بهجت سليمان.. غياب قلم قومي اصيل

 

رغم الجفاء القطري بين قلمي والراحل الكبير رحمه الله إبان حياته لتبابن المواقف والرؤية القومية المشتركة بين الدولة الأردنية والسفير السوري الأسبق الدكتور بهجت سليمان وطريقة ابعاده عن الأردن، الا ان ذلك لا يمنع من الصدع بأن الوشائج القومية تقتضي تقديم واجب العزاء من قبل كاتب أردني – يستشعر مدى فرحة الكيان الغاصب ومجموعاته التكفيرية بهذه الخسارة القومية الجسيمة – بالراحل الكبير ابي المجد.

اقول ان ذلك لم يمنعني من متابعة نتاجه الفكري والادبي بقلمه الفذ السيال عبر أسبوعية المجد الغراء، دفاعا عن وطنه سوريا الشقيقة في وجه المد الأسود للمجموعات والجماعات والطلائع التكفيرية القادمة من كل حدب وصوب لتدمير سوريا الإنسان والتاريخ والثقافه والفكر والعروبة، فكان الرجل طودا شامخا وجنانا ثابتا وروحا وثابة في مقاومته، قلميا وفكريا، لهذا الفكر التكفيري الدخيل.

واظن ان هذا الموقف المبدئي يقع في صميم وسويداء نظرية الأمن القومي التي مثلتها تلك الصخره القومية – واعني بها الجيش العربي السوري – للأمة العربية ككل، ولا شك أن الأردن من ضمنها، وعليه فإنني اشيد بالمناقبية القومية لفقيد سوريا والعروبة الكبير رحمه الله.

لم التقِ الرجل الا عبر الاشتباكات الفكرية خلال حياته وكثيرا ما انتقدته حيا، ولكن عزت علي الجيرة الأدبية لمقالاتي المتواضعة بجانب مقالاته الفلسفية القومية التقدمية العميقة ذات القيمة والجدوى الوازنتين، اقليميا وعربيا ودوليا في بلاط صاحبة الجلالة، وتحديدا في “المجد” الغراء.

فكثيرا ما كان مقالي، رغم ندرته بتلك الصحيفة القومية، يتجاور مع مقالة للراحل سليمان، فأحس بتخاطر للافكار القومية يجمعني بالرجل الكبير، ولكن شتان ما بين قلمي المتواضع وقلمه الفذ والسيال.

وختاما فإني اسأل الله ان يتغمد الراحل العزيز بواسع رحمته، معزيا سوريا رئيسا وشعباً شقيقا بهذا المصاب الجلل.

البريد الإلكتروني: [email protected]

واتساب 0785294904

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى