في المشهد المقدسي.. المُتفرِّجون وأمة طبَّعت مع مذلَّتها!

المشهد القدسي الآن، بالصوت والصورة، إن دلَّ على لا محدودية فجور وعتو آلة القهر الغربي/الصهيوني في أعلى مراتب بلطجتها حقداً وانفلاتاً يليق بتليد لا إنسانيتها الاستعمارية، ففيه بالمقابل تتجلَّى، وإلى ما فاق التصوُّر، مدى اسطورية صمود وتضحيات شعبٍ أعزلٍ مستفردٍ به، يواجه محتليه وظهره إلى الحائط، وبدمه وغضبه وصدره العاري النازف ينوب عن أمة كاملة في الذود عن كرامتها ومقدَّساتها ومستقبل أجيالها وحتى وجودها..
والمفارقة أنها، الأمة، بقضها وقضيضها، من محيطها إلى خليجها، شارعها وولاتها، جالسة مع نظَّارة “الرأي العام العالمي” إياه في مقاعد المتفرجين تحملق ببلاهةٍ في الخشبة المقدسية التي تجللها وتكشف عنها ستائر نسجتها سحب الدخان ولوَّنتها الدماء، ورافقت مشاهدها سمفونيات شاركت في عزفها انفجارات قنابل الغاز وأبواق سيارات الإسعاف الممنوعة من نقل المصابين.. أضف إلى هذه وتلك، شتائم قطعان “المستوطنين”..
نحن جيلُ حلمٍ وانكسارات، ولعله قدره الذي بدا أن عليه عبوره من المهد إلى اللحد، لكننا لم نتخيل أن علينا أن نعش لنشهد مهانة ومرارة ووجع مثل هذه اللحظة، هذه التي بدت لنا فيها أن أمة عريقة ومجيدة مثل أمتنا وذات مخزون كفاحي تليد، وكانت عبر تاريخها، الذي بدأ مع التاريخ، مدرسةً استشهاديةً.. بدت لنا، وكأنما هي تساكنت مع مرحلة استمرأت مهانتها وطبًعت مع مذلَّتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى