“يا نبض الضفة لا تهدأ .. أعلنها ثورة” .. كلمات ثورية تجسدت امس الاحد واليوم على أرض الواقع في محافظات الضفة الفلسطينية المحتلة التي شهدت عنفوانا ثوريا في وجه المحتل.
ساعاتان كانتا كفيلتين بأن تحولا أرض الضفة إلى جحيم ونار على بني صهيون، في ظل الهجمة الاسرائيلية الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة منذ بداية شهر رمضان.
حاجز زعترة
ففي الخامسة من مساء امس نفذ فدائيين فلسطينيين عملية إطلاق نار قرب حاجز زعترة، جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة المحتلة، ادت لإصابة 3 مستوطنين بجراح خطيرة.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، إن المصابين الثلاثة من طلاب المدرسة الدينية في إيتامار حالتهم خطيرة جدا، وخطيرة، وطفيفة، مضيفة ، “تدهور حالة أحد المصابين من عملية إطلاق النار عند حاجز زعترة توصف حالته الآن بأنها حرجة جدا جدا “موت سريري” والمصاب الثاني حالته حرجة جدا والفرق الطبية في مستشفى بيلينسون يكافحون من أجل إنقاذ حياتهما”.
وبحسن تحقيقات الاحتلال، فإن مركبة فلسطينية جاءت من جهة الجنوب كان على متنها على الأقل 2 من الفلسطينيين توقفت وصاح أحدهم “الله أكبر” ثم أطلق 5 رصاصات على حوالي 10 مستوطنين كانوا ينتظرون في المنطقة.
وأضافت، أطلقت قوة من جفعاتي النار على السيارة لكنها أخطأت ولم تصبها، وانسحب المنفذون بسرعة من المكان.
وقد أعلن جيش الاحتلال محافظتي نابلس وجنين منطقة عسكرية مغلقة، كما أغلقت الطريق الواصلة ما بين مدينتي رام الله ونابلس بشكل كامل للبحث عن منفذي العملية،
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال: “قوات كبيرة من الجيش تقوم حاليا بملاحقة منفذي عملية إطلاق النار قرب حاجز زعترة، وفي المكان تجرى حاليا جلسة تقدير موقف ميدانية، بقيادة قائد منطقة شمالي الضفة العقيد روعي تسافيج”.
انفجار عبوة
وفي ذروة انشغال جيش الاحتلال في عملية حاجز زعترة، جاءت الطلقة الثانية من محافظة رام الله، حيث انفجرت عبوة ناسفة على طريق للمستوطنين.
وبحسب موقع “والا” العبري: ” فقد انفجرت عبوة ناسفة على طريق استيطاني قرب بلدة المغير شمال شرق رام الله، والاشتباه الأولي بأنها كانت مثبتة في مركبة على جانب الطريق، وقوات الاحتلال برفقة وحدة هندسة متفجرات تتبع لها تنتشر بالمكان”.
مواجهات عنيفة
ومع الانتشار المكثف لقوات الاحتلال في شوارع محافظة نابلس، اندلعت مواجهات عنيفة مع شبان ادت لوقوع إصابة حتى اللحظة.
وأفاد مراسلنا أن مواجهات عنيفة جداً اندلعت بين شبان وقوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس خللها إطلاق كثيف للرصاص الحي وانتشار كبير لقوات الاحتلال في شوارع البلدة.
وأكد إصابة شاب برصاص الاحتلال خلال المواجهات العنيفة.
البحث عن المنفذين مستمر
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، أن حالة المستوطن الذي أصيب بعملية إطلاق النار على حاجز زعترة أمس، لا زالت حرجة وطرأ عليها تدهور جديد هذه الليلة.
وبحسب الإذاعة، فإن الطواقم الطبية في مستشفى بلينسون في بتاح تكفا يواصلون جهودهم لإنقاذ حياته، لكن الحالة الطبية آخذة نحو مزيد من التدهور وقد يعلن عن وفاته متأثرًا بجروحه في أي لحظة.
وأشارت إلى أن المستوطن المصاب بجروح طفيفة غادر المستشفى، في حين الآخر لا زالت حالته خطيرة ولكنها مستقرة.
ووفقًا للإذاعة، فإن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي وبمساعدة الشاباك يعلمون في تعقب المنفذين، من خلال عملية واسعة تنفذ في عدة قرى وبلدات من نابلس ورام الله ومناطق أخرى من الضفة الغربية.
حماس والجهاد تحاولان تسخين الضفة
وأجمعت الصحف العبرية الصادرة صباح اليوم، على أن هناك مخاوف من موجة عمليات جديدة بالضفة بعد عملية زعترة.
كما عبرت الاوساط الامنية الاسرائيلية عن خشيتها من اندلاع موجة جديدة من العمليات في الضفة الغربية والقدس بتشجيع من حركتي حماس والجهاد الاسلامي على غرار ما حصل امس من عمليات اطلاق نار ادى الى اصابة مستوطنين .
ووفقا للمحللين الاسرائيليين فان موجة التسخين بدات الاسبوع الماضي في القدس لكن نقطة التحول عندما الغى الرئيس محمود عباس الانتخابات التي كانت مقررة نهاية الشهر الحالي مما اثار غضب وحنق حركة حماس التي كانت تستعد طيلة الفترة الماضية وتوقعت استطلاعات الراي ان تحقق الحركة الفوز بمقاعد البرلمان والحصول على شرعية دولية من خلال انتخابات ديمقراطية.
وتشير اصابع الاتهام الاسرائيلية الى وقوف حركة حماس خلف التصعيد لا سيما عملية زعترا امس على الرغم من عدم اعلان مسؤوليتها .
وكتب المحلل العسكري بصحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هرائيل، اليوم الأثنين، أن عملية زعترة تأتي في وقت حساس بالضفة، وفي ظل توقعات باندلاع تصعيد في أواخر رمضان.
وأضاف المحلل، أن الأسابيع القادمة ستكون متوترة، بسبب اقتراب عدة مناسبات دينية ووطنية فلسطينية، وأن الجيش الإسرائيلي يتوقع وقوع المزيد من العمليات بالضفة الغربية.
وقال هرائيل، إن خلفية هذه العمليات الأمنية، هي قرار أبو مازن بتأجيل الانتخابات، والأحداث والتظاهرات الجارية في مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان.
وأشار المحلل العسكري، الى أن الجيش الإسرائيلي، قرر تعزيز قواته بفرقة الضفة الغربية، وذلك تحسبا لوقوع عمليات أمنية جديدة، على غرار عملية زعترة.