شحذه يستغرق ربع ساعة يومياً.. استخدم عقلك والا فانك سوف تخسره

يقضي أغلب الناس ساعتين في اليوم كل أسبوع في تأدية أنشطة لتقوية العضلات، وتمارين الأثقال و وتمارين الكارديو، فيخصصون وقتًا طويلًا لأجسادهم ولكن ليس لعقولهم أي نصيب، توجد كثير من التمارين التي تساعد العقل ولكن كم من الوقت ستستثمره من أجل العادات والأنشطة المخصصة في تدريب الدماغ؟
فالدماغ ليس للتفكير فقط، بل هو يتحكم بكل ما تفعله، وأن تبذل كل ما في وسعك للمحافظة عليه، وحمايته، وتطويره فذلك يعود عليك بالنفع على المدى البعيد. فالتمارين العقلية لا تعود بالنفع على عقلك فقط، فهي تساعد على حماية الدماغ واستدعاء المعلومات، وتذكر ما تعلمته بسرعة، وتزيد من التركيز، وأظهرت كثير من الدراسات أهمية الأنشطة العقلية كلما زاد العمر.
والجيد في الأمر أنه ليس عليك إضاعة كثيرَ الوقت في شحذ عقلك يوميًا، فقد تبدو ربع ساعة مدة قصيرة لتطوير أهم عضو في جسدك، ولكن الاستمرار يمكن أن يكون له تأثيرٌ بالغُ الأهمية على المدى البعيد.
إن تعلم كيفية تنشيط عقلك سوف يطور مهاراتك العقلية على المدى الطويل وخصوصًا عندما تتقدم في العمر، يقول الدكتور قسطنطسن ليكتسوس (Constantine Lyketsos)، وهو بروفسور في مركز جونز هوبكينز بايفيو (Johns Hopkins Bayview) الطبي: «وجود تحديات عقلية بصورة دورية تضطرك إلى التفكير، استخدم عقلك وإلا سوف تخسره».

التنويع فيما تقرأه وتشاهده وتسمعه:
إن التعرض لمحتوى جديد ومختلف يحفز مناطق غير مستخدمةٍ في الدماغ، ويجعل إعادة تنشيطها أسهل مستقبلًا، كما يساعد في تطوير المهارات المعرفية ككل. عند الاطلاع على مصدر معرفة غير مألوف فإن هذا يجبر العقل أن يعمل أكثر ويفكر بشكل أفضل، والتنويع يجعلك تستخدم المزيد من حواسك لاستقبال المعلومات وأن تبقى متفاعلًا لتحتفظ بأكبر قدر منها في ذاكرتك.
عندما تركز على نوع جديد من الوسائط أو الموضوعات فأنت تطور التركيز وهو مهم جدًا من أجل التقدم في العمر بطريقة صحية، وإذا مللت من القراءة فاستمع لكتاب صوتي أو حلقة صوتية، وتذكر أن تأخذ فترة راحة بعد كل نوع جديد من الوسائط.

ترسيخ ما تتعلمه:
اقرأ مقالًا مختلفًا كل يوم عن موضوع يثير فضولك ما بين خمس إلى عشر دقائق، ثمة وفرة من المعلومات في مختلف المجالات، في الصحة، والعلاقات، والإدارة المالية الشخصية، والمهن، والفن، والفلسفة، والتسويق والمبيعات، وعلم النفس، قد تساعد في تطويرك، تستطيع أن تبدأ هنا.
وبعد القراءة سجِّل ماتعلمته باختصار في جملة أو جملتين في تطبيق الملاحظات المفضل لديك، وأضف المزيد كل يوم وراجعه كل أسبوع، وهكذا سوف تترسخ المعلومات في عقلك.

ممارسة الهوايات:
إذا كانت لديك اهتمامات في الفنون والحرف اليدوية، والرسم، والكتابة، والتدوين والقراءة العميقة أو أي هواية شخصية، فإن ممارسة هوايتك لمدة عشر دقائق يوميًا يمكن أن يحسن وظائفك المعرفية؛ لأنّ معظم أجزاء دماغك سوف تستخدم في هذه العملية، السر هنا هو أن تتدرب كل يوم.

مزاولة إدراك الإدراك – التفكير فوق المعرفيّ 
حاول أن تقضي خمس دقائق كل يوم في تأمل الحياة اليومية، يمكنك ذلك في الصباح الباكر أو قبل أن تخلد إلى النوم، والـMeta-cognition هو «التفكير في التفكير» أو أن تصبح «واعيًا بوعيك». وهذا يساعد في إنجاز الأمور، واتخاذ القرارات، وما يمكن أن تفعله بشكل مختلف أو أفضل أو أسرع. استرجع موقفًا مر بك، لو كان يوجد تخطيط أفضل أو إدارةٍ للوقت وللتركيز، لأسفرَ عن نتيجة أفضل أو وفر عليك الوقت.
فكّر في ردة فعلك تجاه الأحداث في الأربع وعشرين ساعة الماضية وما كان يمكنك فعله بصورة مختلفة لترتقي إلى مستوى قيَمك في الحياة، و يساعدك «التفكير في التفكير» في صقل مهارات التفكير وتحسين الصفاء الذهني.

الكتابة باستمرار:
الكتابة هي التفكير، كل نشاط يساهم في تفاعل الدماغ أكثر، يساعد على تطوير إدراكك، ويقول ديفيد ماكلا (David McCullough): «لتكتب بإتقان عليك أن تفكر بوضوح ولهذا السبب تعتبر مهمة صعبة».
الكتابة من أفضل الطرق للصفاء الذهني وللتعبير عن الأفكار، فهي تجبرك أن تفكر في جميع التفاصيل والخطوات المطلوبة لمشاركة أفكارك وآراءك.
تطور الكتابة مهاراتِ التفكير النقدي لديك وتُحسّن طريقة تعلّمك، فعندما تكتب لا تسعَ للكمال بل ركز في كتابة مايجول في خاطرك، ولا بأس أن تكتب في دفتر اليوميات أو ألا تنشر ما كتبته على صفحات الإنترنت، اكتب حتى تكون مفكرًا ناقًدا أفضل – فعندما تركز على عملية تفكيرك فإن أسلوبك في الكتابة يتطور تباعًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى