فؤاد المهندس.. شجاع فقط في السينما ورعديد في الواقع

 

لم يكن القبض على فؤاد المهندس في بهو فندق شيراتون،مجرد دعاية لفيلم يقوم ببطولته أستاذ الكوميديا، وإنما خبر حقيقي وقع فعلا، وكان وقوعه بسبب فيلم قام ببطولته فؤاد.

الفيلم هو «عودة أخطر رجل في العالم»، الذي قام فيه بأداء دور «مستر إكس»؛ حيث كان مخرج الفيلم محمود فريد قد أستأذن في تصوير مشاهد الفيلم في فندق شيراتون، ودخلت كاميرات ومعدات الفيلم بهو الفندق.

كان من بين هذه المعدات بعض أصابع الديناميت الزائفة التي صنعها مهندس الإكسسوار من الورق لكي تستخدم في مشهد بالفيلم،

ودخل فؤاد المهندس وأمسك بأصابع الديناميت استعدادا لتصوير لقطة في الفيلم، وفجأة عندما شاهد رجال أمن الفندق أصابع الديناميت في يد فؤاد أسرعوا بالقبض عليه والتحفظ على الديناميت، فيما أسرع عدد منهم بإبلاغ نقطة شرطة الدقي.

أصيب فؤاد المهندس بحالة من الرعب وأعطاهم الديناميت بيد مرتعشة، ومن شدة خوفه لم يستطع حتى الدفاع عن نفسه وشرح الموقفالى ان تدخل المخرج وطاقم العمل، وتم شرح الحقيقة لرجال الأمن، وتبين أمام الجميع أن فؤاد المهندس شجاع في الفيلم فقط لكنه في الحقيقة شخصية رعديدة جدا.

فؤاد المهندس من مواليد 6 سبتمبر 1924، ولد في القاهرة حي العباسية، وهو الطفل الثالث في العائلة بعد أختين، هما صفية ودرية والشقيق الرابع سامي المهندس.

نشأ بمدارس العزب التركية التي كانت لها فضل كبير على تكوين شخصيته الثقافية؛ حيث كان والده هو العالم اللغوي زكي المهندس  ولذلك كان منزلهم قلعة للحفاظ على اللغة العربية التي أتقنها فؤاد من خلال أبيه الذي كان صاحب الفضل الأول في تنمية مواهبه الفنية،كما ورث عنه خفة الدم وحضور البديهة وسرعة الخاطر التي ميزته في مشواره الفني.

عندما التحق بكلية التجارة انضم لفريق التمثيل بالجامعة، وشاهد الفنان الراحل نجيب الريحاني وأعجب به في مسرحية الدنيا على كف عفريت فانضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيراً، وبعد وفاته انضم لفرقة ساعة لقلبك منذ تأسيسها في مطلع الخمسينات، وكانت هذه بدايته مع التمثيل.

على الرغم من أنه قدم ما يقرب من 70 فيلما سينمائيا، الا انه أحب المسرح وظل معشوقه الأول، وآمن المهندس بضرورة تقديم رسالة مجتمعية من خلال أعماله؛ فقدم مشكلة الملاجئ من خلال مسرحية “هاله حبيبتى” التي أوضحت سوء المعاملة التي يلقاها الأطفال في الملاجئ، وقد كانت المسرحية كوميدية فأضحكت الأطفال ونبهت الكبار لما يحدث في الملاجئ من تجاوزات بحق الأطفال.

كما قدم مشكلات الأبناء في مسرحية سك على بناتك، لدرجه أنه كان يقدم مسرحية إنها حقا عائله محترمة مع أمينة رزق وشويكار وهو مصاب بجلطه في القلب، وأكد له الأطباء أنه شفي منها من خلال عمله على المسرح.

كانت بدايته في مسرحية أنا فين وأنت فين بأغنية “رايح أجيب الديب من ديله” وبعدها توالت الأغنيات بالأعمال الفنية وقد قدم العديد من الأغنيات للأطفال لأنه كان يحب الغناء منذ الصغر حيث كان رئيساً لفرقة الأناشيد في المرحلة الابتدائية، وعموماً فإن الغناء كان دائماً موظفاً داخل العمل الفني لأنه ليس مطرباً بمعنى الكلمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى