طريقنا الى فلسطين .. عقيدة وبندقية

” اعيدوا البنادق لاكتاف الرجال، فاما عظماء على ظهرها او عظام في جوفها ”
الخطر الرئيسي الذي يهددنا في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ الامة هو الخطر الصهيوني، وعلينا ان نقر بهذا التحدي الاستراتيجي ونواجه هذا التحدي بيد واحدة متوضئة وقلب سليم وايمان راسخ لا يتبدل او يتزحزح من قبلنا جميعا، ومن يتخلف عن الركب وتأدية واجبه الوطني والقومي والاسلامي لا ينتمي الى فئة معينة ولا الى هذه الامة وهذا الوطن الكبير بحجمه وقدراته وطاقاته النضالية الكامنة، فالمتخلفون عن الركب هم زمرة متعفنة تسي الى نفسها اولا قبل ان تسي الى الوطن، يمجها المجتمع العربي ويطرحها جانبا على قارعة الطريق ويمضي الشعب بالمسيرة – مسيرة النضال والتحرير وازالة اثار الاحتلال للارض والانسان والمقدسات.

اننا امام خيارين لا ثالث لهما، فاما ان نكون على هذه الارض او لا نكون فنحن اصحاب حق، ومن حقنا ان ندافع عن انفسنا وارضنا المحتلة واستقلالنا بمختلف الوسائل من خلال رؤية واضحة المعالم لطبيعة النضال وابعاده حاضرا ومستقبلا، ذلك لان صراعنا مع الصهيونية العالمية بالدرجة الاولى صراع عقائدي استعماري احتلالي.. فأسرائيل – الدولة اللقيطة – عندما بدأت تحيك لها ثوبا استيطانيا في فلسطين العربية كانت تتشدق بان فلسطين هي “ارض ميعادها”، وبدأت ترفع هذا الشعار على كافة المنابر الدولية حتى تتمكن من شراء عطف المجموعة الدولية بأبخس الاثمان، روسيا قبل امريكا، ونجحت الى حد كبير في مخططها الاستعماري، وذلك يعود الى غياب الوعي الشعبي والجماهيري بمجريات الامور العامة والشأن الدولي العام  وما يخطط له اعداء الامة العربية، علاوة عن غياب رسالة الاعلام الجماهيري التوعوي للشعوب بقضايا الامة.. فأعلامنا في تلك الفترة كان مشغولا، كما هو الان، وموجها للتطاحن بين القيادات السياسية لهذا الطرف او ذاك، تاركا دوره الاساسي في تثقيف الامة وتوحيد كلمتها والترفع عن الصغائر امام الخطر الكبير الذي يهدد الانسان والاوطان.

لقد استيقظ المواطن العربي واسرائيل تصدمه باحتلال القدس وتطل عليه من مرتفعات الجولان، واصيب المواطن بخيبة الامل وبحيرة من امره ايصدق الاعلام ام يصدق الحقيقة المرة التي يراها ماثلة امام ناظريه .. نعم هذه هي الحقيقة المرة التي لازلنا نتجرع علقمها حتى الان . تفككا وتفرقا وتشرذما .

لقد نبه اصحاب الضمائر الوطنية الحية ومن خلال منابرهم المكبوته الى خطورة هذه الجرثومة السرطانية في المنطقة العربية، وان هذا السرطان سوف يتسلسل ويتمدد عبر الجسم العربي الى العمق اذا لم يجد الدواء الشافي له – وهو البتر – ولكن انى يكون ذلك ؟! لقد ضُيق على الحركات الوطنية في الوطن العربي جزاء لها لان قادة الامة العربية يزعجهم مجرد التفكير في النفير العام (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ) فهذه اسرائيل بثوبها الاستعماري الاحتلالي الجديد تصول وتجول في فلسطين وساحات الاقصى وتقيم كيانا استيطانيا في كل شبر من فلسطين العربية ولا احد يحرك ساكنا، فزعماؤنا ممن نصبوا على صدورنا بالقوة مازالوا يذرفون الدموع غزيرة امام هيئة اللمم، وشعبنا العربي الفلسطيني يترك في العراء لوحده امام الالة الصهيونية يذبح ويجرح من الوريد الى الوريد، ويعتقل منافحا عن الامة العربية بصدور عارية الا من الايمان الصادق بعدالة قضيته وحقه في الاستقلال والحياة الكريمة …

ان خطورة الهجمة الصهيونية تكمن في عقيدة ارض الميعاد التي يهاجرون من اجلها، وهذه العقيدة لا يمكن قهرها الا بعقيدة اقوى منها وهي عقيدتنا الاسلامية.. ففلسطين ميراث النبوة وهي ميراث رسولنا العربي الامين محمد خاتم الانبياء والمرسلين، وتحريرها لن يم الا بالبندقية ونبذ كل الشعارات الاخرى وبهذا يتحقق النصر،” فما اخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة”.. وبشر المرابطين في ساحات الاقصى بان النصر ات ولو بعد حين، وان فلسطين التي نطالب بها تبدأ حدودها – من النهر الى البحر – ولتسقط كل مشاريع التأمر والتسوية على فلسطين التاريخية والامة العربية الماجدة، وسنبقى نؤذن ونذكر الناس بالكلمة الصادقة الجريئة لانها الخطوة الاولى على طريق النصر والتحرير .

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى