من اول غزواته كسر عصاته.. القدوة يثير غضبة فلسطينية عارمة جراء تصريحه العنصري ضد غزة والمقاومة الإسلامية

فلسطين اليوم – غزة

أثارت تصريحات د. ناصر القدوة الأخيرة حول اصراره على استعادة قطاع غزة جغرافيًا وسياسيًا، وقوله أن المشكلة مع الإسلام السياسي أو ما وصفه بـ”الإسلاموية السياسية”، غضب الفلسطينيين وحركات المقاومة، واعتبروها سقوطًا وطنياً وعنصرياً .

فقد وصف قادة  وباحثون سياسيون تصريحات القدوة، بأنها خارجة عن العرف الوطني ومحددات العلاقات الداخلية، وأنها لا تأتي لمصلحة وطنية، وإنما لمصلحة فردية شاذة.

سقوط وانكشاف

القيادي بحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، اعتبر تصريحات القدوة بمثابة سقوط وانكشاف لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية، بدلاً من توحيد الصف في مشروع التحرير واستعادة الأرض من الكيان المحتل.

وأكد شهاب، عبر صفحته على الفيسبوك، أن المشروع الوطني هو لكل الفلسطينيين الأحرار لاستعادة الوطن السليب والمقدسات المغتصبة ومواجهة الاحتلال.

وفي رده على تصريحات القدوة، قال القيادي في الجهاد: “يا سيد ناصر غزة ليست محتلة حتى تفكر باستعادتها ، وإن التيار الوطني الاسلامي ليس خطرا ولا غريبًا ولا طارئاً؛ حتى تصوره أنت وغيرك بالمشكلة”.

ودعا شهاب، القدوة إلى ضرورة الكف عن الحديث عن مصطلح “الاسلاموية السياسية” وتوزيع شهادات الوطنية على الغير، مضيفًا أن تصريحاته خارجة عن العرف الوطني ومحددات العلاقات الداخلية.

وشدّد القيادي، أن تصريحات القدوة تعبر عن الاغتراب الوطني والسياسي وعدم الفهم لطبيعة وأولويات المشروع الوطني.

من جهته، رد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الدكتور أنور أبو طه، على تصريحات القدوة، قائلاً: إن “حركات المقاومة ليست إسلاموية سياسية” وتسعى لإقامة سلطة موهومة، بل إسلامية وطنية مقاومة تسعى لتحرير فلسطين”.

وأضاف أبو طه، في تصريحات وزعها المكتب الاعلامي لحركة الجهاد الاسلامي، أن “الأجدر بمن سمّاهم الكل، أن تكون مشكلتهم مع كيان الاحتلال باعتباره العدو المركزي للشعب الفلسطيني، وليس مع أي طرف آخر داخل الشعب، وهو من يزعم حرصه على الوحدة الوطنية”.

تحقيق إنجازات شخصية

ومن جانبه، أكد عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة “حماس”، د. باسم نعيم، ان ناصر القدوة كشف عن وجهه الحقيقي، ويحاول حل مشكلته التنظيمية وتحقيق انجازات شخصية على حساب وحدتنا الوطنية”.

وقال نعيم: “بدل من الدعوة للوحدة ورص الصفوف وجعل التناقض الرئيس مع الاحتلال، يوجه سهامه الى جبهتنا الوطنية الداخلية”.

وأضاف أن القدوة يحاول تعزيز الانقسام والفرقة الوطنية على أسس أيديولوجية، وأن هذا المشروع أثبت فشله في كل الدول العربية وكان سببًا في تدمير المنطقة وتمزيق شعوبها وإهدار مقدراتها وتضييع مستقبلها.

وتابع نعيم موجها قوله للقدوة: “اذا كنت قد فشلت في تحقيق مبتغاك داخل تنظيمك، فلا تهرب للأمام بخلق عناوين جديدة للانقسام”.

وشدد نعيم على أنه يترتب أن يبقى التناقض الرئيس والوحيد مع الاحتلال، ولا يجوز لاحد أن يكون امتداداً لأي مشاريع خارجية، فالحالة الفلسطينية خاصة جداً ولا تحتمل إثارة مثل هذه النعرات الرخيصة والمستهلكة”.

 حركتا “المقاومة الشعبية” و”الأحرار”

كما استنكرت حركتا “المقاومة الشعبية” و”الأحرار” بشدة، اليوم الجمعة، تصريحات ناصر القدوة التي أعلن فيها خصومته مع “الإسلام السياسي”، ودعا لـ”استعادة قطاع غزة”.

ورأت الحركتان أن تصريحات القدوة، العضو المؤسس للملتقى الوطني الديمقراطي، عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح، فيها هجوم على طيف واسع من أبناء شعبنا، ومحاولة لتقديم “أوراق اعتماد للغرب”.

وقالت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين إن تصريحات القدوة “إساءة لمسيرة الكفاح الفلسطيني, بكافة أطيافه وخصوًصا الإسلامية”.

ورأت الحركة في تصريح وصل كالة “صفا”، أن ذلك “تقديم أوراق خاسرة للغرب، عبر الهجوم على الحركات الإسلامية في فلسطين التي قدمت التضحيات الكبيرة في الدفاع عن شعبنا”.

وأضافت “كان الأولى بالقدوة تقديم أوراق ترشحه وبرنامجه السياسي لشعبه والسعي نحو خدمته وتطويره بدلاً من الهجوم على ركن أصيل من الحالة الوطنية، في تخلٍ واضح عن إرث خاله الرئيس الراحل ياسر عرفات في الالتصاق بشعبه وتعزيز أواصر الوحدة بين مكونات شعبنا”.

وعبّرت “المقاومة الشعبية” عن أسفها “لأن يكون إلى جوار قائد وطني كبير مثل مروان البرغوثي شخص يثير الفتنة والنعرات”، على حد قولها.

وأكدت أن ذلك “يستوجب ردًا فوريًا واعتذارًا عاجلًا من القدوة، والانسحاب من الحياة السياسية الفلسطينية، لأن مؤشرات برنامجه السياسية بانت”.

ودعت الحركة القوائم المرشحة للانتخابات كافة إلى عدم تجاوز مهامها ووظائفها التي جاءت من أجلها، “لأن شعبنا لن يكافئ من يمس ثوابته وقيمه الدينية والوطنية”.

أما حركة الأحرار، فقالت إن تصريحات القدورة، التي وصفتها بالـ”مقيتة”، “تثبت أنه مجرد أداة وحصان طروادة جديد يمسك بلجامه أعداء شعبنا”.

وذكرت أن “هذه التصريحات الخطيرة التي تَوج خِلالها معسكر أعدائه المزعوم بالإسلام السياسي وقلعة غزة وتجاهل تمامًا الاحتلال والاستيطان والعدوان والحصار تكشف باطنه السيئ وتفضح حقيقة انتمائه وولائه”.

وأضافت “هذه الرؤية التي ينظر لها بإمكانية التقاء شظايا بعض القوائم الانتخابية على قاعدة التحالف العلماني ضِد الإسلام يؤكد أن حقيقة الخلاف بينهم ليست سوى صراع داخلي محتدم على كعكة السلطة المسمومة، وأن الانتخابات التشريعية القادمة بالنسبة لهم ليس لها أي علاقة بالتنافس السياسي وإنما هي معركة حقيقية بين فريق بقايا سلطة أوسلو وامتيازاتها الأمنية والسياسية المدعوم أمريكياً وصهيونياً، وبين من يُمثل خيار الحقوق والثوابت والمقاومة”، على حد تعبيرها.

وحذّرت “الأحرار” من أن تكون “هذه الانتخابات بالنسبة للبعض الفلسطيني ورعاتهم الإقليميين والدوليين مجرد مناورة لخلط الأوراق وتعقيد المشهد على ساحتنا الوطنية”.

وأكدت ضرورة أن تكون هذه الانتخابات- في حال حدوثها- مدخلاً لترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار للعمل الوطني المشترك على قاعدة تفعيل برنامج الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال.

وأضافت “واثقون من قدرة شعبنا على تمييز الصالح من الطالح وفرز الغث من السمين”.

 

يمثل نفسه

ورأى الصحفي، إبراهيم مسلم، أن ناصر القدوة، “لا يمثل القوائم المترشحة، ولا يمثل إلا نفسه وتياره الصغير، وهو يُشير في حديثه لحركة حمــاس التي تُعتبر القطب السياسي الأكبر توازيًا مع حركة فتح”.

وقال مسلم: إنه “في الوقت الذي تتجه فيه حماس للغة وطنية وحدوية في حوارها مع قيادة شريحة واسعة من الشعب، يذهب القدوة إلى لغة ذم الإسلام السياسي”.

واعتبر هذه اللغة طريقة كلاسيكية قديمة لتصدير نفسه خارجيًا، بالتيار الديمقراطي المتفتح”، متسائلاً الصحفي “ماذا يقصد ناصر باستعادة غزة!”.

الباحث السياسي، وائل المبحوح، اعتبر تصريحات القدوة، بانها “أفشل دعاية انتخابية لقائمته المشتركة مع البرغوثي”.

وكان القدوة قال أمس خلال مقابلة مع قناة “فرانس 24”: إنه “إذا تعاونت قوائم فتح قد تصب كل الأصوات بمصلحتها، وكل هذه الأطراف لها مشكلة مع الإسلام السياسي أو الإسلاموية السياسية”، داعيًا لـ”استعادة غزة جغرافيًا وسياسيًا”.

وكانت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، قد قررت فصل ناصر القدوة، من الحركة، بعدما امهلته مدة 48 ساعة، للتراجع عن موقفه في تشكيل قائمة منفصلة للترشح للانتخابات التشريعية 2021، فيما وصفه القيادي في “فتح” جبريل الرجوب، بأنه مرتد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى