شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا ملموسًا للاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة، سواء بالمسجد الأقصى أو حي الشيخ جراح، لكن تهديدات القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف لم تغب عن أعين ساسة الاحتلال الإسرائيلي.
فقد كشفت القناة “12” العبرية عن تحذير رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعضو كنيست عن حزب المستوطنين “ايتمار بن جبير” الذي قرر نقل مكتبه إلى حي الشيخ جراح، إذ قال له نتنياهو إن هذه الخطوة ستدفع حركة حماس لإطلاق الصواريخ باتجاه القدس في وقت سريع.
وبينت القناة أن مقربين من نتنياهو نقلوا رسالة التحذير إلى “بن جبير”، وقالوا إن هناك إنذارات ساخنة بنية حركة حماس إطلاق الصواريخ باتجاه القدس ومناطق أخرى إذا لم يقم بإخلاء مكتبه المستحدث في حي الشيخ جراح.
ومن قبيل حفظ ماء الوجه، اشترط “بن جبير” إخلاء المكان بشرط وجود عناصر شرطة على مدار الساعة في الحي لحماية المستوطنين، على حد تعبيره.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي العبرية؛ فقد لاقى هذا الكشف الذي اوردته القناة “12”هجومًا واسعًا، ولاسيما من مستوطني غلاف غزة، متهمين نتنياهو بالعمل وفقًا لأجندة محمد الضيف.
وقالت “مريانا اسالوف” إحدى مستوطنات غلاف غزة: “لم أفهم بعد، فهؤلاء (حماس) لم يتوقفوا عن التهديد يومًا، أحرقوا حقولنا في الجنوب وهذه الحكومة السخيفة تعطيهم بالمقابل المال وتسمح بإدخال رجال الأعمال من غزة إلى البلاد”.
وأضافت: “قولوا لي هل أصبتم بالخرف!! وإذا أطلقوا الصواريخ فلن يردوا كما هي العادة، قضي علينا”.
أما “شلهيفيت مسيكا” من الغلاف أيضًا فقالت: “لم أفهم بالضبط أين المشكلة؟؟ نحن في الغلاف نتعرض للصواريخ منذ 15 عامًا”.
بينما عقب “آدم شموئيلي” من الغلاف أيضًا بقوله: “لا توجد حكومة ولا أمن ولا ردع ومن يعاني هو الغلاف منذ سنوات، ومن المحزن أن يكون الوضع بهذا السوء. يجب على الجيش أن يهاجم غزة ويعود لسياسة الاغتيالات”.
بدوره، قال “تشكوكو في” من سكان الغلاف: “لم أكن أعلم أن إطلاق الصواريخ على سديروت وعسقلان مقبول أما على القدس فلا”،
في الوقت الذي تهكم “اوري بريانتي” على النبأ قائلاً: “بيبي لا يمكن أن تقوم حماس بتهديدك، فأنت رجل الأمن، أليس كذلك؟”.
كما عبر “اوهيد هفيفيان” عن استهجانه للمعادلة التي قبل بها نتنياهو، وهي التساهل بإطلاق الصواريخ على الغلاف والتشديد بخصوص الوسط، قائلاً: “يخشى نتنياهو أنه وفي حال أطلقوا صواريخ على القدس فسيضطر حينها للرد”.
ومن جانبه،أفاد المراسل العسكري للقناة 13 الاسرائيلية ألون بن دافيد، مساء اليوم السبت، بأن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي أفيف كوخافي، أمر قواته بالاستعداد لمعركة واسعة مع قطاع غزة.
فيما ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن هناك إنذارات ساخنة وصلت لأجهزة الأمن الإسرائيلية حول تنفيذ عمليات في مناطق مختلفة، خلال الوقت القريب.
وبحسب مراسل القناة الـ “12 العبرية”، نير دفوري، فإن هناك تحذيرات ساخنة ترد حول إمكانية تنفيذ هجمات، مشيرا أن قوات الجيش أكملت انتشارها بأنحاء الضفة الغربية.
وأشارت القناة الى أن نتنياهو متواجد في هذه الأثناء في مبنى الجيش “كيرياه”، ويتلقى معلومات أمنية فورية عن أي أحداث.
من جهته، ذكر موقع “واللا العبري”، بأن الجيش يعزز القناصة على حدود قطاع غزة استعدادا لتصاعد المظاهرات والتعامل مع سيناريو اختراق السياج.
ونقل الموقع العبري، عن رئيس شعبة العمليات في الجيش “أهارون حليفا”، بأنه قد وجه تعليمات بتحديث بنك الأهداف في قطاع غزة والاستعداد للتدهور الأمني – أيضا في فرقة غزة بقيادة العميد نمرود ألوني تم تعزيز القناصة استعدادا لتصاعد المظاهرات على الحدود والتعامل مع سيناريو اختراق السياج.
وكان قائد هيئة الأركان في كتائب القسام محمد الضيف قد وجّه، مساء الثلاثاء، تحذيرًا أخيرًا إلى الاحتلال والمستوطنين في ظل العدوان المتواصل على أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلّة.
ونقل الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة عن الضيف تأكيده أنّ قيادة المقاومة وكتائب القسام ترقب ما يجري عن كثب.
وأضاف أبو عبيدة “يوجه قائد الأركان تحذيرًا واضحًا وأخيرًا للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليًا”.