حذر القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف الاحتلال من مواصلة الاعتداء على الاهالي في حي الشيخ جراح بالقدس، وقال ان هذا هو التحذير الاخير وان المقاومة سترد بكل قوة اذا حاول الاحتلال اخراج الاهالي من منازلهم.
وجاء في بيان الضيف: “يتوجه قائد هيئة الأركان في كتائب القسام أبو خالد محمد الضيف بالتحية إلى أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ويؤكد بأن قيادة المقاومة والقسام ترقب ما يجري عن كثب، ويوجه قائد الأركان تحذيراً واضحاً وأخيراً للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غالياً”.
وكان نشطاء قد نشروا مقاطع فيديو، خلال هبّة باب العمود الأخيرة في القدس المحتلّة، هتفوا خلالها باسم باسم قائد كاتئب القسام محمد ضيف خلال مسيرات ومواجهات مع قوات الاحتلال بالمدينة المقدسة.
وعلى الفور عقَّب الإعلام العبري، مساء امس الثلاثاء، على تهديدات محمد الضيف، بأنّ الكتائب لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” المستمر في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة.
وقال المراسل العسكري لصحفية “معاريف”، تال ليف رام: “في أحداث أكبر بكثير مما يحدث الليلة في الشيخ جراح أو مؤخرًا في القدس، كان الضيـف صامتًا”.
وأضاف: “خروجه اليوم من دائرة الصمت دليل على تصميم حماس على إشعال المنطقة”، مُردفاً: “تصريحه الليلة ليس تحذيراً بل مادة حارقة”.
فيما اعتبر المراسل العسكري اليؤور ليفي، ان تحذير القسام الليلة يعتبر نادراً، وحماس لن تسكت على ما يحدث من عدوان على الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس.
و ذكرت قناة كان العبرية مساء امس، أن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، كسر الصمت وهدد إسرائيل بدفع ثمناً باهضاً إذا استمر عدوانها في القدس.
وعقب الاعلان قال راديو جيش الاحتلال:” قائد الجناح العـسكري في حمـاس يهدد .. إذا لم توقفةا عدوانكم في الشيخ جراح ستدفعون ثمناً غالياً”.
وقالت الصحفية، دانا بن شمعون، إن “حماس اختارت أن تضع الضيف في الواجهة، وتصدر رسالة باسمه وليس نقلا عن قياديين آخرين، لتؤكد أنها على استعداد لتصعيد الأوضاع وأن جهوزيتها العسكرية في أعلى درجة”.
.وأضافت: “جاء ذلك قبل انتهاء مهلة تشكيل الحكومة الإسرائيلية بـ 15 دقيقة لإرباك إسرائيل وتوجيه تحذير للحكومة المقبلة”.
من جهتها، علَّقت مراسلة الشئون الفلسطينية في شبكة “كان”، نوريت يوحانان، بالقول: “إنّ “زعيم الذراع المسـلح لمنظمة حماس محمد الضيف يكسر الصمت ويُهدد “إسرائيل” بأنّها ستدفع ثمناً باهظاً إذا استمر “العدوان” في الشيخ جـراح”.
فيما ذكر الصحفي أمير بوحبوط بموقع والللا العبري أن “محمد الضيف يحاول تهديد إسرائيل ويؤكد كبقية قيادة حماس على العلاقة المباشرة بين ما يحدث في القدس والاقصى ومصالحه السياسية ،وهي الطريق الأسهل بالنسبة له لزعزعة الاستقرار في الضفة والرد على أبو مازن بنفس الطريقة على الغاء الانتخابات”.
وتعقيباً على خطاب قائد القسام في غزة، والذي حذر إسرائيل بشكل واضح وصريح، إذا لم يتوقف العدوان على أهالي حي الشيخ جراح في الحال، فإن إسرائيل ستدفع الثمن غالياً، بدأ المستوطنون في غلاف غزة يكتبون على منتديات خاصة ردود أفعال صاخبة ضد قيادة الجيش و المسؤولين الإسرائيليين.
وكتب يتسحاق بروخي: “هذا ما كان ينقصنا، زعيم القسام يتوعد، احنا حنروح في المرقة”.
أما يوسيف جندلمان غرد بالقول: “نتنياهو؛ لقد فشلت في تشكيل الحكومة، حل عنا، لا تفتح علينا أبواب جهنم”.
فيما توقع تسيفي بن شبات، أن يدفع سكان غلاف غزة الثمن بسبب تفاهات نتنياهو على حد قوله.
وأما جال بيرجير محرر الشؤوون الفلسطينية في قناة كان العبرية قال : “الناطق باسم الذراع العسكري لحماس أبو عبيدة، يحصل في عدة دقائق على أكثر من 5 آلاف متابع لصفحته بالتليجرام، بسبب تصريح محمد الضيف.
وعلى الصعيد الفلسطيني، أشعلت تغريدة القائد العام لكتائب “عز الدين القسام” محمد الضيف مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلق عشرات النشطاء على وسم #التحذير_الأخير الذي صاحب تغريدة رئيس أركان كتائب القسام، بمئات التغريدات التي دعمت وأيدت الضيف وتصريحه، وتنوعت مشاركاتهم ما بين التغريدات والصور والرسوم والمقاطع المصورة.
كما تناول كتاب ومحللون تصريح الضيف المقتضب، بتحليلات مختلفة حول أهمية التغريدة ودلالاتها وتوقيتها في دعم أهالي الشيخ جراح الذين يواجهون صلف الاحتلال ومستوطنيه منفردين.
القيادي في حماس محمود مرداوي قال لقناة الأقصى: إن “ما يجري في القدس تجاوز كل الخطوط الحمر، وأي فلسطيني حي لا يستطيع الصمت على ما يجري”.
وأضاف: “تصريح الضيف تغيير استراتيجي من حماس وكتائب القسام، وهو متناسب مع تصعيد الاحتلال في القدس والشيخ جراح”.
وأكد مرداوي أن “هذه الاستجابة جاءت بعد نداء وجه لأبي خالد من ساحات الأقصى وكل اعتصامات القدس (..) العدو الصهيوني يحاول تغيير كل معالم فلسطين، لذا كان لا بد من تحذير أخير”.
وتابع: “على أهل القدس والضفة وأهالي 48 أن يستعدوا لترجمة هذا التحذير، فيما لو استمر الاحتلال في سياساته التهويدية”.
فيما قال مدير وحدة البحث في مركز حضارات للدراسات حمزة أبو شنب إن ” المسيرات في القدس كانت تهتف للضيف، لأن أهل القدس كانوا يثقون بهذا الرجل، وتصريحه اليوم أتى يعزز هذه الثقة”.
وأضاف أبو شنب “محمد الضيف هو قائد المقاومة الأول، والرجل الأول الذي ينافح الاحتلال، أصبح للشعب الفلسطيني مقاومة تحميه وتدافع عنه بقوة، وهي قادرة على الفعل والرد في أي وقت”.
الكاتب إياد القرا عقب على تغريدة الضيف بالقول:” تصريح الضيف، يحمل رسائل واضحة للاحتلال، مباشرة وقوية، مبنية على تهديد أخير للاحتلال بالتوقف عن الاعتداءات ضد حي الشيخ جراح، والقدس”.
وأكد أن الضيف استجاب لنداءات المقدسيين في القدس والمسجد الأقصى بتدخله لردع الاحتلال.
واعتبر القرا أن المقاومة انتقلت لمرحلة مهمة ترتبط بالجهوزية لأي مواجهة، ولم تعد ترتبط بغزة ووقائع التصعيد المباشر في حدود غزة.
وقال الكاتب القرا “سيتوقف الاحتلال مليًا أمام التهديد الأخير للضيف، وسيعيد حساباته، لأنه يدرك أنه تهديد للفعل وليس القول، وهو ما كان في عام 2014، عندما أمر بإخلاء غلاف غرة من المستوطنين، وأمر بقصف تل أبيب أمام الكاميرات” .
واعتبر الكاتب والمحلل إبراهيم المدهون أن “كلمة أبو خالد الضيف نقطة تحول، في قواعد الاشتباك العسكري مع العدو، فباتت القدس محور المعادلة، وتركيز العمل، وأي عدوان على أهالي القدس، ومساجدها وكنائسها وبيوتها، يستوجب رد المقاومة، والمساس بالقدس، يفتح الباب واسعا لتدخل المقاومة العسكرية من غزة والضفة، وكل بقاع فلسطين، بأمر واضح من القائد العام أبو خالد الضيف.
وأوضح أن رسالة الضيف إلى آهالي الشيخ جراح والقدس عموماً “معكم قلوبنا بنادقنا صواريخنا وجيشنا، فاصبروا أثبتوا تمسكوا ببيوتكم بحقكم فلن نخذلكم، وأي عدوان، يعني فتح باب نار واسع على الاحتلال”.
وأضاف “فهمت من رسالة الضيف الحازمة أن المقاومة راكمت قوتها في غزة، لمحطتها الأهم، وأي غاية ومعركة أشرف من هذه الغاية، من الذهاب بالملايين للمدينة المباركة؟!.”
وتابع:”تحظى كلمة أبو خالد الضيف بثقة كبيرة واعتزاز غالي عند شعبنا، وإطلالته المقتضبة ملهمة لشبابنا ومقاومينا، وكلماته رسالة واضحة للاحتلال، تحمل الصدق الحزم القوة، والقدرة على الفعل”.
وحول موقف الاحتلال من تصريح الضيف قال المدهون “بعد كلمة الضيف ليختار الإسرائيلي بين أمرين، مواجهة تبدأ بعدوان على بيت في الشيخ جراح، أو ليلزم حده ويكف إرهابه عن أهالي الحي، ويوقف إغلاقات بوابات المسجد الأقصى، وحملات اقتحام المستوطنين لباحاته”.