سر جديد في ملف التآمر على الوطن العربي

 

 

منذ سنوات، كتبت اكثر من مرة أقول اننا لا نعرف بعد كل أسرار المؤامرة الكبرى التي تعرضت لها دولنا العربية في 2011.. مؤامرة اسقاط نظم الحكم وتدمير دولنا واغراقها في الفوضى والخراب. وقلت انه مع مرور السنين سنكتشف اسرارا جديدة، وهناك أسرار قد لا نعرفها ابدا.

وكما نعلم، عرفنا بالفعل في السنوات الماضية بعضا من اسرار لم نكن نعرفها.

مثلا حين نشر الرئيس الأمريكي أوباما مذكراته، عرفنا ابعادا جديدة وجوانب خفية للتآمر على البحرين وباقي الدول العربية.

ومثلا، كشفت لنا برقيات بريد هيلاري كلينتون التي تم نشرها بعضا من ابعاد واسرار التآمر الأمريكي على البحرين ومصر بالذات.

وعرفنا مثلا من شهادات مسئولين عاصروا الأحداث كيف قاتلت أمريكا واي دور لعبته من اجل تمكين الاخوان المسلمين في مصر.

وقبل أيام تم الكشف عن سر جديد من اسرا هذه المؤامرة يتعلق بما جرى في ليبيا.

السر كشفته صحيفة ” اندبندنت” البريطانية نقلا عن وزير الخارجية النرويجي السابق جوناس ستور.

السر الذي كشف عنه الوزير النرويجي يتلخص في انه في عام 2011 كان هو شخصيا وسيطا وقاد مفاوضات سرية بين الحكومة والمعارضة في ليبيا وانه تم التوصل فعلا الى اتفاق كان من شأنه انقاذ حياة الزعيم الليبي معمر القذافي والأهم من هذا انقاذ ليبيا من الفوضى والدمار الذي شهدته.

وفي التفاصيل التي ذكرتها الصحيفة” أن حلفاء القذافي والمعارضة كانوا يسعون بهدوء للتوصل إلى نتيجة تفاوضية، وان سيف الإسلام القذافي دعا كبار المسؤولين النرويجيين إلى طرابلس للتفاوض.

وقال الوزير النرويجي انه نظم لقاء مباشرا في 27 أبريل من ذلك العام بين ممثلي النظام والمعارضة في أوسلو، وذلك بعد محادثات استمرت لأسابيع.

وكشف الوزير انه في النهاية وضع الدبلوماسيون النرويجيون خطة شاملة لانهاء الأزمة وافقت عليها الحكومة والمعارضة كانت تنص في فقرتها الأولى على ان يتنحى العقيد القذافي عن الحكم في ليبيا وان يترك العمل السياسي على ان تستمر مؤسسات الدولة.

اذن بحسب الوزير النرويجي فقد تم التوصل فعلا الى اتفاق ينهى الأزمة ويجنب ليبيا والشعب الليبي المصير المأساوي الذي حدث بعد ذلك.

ما الذي حدث اذن؟ لماذا فشل هذا الاتفاق؟

يقول الوزير النرويجي ان الذي حدث هو ان الدول الغربية، وبالأخص فرنسا وبريطانيا، اصرتا على رفض الاتفاق، واتخذت هذه الدول قرار تدخل حلف الناتو عسكريا في ليبيا بكل التطورات التي نعرفها بعد ذلك.

عرفنا بعد ذلك ان الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت ساركوزي هو الذي قاد عملية العدوان العسكري على ليبيا وعملية اغتيال الزعيم القذافي، وكان أكبر دافع له هو محاولة إخفاء فضيحة تلقيه عشرات الملايين من الدولارات رشاوى من القذافي، وهي الفضيحة التي يحاكم بسببها اليوم.

اذن، بحسب التفاصيل التي رواها الوزير النرويجي كانت هناك فرصة حقيقة لإنهاء الأزمة في ليبيا بشكل يرضي الكل و ويلبي مطالب الشعب ويجنب البلاد الأهوال والفظائع التي شهدتها في السنوات الماضية منذ ذلك الوقت، لكن الدول الغربية رفضت واصرت على المضي في عدوانها.

ما لم يتحدث عنه الوزير هو: لماذا رفضت الدول الغربية هذه الفرصة؟.

الجواب نعرفه جيدا.. ان تدمير وخراب ليبيا والقضاء على مؤسسات الدولة واغراقها في الفوضى كان هو الهدف الأساسي للدول الغربية، ولم يكن يعنيها ابدا مصلحة الشعب، ولم ترد ان تنتهي الأزمة من دون هذا الخراب.

كما ذكرت، علينا ان ننتظر صفحات جديدة لا نعرفها في هذا الملف الأسود.. ملف التآمر الغربي على دولنا وشعوبنا.

ينشر بالتزامن مع شبكة البصرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى