المجــــد.. وسبعة عشرون عاما في خندق النضال

في اليوم الحادي عشر من نيسان/ ابريل الجاري ، مرت سريعا ذكرى عزيزة على قلوب كل القوميين والوحدويين العرب بمختلف مسمياتهم وانتماءاتهم السياسية ، هي ذكرى ولادة جريدة المجد الأردنية كمنبر ناصري حر مرابط في خندق المقاومة والصمود ، ورافع لرايات الوحدة والحرية والتحرير، ورافض للتطبيع والحلول الاستسلامية تحت مزاعم السلام ، فهو لا يهادن الانحراف ولا يساوم على ثوابت الأمة .
منبر مفتوح لكل مقاومة حرة ضد المحتل الغاصب ووكلائه من اي نوع، ولكل من يرفض الهرولة والانبطاح أمام العدو الصهيوني الغاصب، طمعا في رضاه او رضا قاطني البيت الأسود في واشنطن .
لقد شكلت جريدة المجد (موقع المجد الآن) قصة نجاح عظيمة تستحق أن تكتب بماء الذهب ، وقصة نضال وصمود وكفاح سجلها التاريخ بأحرف مضيئة في عصر الظلام والسقوط الراهن، مؤكدة أن النضال والكفاح الدؤوب يصنع المعجزات وبأقل الإمكانيات .
وكوني عاصرت هذا المنبر الناصري الحر الشريف من البدايات قارئا بالدرجة الأولى لكل حرف فيه ، ومن ثم كاتبا مع نخبة من المهمومين بقضايا أمتهم وشعبهم العربي في كل الأقطار العربي، فانني اشهد بمنتهى الامانة ان المجد قد شكلت منبرا لكل صاحب رأي وفكر من القوميين واليساريين والإسلاميين والمستقلين على حد سواء ، فكل هذه الألوان والاطياف اجتمعت في المجد، من منطلق إيمان رباناها الناصري المعروف الاستاذ فهد الريماوي (أبو المظفر ) بالشعار الخالد الذي رفعه الزعيم جمال عبد الناصر ( أن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية) ، وربطها بالديمقراطية الاجتماعية والمعيشية ورغيف الخبز ، في الوقت الذي كانت الديمقراطية تمنع وتعتبر من المحرمات في معظم دول العالم النامي .
ماذا نقول للمجد في الذكرى السابعة والعشرين لانطلاقها، واللسان يعجز عن الكلامن والقلم يعجز عن التعبير، والوقاع والحقائق تتحدث عن نفسها .
فكيف عبرت المجد عامها السابعة والعشرين ، متحدية سيف القمع والإرهاب والسجن والمصادرة، حتى وصل الأمر بدوام الأستاذ أبي المظفر في المحاكم ودور القضاء، في الوقت الذي لم تصمد الكثير من الصحف والقنوات الإعلامية التي تدعمها دول ومؤسسات، لكن المجد صمدت ولا زالت تقاوم وترفع الراية الناصرية الوحدوية لمقاومة كل إفرازات سايكس بيكو والمشاريع الاستلامية وبيع المؤسسات الوطنية بالكلمة والحجة والدليل .
ويسعدني أن أتقدم من هذه المدرسة العظيمة المجد وربانها ابي المظفر بأجمل وأصدق آيات المحبة والتقدير والاحترام، سائلا المولى أن يمتعه بالصحة والسعادة والعمر الطويل، وان يمنح المجد العزيزة الغالية المزيد من التقدم والازدهار ، وأن تزول عن وطننا وأمتنا هذه المرحلة المظلمة والطاعنة في البؤس، وكل عام والمجد وأسرتها وربانها وقراؤهاا بألف خير .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى