فتوى خطيب الأقصى : بائع الأرض لليهود دمه مهدور ولا يُغسل ولا يُكفن ولا يُصلى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين

أصدر خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، اليوم الخميس، فتوى شرعية بشأن من يقوم ببيع العقارات والبيوت في مدينة القدس المحتلة لمستوطنين متطرفين وسماسرة يهود.

وقال: “إن بائع الأرض للجماعات اليهودية أو السماسرة، لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، وإن دمه يكون هدرا، ويجب مقاطعته لقول رسولنا الأكرم محمد –صلى الله عليه وسلم: “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله إلا الله واني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيّب الزاني، والمارق عن الدين التارك للجماعة”.

يذكر أن مجلس الإفتاء الفلسطيني قام بتجديد إصدار الفتوى عقب تسريب بيوت وممتلكات عربية وإسلامية في القدس المحتلة من قبل بعض ضعاف النفوس.

وكانت مصادر مقدسية قد كشفت، امس الخميس، عملية تسريب ثلاث بنايات سكنية وقطعة أرض مقدسية، لجمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، في الحارة الوسطى في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

وقال مركز معلومات “وادي حلوة” في القدس المحتلة، إن “أكثر من 100 مستوطن بحماية قوات الاحتلال وحراس المستوطنين، اقتحموا عند الساعة الثانية فجراً الحارة الوسطى في بلدة سلوان، وقاموا بالدخول إلى قطعة أرض و3 بنايات سكنية في المنطقة لم يتواجد أصحابها بها وكانت غير مأهولة بالسكان”.

وأضاف المركز في بيان له أن “المستوطنين قاموا بوضع غرفتين سكنيتين داخل قطعة الأرض، إضافة إلى درج جاهز، كما وضعوا كاميرات مراقبة على البنايات السكنية، وفتحوا مدخلا جديدا لأحد البنايات”.

وحول ملكية العقارات المسربة، أوضح المركز أن “بنايتين تعودان لعائلة عواد، وكل بناية مكونة من 4 طوابق”.

وقالت عائلة عواد “والتي تعيش في بناية ملاصقة”، بأنها “قامت قبل حوالي 4 أشهر ببيعهما إلى عبد الله الرشق ومحمود شوامرة، ولا علم لها بتسريبهما”.

وأوضحت عائلة عواد أن أحد بنود اتفاقية البيع “مراجعة عائلة عواد في أي عملية بيع مستقبلية وعدم البيع لليهود، والأوراق الخاصة بذلك موجودة عند المحامي”.

أما البناية الثالثة تعود ملكيتها لمصطفى أبو دياب مكونة من 4 طوابق إضافة إلى تسوية “لم يتواجد أبو دياب في المنطقة”.

أما قطعة الأرض والتي تبلغ مساحتها حوالي نصف دونم تعود ملكيتها لعائلة أبو صبيح وقالت بأنها قامت ببيعها لغسان سيد أحمد.

وأوضح “مركز المعلومات”، أن عدد البؤر الاستيطانية في حي بطن الهوى في سلوان ارتفع اليوم الى 12 بؤرة وقطعة أرض، ومعظمها بنايات سكنية سربت للمستوطنين خلال الأعوام الماضية، وشهد عام 2014 و2015 أكبر عملية تسريب في سلوان.

وكانت قد دعت الهيئة الإسلامية العليا وهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس، في وقت سابق، لإلغاء أي صفقة مشبوهة تستهدف أراضي فلسطين وخاصة القدس، مؤكدة أنها باطلة وغير شرعية وغير قانونية.

ورفضت الهيئتان في بيان مشترك: “أي تفريط أو تسريب من الأرض المباركة المقدسة سواء كانت من قبل المسلمين أو المسيحيين”.

وشددتا على أن أهل فلسطين مسلمين ومسيحين ملزمون بالحفاظ على أرض فلسطين بما في ذلك المقدسات وذلك تماشيا مع العهدة العمرية.

ومن جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أن تسريب العقارات والأملاك المقدسية للمستوطنين الإسرائيليين يأتي في سياق المؤامرة على القدس ومحاولة الاستيلاء عليها من قبل العدو.

وشدد شهاب في تصريح خاص لـ”فلسطين اليوم” أن كل من يتواطأ او يصمت أمام هذه العمل العدواني بحق القدس والمقدسات هو مجرم بحق الدين والوطن والتاريخ.

ودعا شهاب، لكشف اسماء المجرمين المتورطين في بيع العقارات والأملاك المقدسية للاحتلال الإسرائيلي ومحاكمتهم ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه للمشاركة بهذه الأعمال الاجرامية والمحرمة شرعًا.

وأشار إلى ان بيع عقارات واملاك مدينة القدس المحتلة يندى لها الجبين، مشددًا على ضرورة التصدي لهذه الجرائم بكل بقوة وبيد من حديد.

وأشاد القيادي في الجهاد الإسلامي، بموقف الدعاة والمرجعيات المقدسية التي تمثلت بموقف خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري والفتوى الشرعية بتحريم بيع املاك القدس للاحتلال واعتبار من تسول له نفسه بهذا الفعل الاجرامي مارق للدين وتارك للجماعة ودمه مهدور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى