول: إذا قرر العرب إنشاء جيش موحد تحت مسمى “الجيش العربي”، سيتكون هذا الجيش من 4 ملايين جندي و9000 طائرة حربية و4 آلاف طائرة هليكوبتر و19 ألف دبابة و51 ألف مدرعة حربية، تقريبا. وسيبلغ عدد قاذفات الصواريخ 2600 قاذفة صاروخية، بالإضافة إلى 16 غواصة، و900 سفينة حربية
كما يذكر ان القوة الاقتصادية العربية قد تبلغ 5 تريليونات و990 مليار دولار سنويا، وفقا لإجمالي الناتج القومي المحلي، والمساحة الاجمالية للمنطقة العربية ستصبح 13 مليون و 500 ألف كيلومتر مربع، وبالتالي ستحتل المرتبة الثانية، بعد روسيا الاتحادية، أما عدد السكان فسيصل إلى 385 مليون نسمة.
بعيدا عن لغة الأرقام التي أوردها التقرير في حد ذاتها وما تعنيه، الحقيقة المؤكدة التي يعرفها الكل انه لو اتحد العرب بأي شكل من أشكال الاتحاد، وحشدوا قدراتهم وامكانياتهم الموحدة في كل المجالات مجتمعة، فسنصبح واحدة من اكبر القوى العظمى في العالم. اذا حدث هذا لن يصبح العرب قادرون فقط على حماية بلادنا والدفاع عن مصالحنا وردع الأعداء، ولكن سنصبح قوة عظمى مؤثرة في تقرير شئون العالم كله.
المفارقة المأساوية حقا هنا ان الاتحاد العربي ليس حلما مستحيل التحقيق ولا وهما من الأوهام. العرب يمتلكون كل مقومات الاتحاد.
اكبر مقومات الاتحاد العربي التي نمتلكها اننا ننتمي الى امة عربية واحدة.. لغة واحدة وهوية عربية جامعة وانتماء قومي عربي يجمع شعوبنا. هذا وضع فريد ليس له مثيل في أي منطقة من مناطق العالم.
وبالطبع نمتلك كما تشير ارقام التقرير، كل مقومات القوة الاقتصادية والعسكرية. ونمتلك قوة بشرية عربية ضاربة.
العجيب ان مفكرين وأساتذة غربيين كتبوا دراسات في السنوات الماضية يعبرون فيها عن استغرابهم الشديد وعجزهم عن فهم لماذا يعجز العرب عن استغلال مصادر قوتهم ويحققون التكامل او الاتحاد.
سبق لي مثلا في احد تحليلاتي ان اشرت الى واحدة من هذه الدراسات الغربية تستغرب بشدة لماذا وكيف عجز العرب عن استغلال فترة الصعود القومي في الخمسينيات والستينيات في تحقيق ليس بالضرورة الوحدة السياسية، ولكن على الأقل التكامل الاقتصادي العربي. وتستغرب الدراسة كيف يعجز العرب حتى يومنا هذا في استغلال عوامل التوحيد القومي لدولهم وشعوبهم. هذه الدراسة تقول ان هذا وضع غريب وشاذ، فالحد الأدنى لترجمة ما يجمع الدول والشعوب العربية من روابط هو على الأقل تحقيق التكامل الاقتصادي، وهو ما لم يحدث.
اذن، مثل هذه الدراسات الغربية ترى ان التكامل الاقتصادي هو الأدنى المفترض بين الدول العربية، وان الاتحاد ممكن.
ما الذي ينقصنا اذن؟ لماذا يبدو الاتحاد العربي المفترض والممكن حلما بعيد المنال؟
نحن بحاجة قبل كل شيء، كما كتبت مرارا من قبل الى إعادة الاعتبار للعروبة.. الى انتمائنا القومي العربي والروابط القومية التي تربط دولنا وشعوبنا، والى تكريس هذا في الوعي العربي العام.
ونحن بحاجة الى تقوية مؤسسات التوحيد العربي الموجودة بالفعل في اطار جامعة الدول العربية في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية وغيرها واعطائها قوة وصلاحيات جديدة.
ونحن بحاجة الى تقوية الدولة الوطنية العربية فهي القاعدة الاساسية لأي توحيد عربي.
وقبل هذا كله وبعده لسنا بحاجة الى شيء قدر حاجتنا الى توفر الإرادة السياسية العربية.. ارادة التكامل والوحدة دفاعا عن امتنا ولبناء قوة عربية موحدة كبرى.
شبكة البصرة