صحيفة هآرتس: نتنياهو يصعّد الازمة مع الاردن ويرفض طلب تزويده بالمياه خلافاً لتوصية الجهات الاسرائيلية المختصة

افادت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الجمعة، ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد صعّد الأزمة في العلاقات مع الأردن، ورفض طلب الأردن بتزويده بالمياه، رغم أن المسؤولين عن المورد المائي وفي جهاز الأمن الإسرائيلي أوصوا بالاستجابة للطلب الأردني.

وذكرت الصحيفة، ان نتنياهو امتنع عن الاستجابة بصورة ايجابية للطلب الاردني، رغم توصية مختصين في سلطة المياه الاسرائيلية والجهاز الامني بإعطاء رد ايجابي،

وتقول الصحيفة ان هذا الرد لنتنياهو يعكس عمق الازمة بين البلدين، والتي تبدو ايضا انها تنعكس كخلاف شخصي بين رئيس الحكومة الاسرائيلية والعاهل الاردني الملك عبد الله.

وتفاقمت الازمة بين اسرائيل والاردن خلال الاسابيع الاخيرة، خصوصا على خلفية قضية الغاء نتنياهو زيارته الى الامارات الاسبوع الماضي، وكان التوتر بدأ على خلفية زيارة كان مخطط لها لولي العهد الاردني الحسين بن عبد الله الى القدس.

وكان من المفترض ان يقوم الامير الاردني بزيارة الى الحرم القدسي، لكن خلال ذلك اندلع جدل حول الترتيبات الامنية للزيارة، حيث طلب الاردنيون ان يرافقه عدد كبير من الحراس من قبلهم وان يحمل بعضهم بنادق وليس مسدسات. وبعد التوصل لتسوية مع الشاباك حول عدد الحراس والاسلحة، طرأ جدل اخر حول رغبة الامير الاردني زيارة الكنائس في المدينة، وبعد معارضة الشاباك، الغت الاردن زيارة الامير.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية وأردنية تلميحها إلى أن نتنياهو واصل خرق اتفاقية السلام بين الجانبين. وتنص الاتفاقية على أن تزود إسرائيل الأردن بصورة دائمة بالمياه التي تضخها من نهر الأردن. ويطلب الأردن أحيانا زيادة كمية المياه بسبب شحتها في بهض المواسم. وغالبا كان إسرائيل تستجيب لطلبات كهذه.

وأجرت لجنة المياه المشتركة للدولتين مداولات بشأن الطلب الأردني، الأسبوع الماضي، ورغم توصية المسؤولين المهنيين بالاستجابة للطلب الأردني، إلا أن نتنياهو ومجلس الأمن القومي أخروا الرد على الطلب “بشكل يدل على رفضه” وفقا للصحيفة.

وقالت الصحيفة إن مصادر إسرائيلية على علاقة وثيقة مع الجانب الأردني عبروا عن قلقهم من خطوات نتنياهو والتوتر المتصاعد بين الدولتين. واتهمت المصادر نفسها نتنياهو بأنه “يتعمد تشكيل خطر على اتفاقيات السلام على خلفية العداء الشخصي بينه وبين العائلة المالكة، ويتجاهل القيمة الاستراتيجية البالغة لإسرائيل من العلاقات مع عَمان”.

وذكرت المصادر الإسرائيلية “حقيقة أن الأردن يعزز قواته عند الحدود المشتركة ويعفي الجيش الإسرائيلي من نشر قوات كبيرة على طول الحدود من أجل منع عمليات تسلل مخربين ومهربي سلاح”.

وأضافت الصحية أنه يوجد غضب في الأردن على إسرائيل على خلفية انتشار فيروس كورونا، وطلب الأردن من إسرائيل بتزويده ببضع عشرات آلاف اللقاحات من أجل تطعيم الطواقم الطبية. إلا أن “نتنياهو يحاول ممارسة ’دبلوماسية لقاحات’ ومكافأة دول صديقة بشحنات من اللقاحات، من سان مارينو وحتى غواتيمالا، فيما يغيب الأردنيون عن هذه القائمة، بموجب قرار نتنياهو”.

ولفتت الصحيفة، إلى أن العلاقات بين نتنياهو والملك عبد الله تقوضت منذ سنوات، على الرغم من المحادثات الهاتفية التي تجري بين الحين والآخر بين الجانبين. وسادت أزمة شديدة بين الجانبين، في العام 2017، في أعقاب نصب إسرائيل بوابات إلكترونية حول المسجد الأقصى، وفي موازاة ذلك أقدم حارس في السفارة الإسرائيلية في عمان على قتل مواطنين أردنيين. ووافق الملك عبد الله حينها على الإفراج عن الحارس الإسرائيلي، لكنه غضب في أعقاب احتفال نتنياهو بهذا الإفراج.

وأشارت الصحيفة، إلى أن نتنياهو قال مؤخرا إن “الأردنيين بحاجة إلينا أكثر مما نحتاج نحن إليهم”. ونقلت عن صحافيين مقربين من نتنياهو وصفهم للملك عبد الله بأنه “ليس ذا صلة بالواقع، ويكتبون عن الأردن باستخفاف، ويصورونه كدولة ضعيفة، وأن أهميتها تراجعت على خلفية اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات. وفي جهاز الأمن الإسرائيلي يرفضون هذا الوصف جملة وتفصيلا ويرون بالأردن حليفا بالغ الأهمية لأمن إسرائيل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى